طهران/11 تشرين الثاني/نوفمبر/ارنا – وصف المساعد السابق لوزير الداخلية في الشؤون السياسية "محمد رضا غلام رضا" في مذكرته عن حرب غزة، عملية طوفان الأقصى بأنها فرصة عظيمة للتقارب والتضامن الإسلامي، ونصح قادة الدول الإسلامية بتجنب إثارة القضايا الخلافية وبجعل القضية الأولى للحكومات والأمم الاسلامية هي ايجاد حل جذري للقضية الفلسطينية.

وهذا النص الكامل لهذه المذكرة التي وردت الى وكالة إرنا اليوم السبت ،وهو كالاتي:

أيها الإخوة والقادة الكرام في الدول الإسلامية، ايتها النخب المحترمة في العالم الإسلامي وأفراد وشرائح المجتمعات الإسلامية العظيمة.لقد مرت خمسة أسابيع على عملية طوفان الأقصى التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة أكثر من سبعة عقود من الاحتلال الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ،المقاوم والأبي.

وخلال هذه الأسابيع القليلة، قامت امريكا الشيطان الاكبر وبعض الدول الغربية، بما فيها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بتقديم الدعم الكامل للكيان الصهيوني وايدت الإبادة الجماعية واستخدمت حق النقض ضد القرارات المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وعلاوة على ذلك قامت ايضا بإرسال جميع أنواع الأسلحة العسكرية والاستخباراتية وحتى المساعدة الميدانية الى الكيان الصهيوني مما شجع هذا الكيان الوحشي قاتل الأطفال على مواصلة قتل المزيد من النساء والأطفال والمدنيين ومنع ايصال أي مساعدات إنسانية لشعب غزة المضطهد.

وللاسف ، وبالمقابل لم تتخذ الدول الإسلامية أي إجراء محدد سوى الإدانة أو الصمت، أو أنها اكتفت بوضع سلسلة من المشاورات السياسية على جدول اعمالها. لكن إذا توفرت لدى الدول الإسلامية الإرادة اللازمة وبالوسائل اللازمة والمتاحة، فإنها لن تجبر امريكا الشيطان الأكبر والكيان الصهيوني الهمجي على وقف إطلاق النار فحسب، بل سيكون لديها أيضا إمكانية معاقبة المعتدي والمحتل.

وذلك يمكن ان يحصل اذا عادت الدول الاسلامية الى رشدها وفتحت أعينها على الحقائق، وأن يكون لديها تحليل دقيق وواقعي للتطورات الإقليمية والدولية، وأن تقوم بواجبها الإسلامي الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم اسوة بأبطال غزة الذين لا يأخذون بعين الاعتبار المكاسب والخسائر الدنيوية.

والجدير بالذكر أن طغيان ظلم الجبهه الامريكية-الغربية-الصهيونية واستبدادها في اضطهاد الشعب الفلسطيني ، قد افاق الغريزة الانسانية واحيا ضمائر الرأي العام واهدى قلوب الشعوب الإسلامية ودعاة الحرية من كل حدب وصوب في جميع أنحاء العالم الى طريق الحق .

وعليه، ونظرا لاستمرار جرائم الصهاينة وانتهاكهم لكافة القوانين والأنظمة الدولية والمبادئ الإنسانية الأساسية، فإننا نقترح توصيات متعددة في مختلف المجالات.

وقبل التطرق الى التوصيات لا بد من الإشارة إلى نقطتين مهمتين، وهما الاولى يجب تجنب إثارة القضايا الخلافية بشكل منفصل ويجب جعل القضية الأولى وأولوية الحكومات والدول هي ايجاد حل جذري للقضية الفلسطينية.

اما النقطة الثانية فهي ان عملية طوفان الأقصى قد خلقت فرصة كبيرة للتقارب والتضامن الإسلامي، وهو المطلب الحقيقي للجميع من قادة وعلماء وساسة وكافة شرائح واطياف المجتمع الاسلامي.

والتوصيات فهي كالتالي:

توصيات سياسية:

1-    يجب على الدول الإسلامية أن تستدعي دبلوماسييها وتطرد الصهاينة وتعيد النظر في استمرار علاقاتها السياسية مع هذا الكيان و تعليقها اوانهائها.

2-    يجب على المسلمين في الدول الإسلامية  التحرك بطرق مختلفة مثل التجمع والاعتصام أمام ممثلية الكيان الصهيوني، والضغط على الحكومات من خلال الأحزاب وجماعات الحوار والنخب والشخصيات والمؤثرين في هذا الصدد، وخلق العديد من العقبات من خلال اللجوء الى اساليب ناعمة وحازمة في طريق أنشطة ممثلية الكيان الصهيوني نحو تحقيق هدف الفقرة الأولى.

3-    يجب على الحكومات والأحزاب والجماعات الإسلامية أن تستغل طاقات علاقاتها مع الأفراد والجماعات والقوى المؤثرة (اللوبي) في الدول الغربية لوقف جرائم الكيان الصهيوني.

4-    يجب على كل دولة إسلامية أن تستخدم نفوذها وتأثيرها على الحكومات والجمعيات الدولية لوقف الإبادة الجماعية، وتنفيذ وقف إطلاق النار، وإدانة اعمال الاحتلال الاسرائيلي، وإرسال المساعدات الإنسانية على الفورالى غزة.

5-    يجب تعليق إقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني واي مشروع تطبيع معه.

توصيات اقتصادية:

1-    يجب مقاطعة البضائع والسلع والمنتجات الزراعية والشركات الصهيونية من قبل الحكومات والأفراد في الدول الإسلامية وغير الإسلامية.

