وأضاف المرصد الأورومتوسطي، أن 6100 طفل اسشهدوا أو فقدت آثارهم تحت أنقاض المباني التي دمرتها هجمات الكيان الإسرائيلي الجوية والمدفعية المكثفة على قطاع غزة وقد تضاءلت فرص نجاتهم بشدة بعد تعذرانتشالهم منذ أيام.
وذكر بأن أكثر من 15500 طفل أصيبوا بجروح مختلفة، توصف حالة عشرات منهم بالحرجة فيما تعرض عشرات آخرين لحالات بتر لأطرافهم فضلا عن تعرض مئات لحروق شديدة في مناطق متفرقة من أجسادهم.
وأشار الى ان تقديراته بأن هناك ما يقارب من 17 إلى 18 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة باتوا أيتاما جراء استشهاد أحد أو كلا والديهم، بينما أكثر من 450 ألف منهم دمرت أو تضررت منازلهم ما يجعلهم من دون مأوى.
وافاد بأن مئات ألاف الأطفال بات مستقبلهم مجهولا مع انقطاعهم المستمر عن التعليم في كافة المراحل الدراسية وتدمير وتضرر أكثر من 214 مدرسة في مختلف أنحاء قطاع غزة بفعل هجمات الكيان الإسرائيلي.
وشدد الأورومتوسطي على أن أطفال غزة يجدون أنفسهم ضحايا هجمات عشوائية يشنها الكيان الإسرائيلي بلا هوداة للشهر الثاني على التوالي بهدف الابادة الجماعية وسط حرب مرعبة والكثير منهم بلا مأوى ويفتقرون إلى الغذاء والمياه الصالحة للشرب، أو أجبروا على الفرار جنوب قطاع غزة تحت النار، مما زاد من حدة الصدمات التي يتعرضون لها.
كما لفت الى أن أطفال غزة دون سن 18 عاما والذين يشكلون 4.7% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يعانون من ازمة نفسية منذ سنوات طويلة، وان 4 من كل 5 أطفال كانوا يقولون قبل الحرب الحالية إنهم يعانون من الاكتئاب أو الحزن أو الخوف وهو تدهور حاد مقارنة بدراسات سابقة.
ونبه الأورومتوسطي إلى حدة الصدمات التي يعانيها الأطفال في غزة إثر إجبار عشرات آلاف منهم إلى النزوح دون وجهة إلى وسط وجنوب القطاع، حيث قتل بعضهم خلال عبورهم طريق الممر الذي حدده جيش الكيان الإسرائيلي فيما يصل من يتمكن من النجاة مرهقون وعطشى وبحالة فزع ورعب شديدين.
وأشار إلى أن التقديرات تظهر أن أكثر من 1.5 مليون شخص في غزة قد أصبحوا نازحين داخليا يقيمون مع أطفالهم في مراكز غير مخصصة أو مناسبة للإيواء وسط اكتظاظ هائل.
إذ في المتوسط، يتشارك 170 إلى 200 شخص على الأقل في مرحاض واحد وهناك وحدة استحمام واحدة لكل 700 شخص. وتؤدي الظروف الصحية المتدهورة، إلى جانب الافتقار إلى الخصوصية والمساحة، إلى مخاطر على الصحة والسلامة.
خطر الانتشار السريع للأمراض المعدية والالتهابات البكتيرية بسبب نقص المياه الصالحة للشرب
فقد عانى آلاف الأطفال من خطر الانتشار السريع للأمراض المعدية والالتهابات البكتيرية بسبب نقص المياه الصالحة للشرب وما يرتبط بذلك من استهلاك المياه الملوثة فضلا عن انعدام الأمن الغذائي.
ويحدث ذلك في ظل توقف عمل 21 من أصل 35 مستشفى وعشرات مراكز الرعاية الأولية في قطاع غزة بفعل هجمات إسرائيل ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات بما يحمله ذلك من تأثيرات بالغة على صحة الأطفال وتوقف خدمات التطعيم المجدولة لهم.
وأبرز الأورومتوسطي أن أغلب الأطفال في قطاع غزة يعتاشون حاليا على وجبة طعام واحدة يوميا وسط نفاد الخبز ومؤشرات على آليات تكيف سلبية بسبب ندرة الغذاء، بما في ذلك استخدام أساليب غير آمنة وغير صحية لإشعال النار بهدف الطهي.
ورصد فريق الأورومتوسطي أن الكثير من المواد الغذائية الأساسية لصحة الأطفال مثل الأرز والبقول والزيوت النباتية نفدت بشكل كبير من الأسواق المحلية، واختفت مواد أخرى، بما في ذلك دقيق القمح ومنتجات الألبان والبيض.
وجدد المرصد الأورومتوسطي مطالبته شرائح المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفوري لوقف تحويل الكيان الإسرائيلي قطاع غزة إلى مقبرة فعلية للأطفال وتوفير الحماية لهم وإنهاء حالة ازدواجية المعايير الصارخة التي تسيطر على مواقفه السياسية.
وشدد على أنه ينبغي محاسبة الكيان الإسرائيلي على انتهاكاته الصارخة والصريحة للقانون الدولي الإنساني في قتل واستهداف الأطفال الفلسطينيين وتجاهل احتياجاتهم الخاصة للمساعدة الطبية والغذاء والمأوى والملبس المعترف بها في اتفاقيات جنيف وبروتوكوليهما لعام 1977.
انتهى**ر.م