وقالت القدس العربي في تقرير لها بعنوان "مواجهة إسرائيل مع الأمم المتحدة": إن نتيجة وجود مؤسسات عديدة لها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبسبب اطلاعها على الواقع العياني لمعادلات الاحتلال وفظاعاته اليومية، ومسؤوليتها القانونية في وصف ما يحصل، وهو ما يؤدي، عمليا، إلى الكشف عن الجرائم والانتهاكات والاعتداءات التي تجري على السكان والبنى التحتية، بما في ذلك الاعتداءات الفعلية أو اللفظية على مواقعها وموظفيها واللاجئين إليها، فقد أصبحت الأمم المتحدة طرفا يتلقى بدوره هجمات "إسرائيل".
وتابعت: يشكل رد فعل سفير "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة "غلعاد اردان"، الذي صرح أن غوتيريش ليس مؤهلا لقيادة الأمم المتحدة تمثيلا بليغا لاعتبار "إسرائيل" نفسها فوق العالم، وأنها الدولة التي تحدد من يقود الأمم المتحدة، أما سؤال وزير الخارجية الإسرائيلي "إيلي كوهين" لغوتيريش: «في أي عالم تعيش؟» فهو تعبير آخر يقول ضمنا إن الافتراس والهمجية والعنصرية هي قواعد العالم الذي تعيش فيه "إسرائيل".
وأضافت: عبر حربها على غزة، انتقلت "إسرائيل" عمليا من انتقاد المنظمة الأممية وتهديد أمينها العام إلى استهداف مؤسساتها ماديا، وهو ما أكده المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "فيليب لازاريني"، حين اعتبر ما تقوم به "إسرائيل" محاولة متعمدة لخنق عمل الوكالة الإنساني في غزة.
وأوضحت: قتلت "إسرائيل" مئة وثلاثة من موظفي الأمم المتحدة في غزة، والذين لم يكن لهم أي علاقة بهذا الصراع، وهو ما يمكن قراءته كدليل على الإرهاب الممنهج الذي يستهدف المدنيين، كما يمكن قراءته باعتباره استهدافا مباشرا للأمم المتحدة.
وفي المواجهة مع الأمم المتحدة لا تكتفي "إسرائيل" بتصريحات الاستعلاء والاستقواء على المنظمة الأممية بل تقوم عمليا بقصف المنظمة الأممية التي تجمع الإنسانية، وتقتل موظفيها وتشل عملياتها، وهو ما يؤطرها ضمن حقيقتها الفعلية كدولة إرهاب مارقة وخارجة على قوانين البشرية.
انتهى**3276