غزة/ 28 تشرین الثاني /نوفمبر /ارنا- قد بلغ عدد الوحدات السكنية التي تعرّضت لهدم كلي في غزة قرابة 50 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى 240 ألف وحدة سكنية تعرّضت للهدم الجزئي و مع كل هذا يؤكد الفلسطينيون أنهم لن يتركوا ارضهم و يفضلون العيش في الخيام و لا يتركون أرضهم.

سريعا ودون تردد توجه الشاب "محمد النجار" ليبحث عن مصير منزله في قرية خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع وذلك بالتزامن مع اول ايام التهدئة.وجد النجار منزله قد تعرض للتدمير بشكل كامل لكن يواصل المكوث بجانبه. 

ويقول لمراسل إرنا: في البداية شعرت بالحزن لما انتشلوا باقي الشهداء وبعدها كان شعور فرحة لما سمعنا الهدنة انه بدنا نرجع افضل من مراكز الإيواء التي عشنا فيها لأكثر من شهر ونصف.

واضاف:"قعدتنا هنا ببيوتنا عشر دقائق بتسوى ٥٠ يوما  الي قعدناهم هناك".ويوكد انه يشعر بالفرح لانتصار .

ويكمل:"الحمدلله قديش العرب خذلونا بس احنا انتصرنا لحالنا رجعنا لبيوتنا وجينا هنا اتفقدنا بيوتنا  وقعدنا ولن نغادر"

وحول اول شيء سيقوم به بعد الحرب قال:"اول حاجة بدي انصب الخيمة فوق الدار واضل قاعد فيها إلى ان ابني بيتي مجددا."

وعلى مسافة قريبة تجلس المسنة فرحة ابو ريدة ٦٧ عاما وهي تطبخ قدرا من العدس على النيران وتقول من امام منزلها المدمر انه تطبخ لاولادها وأحبابها وكل الشارع. 

واكدت انها جاءت لتفقد بيتها مضيفة:"والوضع زي ما انتا شايف   دمار شامل .. اولادي الأربعة يعيشون هنا وانا الخامسة والحمدلله في عام ٢٠١٤ نفس الشي والحمدلله صامدين صامدين في ارضنا ومرابطين وصابرين والمجاهدين الله ينصرهم ويقويهم على مين يعاديهم ".

وتصف الحياة في مخيمات النزوح بالمصيبة حيث الأمراض والنزلات المعوية وعدم وجود فراش نظيف والمياه غير متوفرة .

وتضيف:"حمدنا الله على سلامتنا وسلامة اولادنا انهم ضلهم طيبين وجينا نتفقد بيوتنا لقينا بيوتنا مدمرة وجينا نطلعلنا حاجة اواعي شتوية حرامات لاولادنا لاولاد ابني يتغطوا ملقيناش زي ما انت شايف تفاقيد ربنا رحمة". 

وتكمل:"وان شاء الله مقاومتنا قوية ورح ننتصر عليهم باذن الله ونحن مجاهدين ومرابطين وربنا يقويهم ويرفع معنوياتهم و الحمدلله حمد الشاكرين ان مجاهدينا بخير ".

وتوكّد ايضا انها ستنصب خيمة وتعيش فيها مع اولادها وأحفادها وتبقى صامدة.

ولم يختلف حال مريم النجار عن حال معظم النازحين العائدين إلى منازلهم بعد اكتر من شهر. من الحرب.

وتقول لمراسلنا :" رجعنا على بيوتنا في فترة الهدنة انصدمنا وكنا فرحانين بالهدنة بس لما وصلنا بيوتنا ومش عارفين كيف وصلناها انصدمنا اكتر واكتر .. معالم المكان تغيرت .. انا وحدة من الناس معرفتش بيتي صرت احكي للناس وين بيتي  وين بيتي حسبي الله ونعم الوكيل على اسرائيل "

وتصف بيتها وتقول :"يعني انا بيتي هادا ثلاث طوابق وقعدنا اكتر من ٢٥ سنة نبني فيه عشان يأواني انا وولادي واحفادي واخر المطاف في لحظة عين اثر بعد عين".

وتكمل:"وين بدنا نروح .. بدنا ننصب خيمة متل ما انت شايف .. هينا عاملين شاي بنشرب وبناكل على انقاض البيوت لانه وين بدنا نروح وشتا الدنيا والجو بارد لمين بدنا نلجأ الا لله تعالى … صامدين هان حتى لو بدنا نعمل خيمة ونقعد فيها ".

وتتساءل عن الذنب الذي ارتكبه الأطفال ليتشردوا بعدما كانوا في بيوت امنة اصبحوا في العراء والجو شتاء؟

واردفت :"احنا صامدين في هذا المنطقة  .. صامدون ومستحيل نترك ارضنا.

انتهى