جاء ذلك في كلمة الرئيس الايراني امام اجتماع القمة الاستثنائية، الذي بدا عصر اليوم السبت في الرياض، لمناقشة اخر التطورات داخل قطاع غزة والسبل الكفيلة بوقف المجازر والابادة الانسانية التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق المدنيين والاطفال والنساء من اهالي القطاع.
كما اعرب "رئيسي" عن تقديره للمملكة العربية السعودية التي تتولى الرئاسة الدورية الـ 14 لقمة دول منظمة التعاون الاسلامي، "لقاء استضافتها الاجتماع الاستثنائي في ظل المرحلة الحساسة الراهنة والتطورات والظروف الاقليمية الخطيرة بفعل الكيان الصهيوني وجرائمه داخل الاراضي المحتلة؛ مشيراً إلى أنّ "من شأن منظمة التعاون الإسلامي أداء دور صحيح يجسد معاني الوحدة والانسجام".
وأضاف رئيس الجمهورية الاسلامية : اليوم هو يوم انتصار الدم على السيف، والكيان الصهيوني ينتهك قواعد الحقوق الدولية بهجومه على غزة؛ لافتا الى، أنّ "أغلب الضحايا في القطاع هم من النساء والأطفال، وأن قتل المدنيين وقصف المستشفيات من مظاهر جرائم إسرائيل، والولايات المتحدة الامريكية هي الآمرة والمتآمرة في هذه الحرب".
وأشار إلى، أن "المظاهرات المليونية التي خرجت في انحاء العالم أظهرت بأن الدفاع عن فلسطين مكنونة في كل الشعوب؛ وقال : لقد أصبحت غزة أكبر سجن في العالم بسبب الحصار القاسي.
وعودة الى دور امريكا في التطورات داخل غزة، فقد جدد الرئيس الإيراني التاكيد على أن واشنطن تشجع الكيان الصهيوني على إجرامه في غزة وهي دخلت الحرب بالفعل إلى جانب "إسرائيل"؛ مردفا، ان اامريكا تفسح المجال للاحتلال كي يفتك بسكان غزة، وهي التي تزود هذا الكيان بشحنات السلاح.
وتابع : كافة المفاسد تصدر عن امريكا التي تنتهك القانون الدولي وتصب الزيت على نار الفتن في ارجاء العالم.
ووجه "اية الله رئيسي" خطابه الى القادة الحضور في قمة الرياض، قائلا : يجب أن نمسك بزمام الأمور في ساحاتنا، ونعمل على وقف عمليات القصف "الإسرائيلي" في حق المدنيين والمستشفيات داخل قطاع غزة.. نحن مسؤولون أمام الباري تعالى حيال ما يجري في غزة اليوم، وبما يلزم على الجميع تحديد مسارهم.
ولفت الى ان، سلوك الكيان الصهيوني القاتل في العالم الإسلامي ياتي في اطار اجنداته لتعزيز سيطرة على الانظمة المستبدة في المنطقة.
وتطلع الرئيس الايراني بأن يخرج اجتماع القمة في الرياض اليوم، بقرار لصالح الشعب الفلسطيني، وقال : ان أهم خطوة اليوم هي وقف إطلاق النار؛ وإذا لم يسفر اجتماعنا اليوم عن اتخاذ خطوات، سيؤدي ذلك إلى خيبة أمل لدى الشعوب الإسلامية.
كما طالب برفع شامل للحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح دون قيود أو شروط، قائلا : علينا أن نطالب بخروج الكيان الصهيوني من غزة بشكل عاجل، وداعيا "جميع الدول بما فيها الإسلامية" الى ضمان اأمن للفلسطينيين في المناطق المحتلة، وقال : ينبغي وقف التجارة والتعاون مع الكيان الصهيوني ومقاطعة البضائع "الإسرائيلية".
وفي السياق ايضا، طالب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، بتشكيل محكمة دولية لقاضاة الصهاينة والأمريكيين الضالعين في عمليات الابادة الجماعية والمجازر ضد الانسانية في غزة.
ودعا رئيسي الى، "تاسيس صندوق خاص لاعادة اعمار غزة فورا، وان تتولى الدول الاسلامية الحاضرة في هذا الاجتماع نفقات ذلك، فضلا عن تسمية يوم خاص بجرائم الصهاينة وقصف مستشفى المعمداني في غزة، بيوم "الإبادة الجماعية والجريمة ضد الإنسانية".
ومضى الى القول : في حال استمرار الكيان الصهيوني واصراره على ممارسة الجرائم بتوجيه امريكا في هذه الحرب غير المتكافئة، يتعين على الدول الاسلامية تسليح الشعب الفلسطيني وتدعيمه في المواجهة والنضال ضد المحتلين والمعتدين.
ولفت رئيسي بان ما ذكره يشكل حلولا مؤقتة، واستدرك : ان الحل المستديم هو ما دعا اليه سماحة قائد الثورة الاسلامية، وقد وثقته الامم المتحدة ايضا : اي "تشكيل دولة فلسطينية موحدة من البحر الى النهر"، وفق مبدا الديمقراطية، من ان "كل فلسطيني له صوت واحد، بمن فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود"، وعليه فإن الجمهورية الاسلامية تدعم هذه الرؤية بكل حزم.
ومضى الى القول : انني اريد ان اعلن من هنا بصراحة ان جمهورية ايران الاسلامية تعتبر المقاومة الفلسطينية "حركة تحرير" وقد حققت مكاسب كبيرة لفلسطين، وعليه فإن مخطط التهجير القسري على حساب سكان غزة يشكل استمرارا للعدوان وجرائم الحرب، وان الدفاع عن المسجد الاقصى والاماكن المقدسة ضرورة اساسية؛ مشددا على ان "مرور الوقت لا يمنح الشرعية وعلينا التصدي لإسرائيل والحل الوحيد هو المقاومة.
وتابع : اليوم المحافل الدولية الخانعة لنفوذ امريكا فقدت هويتها وغير قادرة على اتخاذ القرارات، وعليه يجب ان ناخذ نحن بزمام المبادرة، وبما يلزم على الدول الاسلامية ان تعتبر جيش الكيان الصهيوني المعتدي والمحتل بانه منظمة ارهابية.. علينا نحن في الدول الاسلامية ان ندرك بانه لو لا المقاومة في غزة والضفة الغربية امام العدوان والتوسع الصهيوني، ولولا مقاومة لبنان بوجه الاحتلال، لكانت اليوم الكثير من الدول الاسلامية والعربية متورطة في هكذا حرب مع الصهاينىة.
واكمل : ان ما اكدنا عليه منذ سنوات، تبلور اليوم في صرخة شعوب اوروبا وامريكا ايضا، وانني اعبر من هذا المنبر عن تقديري وشكري العميقين لكافة الشعوب التي تضامنت مع اهل غزة ودافعت عنه.
كما حيّا رئيس الجمهورية الاسلامية، "الشعب الفلسطيني المقاوم"، بالقول :
- اننا نقبل أيادي المقاومة في غزة
- السلام على اطفال غزة المظلومين الشهداء الذين عرجوا وهم يتلون القران تحت انقاض بيوتهم المنكوبة بالقصف الصهيوني
- السلام على اطفال غزة الذين ترجف اجسامهم خوفا من الظلم والجور
- السلام على ابنائي الاعزاء في غزة، انتم الذين برهنتم على صمودكم امام اعتى جيوش العالم واخس الناس دناءة، بل وجستدم المعنى الحقيقي للمقاومة والصمود.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. القدس لنا و النصر لنا.
انتهى ** ح ع