2-    يجب تشكيل حملة محلية وإقليمية ووطنية ودولية لمقاطعة البضائع الصهيونية والتي يتم تبادل المعلومات حولها باستمرارعلى شبكات التواصل الاجتماعي.

3-    ينبغي للأفراد وأصحاب الشركات والصناعات والأعمال التجارية ورجال الأعمال في الدول الإسلامية ولو امكن غير الإسلامية، مقاطعة استخدام الشركات الصهيونية بما في ذلك الطيران والشحن والفنادق والسياحة والخدمات.

4-    - مقاطعة أية تحويلات أو معاملات بأموال صهيونية.

5-    الامتناع عن قبول وتقديم الخدمات في الفنادق والمطاعم وشركات النقل وغيرها للأشخاص الذين يحملون جوازات سفر صهيونية ويعتبرون مغتصبين للأرض المقدسة فلسطين.

6-    يجب على الدول الإسلامية أن تعيد النظر في علاقاتها مع الصهاينة وتعلق أو تقطع التعاملات الاقتصادية والتجارية.

7-    يجب على أفراد المجتمع والعلماء والنخب بالضغط على حكوماتهم والمطالبة بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني المجرم بشتى الطرق.

8-    يجب على العلماء والنخب الامتناع عن التعامل مع الجهات الداعمة والمصاحبة للأحزاب والشخصيات المناهضة للمبادئ الإنسانية والإسلامية والمؤيدة للصهاينة.

توصيات ثقافية واجتماعية:

1-    ينبغي للمسؤولين والسياسيين على مختلف مستوياتهم، من علماء ونخب وشخصيات وأشخاص مؤثرين، أن يتواصلوا وينقلوا رسالة الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وضرورة التفعيل في هذا الصدد باللجوء الى الوسائل الممكنة والمتاحة.

2-    ويجب أن يشمل نقل الرسالة هذه جمهور الدول الإسلامية وغير الإسلامية.

3-    وان جمهور الرسالة ومتلقوها هم عوائل الشهداء الفلسطينيين الأعزاء، أبطال المقاومة الفلسطينية، الأطباء والطاقم الطبي المقيم في غزة، عمال الإغاثة، شبكات الأخبارو المراسلون ورواة أحداث غزة المتفانون، وأي شخص حقيقي أو افتراضي رد على جرائم الصهاينة.

4-    ينبغي تقدير و دعم المدافعين عن الإنسانية والمقاومة الإسلامية في اليمن والعراق ولبنان بطرق مختلفة.

5-    ينبغي دعوة شعوب الدول الإسلامية والباحثين عن الحرية في جميع أنحاء العالم للاحتجاج على القتل الوحشي للنساء والأطفال والإبادة الجماعية للفلسطينيين على يد الصهاينة وأسيادهم، بطرق مختلفة بما في ذلك تنظيم المسيرات وإقامة معارض الصور والبرامج الرمزية.

6-    ينبغي تشكيل مطلب شعبي على مستوى المجتمعات العربية والإسلامية بشأن فرض عقوبات على الكيان الصهيوني وسهولة الحصول على الوقود (النفط وغيرها) والمؤن لتوفير الأساس للضغط على الحكومات المعنية بهذه القضية.

توصيات اعلامية:

1-    إن رواية جرائم الصهاينة ومناصريهم الرئيسيين واجب على كل إنسان حر أيا كان دينه ونهجه ومعتقده.

2-    يجب على كافة اطياف المجتمع من الرجال والنساء والكبار والصغار، والطلاب والمعلمين،والأطباء والعاملين في المستشفيات، وعلماء الدين والسياسيين، الفنانين والرياضيين، أصحاب الصناعات ورجال الاعمال ان يتصرفوا كإعلاميين ورواة ليساعدوا في نقل رسالة الاضطهاد والابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الغيور على يد الصهاينة و بدعم مباشر من أمريكا.

3-    و بالإضافة إلى إنتاج المحتوى، ينبغي تشكيل تجمع الصحفيين المسلمين والمستقلين بسرعة للمشاركة  بنقل الرسالة وسرد أحداث غزة وفلسطين.

4-     يجب تكريم شهداء الصحفيين كأبطال روائيين، ونشر وتسجيل أسمائهم وصورهم، والحفاظ على ذكراهم حية عبر صنع رموز وتماثيل لهم.

5-    و يجب ان يسجل اسم فلسطين الجميل في كل زاوية ومصدر وكتب مدرسية وغيرها، ليبقى مشرقا ومزدهرا حتى مسح الكيان الصهيوني من على وجه الأرض.

6-    يجب أن يكون الإعلام الشعار العملي لكل مسلم وباحث عن الحرية.

توصيات قانونية:

1-     ينبغي رفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني من قبل دولة إسلامية أو أكثر في محكمة العدل الدولية بدعوى انتهاك التزامات اتفاقية حظر ومعاقبة مرتكبي الإبادة الجماعية.

2-     ينبغي التنسيق الدبلوماسي والتشاور مع الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي لمتابعة مخطط كيان الفصل العنصري والجرائم ضد الإنسانية وإدراجها على جدول الأعمال.

3-    وينبغي استغلال قدرة البرلمانات الإسلامية في إقرار منع التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني.

4-      يجب على المؤسسات والمراكز القانونية الشعبية والمنظمات غير الحكومية وجمعيات ونقابات المحامين وغيرها اتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع الدعاوى القضائية والتشاور وإعداد التقارير وإرسالها إلى المحافل الدولية والمؤثرة.

5-   إن تسجيل الجرائم ومشاركتها وتوثيقها لرفع الدعاوى القضائية في المحافل القانونية والدولية واجب على كل مسلم ومناضل.
انتهى**ر.م