وأضافت "سارة فلاوندرز" في مقابلة مع "عربي21"، أن "مسؤولية الولايات المتحدة عن تلك الجرائم لا تقل عن مسؤولية إسرائيل، لأن واشنطن تقدم دعما عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وماليا غير مسبوق لتل أبيب".
ودعت، إلى الوقوف بكل الصور المتاحة في وجه ما وصفته بالدور الفاشي والإجرامي الذي تلعبه الولايات المتحدة حاليا في الحرب ضد غزة وضد الفلسطينيين والشعوب المختلفة عموما.
وأشارت فلاوندرز إلى أن "كل جريمة ترتكبها القوات الإسرائيلية مُموّلة بالدولارات الأمريكية"، مؤكدة أن "إسرائيل ما كانت ستبقى موجودة على وجه الأرض لولا الدعم الأمريكي اللامحدود".
وتابعت: "ما كان لحرب غزة أن تستمر ليوم واحد أو حتى لدقيقة واحدة بدون أسلحة وآلة حرب الولايات المتحدة وبدون مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية؛ حيث تتلقى إسرائيل أموالا طائلة من آلة الحرب الأمريكية أكثر من أي دولة في العالم وهي تتلقاها على مدار 75 عاما، هذه كمية هائلة من الأسلحة الفتاكة وبالتالي فواشنطن متورطة في الحرب ضد أهل غزة".
واستطردت قائلة إن "حرب غزة وحّدت إلى حد كبير المجتمع الفلسطيني بأكمله وشعوب العالم الحرة وآن الأوان للناس في جميع أنحاء العالم العمل على إيجاد كل وسيلة ممكنة للدفاع عن فلسطين ومعارضة الدعم الأمريكي لهذا التدمير الوحشي الذي يقوم به المستوطنون الإسرائيليون الذي نراه مُستمرا حتى اللحظة".
وطالبت فلاوندرز، بـ "وضع حد لسرقة الأراضي الفلسطينية المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم مرارا وتكرارا في السنوات الـ 75 الماضية".
وقالت إن "موقفنا هو التضامن الكامل مع أهل غزة ومع القضية الفلسطينية، إننا نرى أن هناك تغيّرا هائلا في الولايات المتحدة اليوم بين الشباب الذين لم يعرفوا سوى القليل عن هذا النضال في الماضي، لكنهم الآن يشعرون من قلوبهم بعدالة النضال الفلسطيني".
وأضافت: "ما يجري يكشف أيضا أن الهيمنة والقوة الأمريكية تفشل في الواقع، لأن إسرائيل كانت شريكها الاستراتيجي الوحيد وهذا الشريك الاستراتيجي بدأ ينهار وغير مستعد و بدون خطة وغير قادر إلا على إحداث دمار شامل في المنطقة وهذه سابقة خطيرة للغاية عندما يكون الرد الوحيد هو المزيد والمزيد من أسوأ أشكال الحرب".
وشدّدت على أن "شعب فلسطين له الحق في الحياة والحق في الحياة حرا من الاحتلال وأن يطالب بالإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم إسرائيل منذ سنوات طويلة. لقد دعت المقاومة الفلسطينية إلى تبادل الأسرى ومع ذلك، تم الرد عليهم بالمزيد من القنابل والصواريخ التي تدعمها وتُموّلها واشنطن لمواصلة هذه الحرب الفاشية".
وزادت فلاوندرز: "الناس في العالم كله ينتفضون بالملايين ويجب أن تتواصل انتفاضتهم ليل نهار؛ فهذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما نحو السلام العادل ولذلك يجب أن نقف مع فلسطين ونطالب بصوت عال بضرورة إيقاف القصف والعدوان الإسرائيلي".
وواصلت حديثها بالقول: "نحن أمامنا نضال طويل سيتطلب وقتا وجهدا، لكن لا ينبغي علينا مطلقا التوقف عن هذا النضال ولا يجب التراجع عنه بأي صورة من الصور وأنا متفائلة بأن هذا النضال لن يذهب سدى؛ لأن عدد المؤمنين به في تزايد مستمر وأن جهودنا ستؤتي أكلها في نهاية المطاف".
ولفتت إلى أن "المعضلة في أمريكا تتمثل في أن الجمهوريين والديمقراطيين كلاهما داعمين بقوة لإسرائيل وهو ما أثّر على مصداقية الولايات المتحدة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وهذا الوضع يجب أن ينتهي وعلى العالم أن يقف إلى جوار فلسطين ويجب علينا الدعوة لوقف كل أشكال الدعم والمساعدات لإسرائيل".
واستطردت قائلة: "رغم أن الانحياز الأمريكي والأوروبي لإسرائيل معروف منذ سنوات طويلة، إلا أن الانحياز الحالي في الحرب المتواصلة على غزة غير مسبوق هذه المرة وهناك تبرير وتجاهل متعمد للمجازر المروعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال".
ونوّهت فلاوندرز إلى أن "اتفاقيات التطبيع التي عقدتها العديد من الدول مع إسرائيل خلال السنوات المنصرمة كانت على حساب الشعب الفلسطيني وأن تلك الاتفاقيات شجعت تل أبيب على مواصلة انتهاكاتها المختلفة بحق الفلسطينيين".
وأشارت مستشارة وزير العدل الأمريكي الأسبق، إلى أن "موقف واشنطن من دعم إسرائيل يثير غضبا شعبيا عالميا، حتى داخل الولايات المتحدة نفسها وهذا الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل يضع مصداقية واشنطن على المحك".
ولفتت إلى أن "درجة التضامن والتعاطف مع القضية الفلسطينية في حالة تزايد مستمر وستتزايد أكثر في المستقبل وهو يجب البناء عليه حتى تأخذ قضية فلسطين العادلة حقها الكامل وهذا الأمر يمكن أن يؤثر لاحقا على القرار الأمريكي بصورة أو بأخرى".
واختتمت فلاوندرز بقولها: "علينا أن نتكلم بصوت عال وأن نرفع أصوات إلى عنان السماء دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني؛ فيجب علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي تجاه المآسي الإنسانية.. فلسطين حرة".
انتهی**1426