وعن القضية الفلسطينية ،صرح سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة "امير سعيد ايرواني" مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي الموافق 28 تشرين الثاني /نوفمبر 2023 بأنه ينبغي إجبار الكيان الإسرائيلي على تنفيذ التزاماته، وإنهاء احتلاله للاراضي الفلسطينية و حصاره لغزة ،كما ينبغي دعم تشكيل دولة فلسطينية مستقلة، وفي هذا السياق، سيكون قبول عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة من الأولويات.
ووفقا للنتائج التي توصلت إليها لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف (CEIRPP)، فإن الوضع المؤسف الحالي في فلسطين المحتلة هو نتيجة مباشرة لاحتلال الكيان الصهيوني الذي هو في الواقع جوهر الأزمات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط.
واشار ايرواني الى ان تقرير هذه اللجنة يظهر أنه قبل 7 أكتوبر، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين مطلع عام 2023 أعلى رقم منذ عام 2006. وقد استهدف المستوطنون الصهاينة الشعب الفلسطيني بما في ذلك الأطفال. ووفقا للقانون الدولي، لا يمكن اعتبار هؤلاء المستوطنين المسلحين، الذين تدخلوا بشكل مباشر في النزاع بدعم من القوات المسلحة الصهيونية، مواطنين محميين بموجب القانون الإنساني.
وتابع سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة مشيرا الى ان إيران تعتقد أن محاولة تبرير جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني بحجة "الدفاع عن النفس" مع تجاهل حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف بما في ذلك "حق الدفاع عن النفس" ، امر لا أساس قانوني له.
و اضاف ايرواني انه وفي هذا الصدد، إذا استخدم أحد الطرفين حق الدفاع فإن الفلسطينيين يستحقونه لأن مشاكلهم متجذرة بالدرجة الأولى في الاحتلال وجرائم القوات الصهيونية خلال السنوات التي سبقت تشكيل المقاومة،بحيث قاوم الشعب الفلسطيني ردا على هذه الجرائم.
وطلب مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة من جميع أعضاء الأمم المتحدة النظر في التقرير الخاص بأعمال الكيان الصهيوني في العام السابق للأحداث الأخيرة قبل قبول الذريعة الزائفة التي يقدمها المحتل للدفاع عن النفس وادامة ما يسمى باحتجاز الرهائن.
واستطرد ايرواني مسلطا الضوء على القسم من التقريرالذي يذكر أن عدد الفلسطينيين الذين اعتقلوا دون سبب وجيه ودون تهمة مبررة وصل الى أعلى مستوى له منذ عام 2008.موضحا بأنه يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني 5000 أسير، بينهم 160 طفلا و1100 أسير، دون اتهامات أو إجراءات قضائية،وفي الخمسين يوما الماضية فقط، تم اعتقال أكثر من 3200 فلسطيني.
واكد مندوب ايران على ان المطالبة بمحاسبة الكيان الصهيوني وتحمل مسؤوليته عن جرائمه، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، هو حق الفلسطينيين غير القابل للتصرف.
واعتبر أن ارتكاب هذه الجرائم كان سببا في صدور حكم مجلس الأمن عام 1949 بتأكيد أن الكيان الصهيوني كان "محبا للسلام" (وهو ما كان أساس قبول عضوية هذا الكيان في الأمم المتحدة) . واضاف بأن قدرة هذا الكيان وإرادته على الايفاء بالتزاماته المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة هي في موضع شك جدي.
وأكد سفير إيران لدى الأمم المتحدة على أن جرائم هذا الكيان يجب أن تعالج بجدية من قبل المجتمع الدولي ويجب دعم الشعب الفلسطيني على المستوى الدولي. معتبرا انه قد حان الوقت للجمعية العامة للأمم المتحدة لإعادة تفعيل قرارها رقم 3379 الصادر في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1975 والذي أدرج الصهيونية كشكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري.
وعلاوة على ذلك أنه لا ينبغي السماح للكيان الإسرائيلي بالتمتع بالحصانة من جرائمه ،و ينبغي إجباره على تنفيذ التزاماته، وإنهاء احتلاله للاراضي الفلسطينية وحصاره لغزة ،كما ينبغي دعم تشكيل دولة فلسطينية مستقلة، وفي هذا السياق، سيكون قبول عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة من الاولويات.
واردف ايراواني بأن ايران تؤكد على موقفها المبدئي بأن الحل المستقر والفعال للقضية الفلسطينية هو إجراء استفتاء بمشاركة كافة الفلسطينيين.وبأن الحل لضمان السلام لا يكون إلا من خلال إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم والاستفادة من حق تقرير المصير.
وختم سفير ايران لدى الامم المتحدة مؤكدا على أن حاليا الأولوية الأهم والضرورية هي تمديد الهدنة الإنسانية في غزة وتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة.
انتهى**ر.م