وأضافت زهراء إرشادي، السفيرة ومساعدة المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، يوم الجمعة بالتوقيت المحلي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة: ان جميع مرتكبي الجرائم ضد الفلسطينيين، بما في ذلك أولئك الذين يدعمون الكيان الإسرائيلي لارتكابها الجرائم الوحشية في فلسطين، وبشكل خاص في غزة، يجب محاسبتهم.
وقالت الدبلوماسية الايرانية التي كانت تتحدث في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بعنوان "تعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والمساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة، بما في ذلك المساعدات الاقتصادية الخاصة": ان جميع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وخاصة احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها يجب الالتزام بها بشكل صارم من قبل جميع البلدان، وكذلك من قبل منظمات المساعدات الإنسانية، عند تقديم المساعدات الإنسانية في اراض أخرى. وبما أن البلدان تتحمل الدور والمسؤولية الأساسيين في الاستجابة لحالات الطوارئ الإنسانية الخاصة بها، فلا بد من تأكيد الملكية والقيادة الوطنية في تنسيق المساعدات الإنسانية لضمان تقديمها بشكل فعال.
وأضافت: وفي هذا الصدد، فإن أي أزمة أو حالة طوارئ إنسانية، خاصة تلك التي يتم خلقها عمدا ضمن أجندة سياسية محددة ومخفية، لا ينبغي أن تؤدي إلى التدخل الأجنبي، بما في ذلك تحت ذريعة مسؤولية الحماية.
وأوضحت: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد على أهمية أنشطة المساعدات الإنسانية، بما في ذلك نظام الاستجابة الإنسانية التابع للأمم المتحدة، مع الحفاظ على طبيعته الإنسانية البحتة.
وقالت السفيرة الإيرانية: نعتقد بقوة أن أولئك الذين يعملون كمساهمين رئيسيين في الحروب والاحتلالات طويلة الأمد، سواء من خلال مشاركتهم أو من خلال شراء أسلحة متطورة، يجب أن يتحملوا عبئا أكبر في تمويل الاستجابات الإنسانية للأمم المتحدة. ويشمل أيضًا أولئك المسؤولين تاريخيًا عن انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى تغير المناخ السريع وزيادة الكوارث.
وتابعت: كما ندين بشدة الحالات التي يتم فيها احتجاز الاحتياجات الإنسانية للسكان الذين يعانون من الحرمان الشديد كرهينة كأداة سياسية أو عسكرية، بما في ذلك عن طريق فرض الحصار لتجويع المدنيين. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على الأمم المتحدة أن تضمن توزيع جميع المساعدات الإنسانية على جميع السكان المحتاجين بنزاهة ودون أي تدخل من الجهات المانحة.
وتابعت إرشادي: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر الإجراءات القسرية أحادية الجانب إحدى العقبات الرئيسية التي تعيق الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، وهي في الوقت نفسه أحد المصادر الرئيسية للأزمات الإنسانية حول العالم. وفي حين أن منطقتنا معرضة لمختلف الكوارث مثل الزلازل والجفاف والعواصف الترابية والرملية، فضلا عن الفيضانات، فإن جمهورية إيران الإسلامية ترزح تحت وطأة العبء الإضافي الذي تفرضه الجزاءات غير القانونية أحادية الجانب.
وقالت مساعدة سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة: هناك العديد من الأزمات الإنسانية حول العالم والتي تتطلب اهتمامنا الفوري. وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في أفغانستان، كما يحدث كل عام في هذه الهيئة ووفقا لهذه الفقرة من جدول أعمال الاجتماع، ومع اقتراب فصل الشتاء، فإن وضع الشعب الأفغاني، وخاصة النساء والفتيات والأطفال، يتدهور الى الأسوأ. ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون تسليم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب مشروطاً أو مهملاً بسبب الأزمات الإنسانية الناشئة الأخرى في جميع أنحاء العالم السياسي.
واردفت: بالإضافة إلى ذلك، ينبغي بذل كل جهد حتى تتمكن البلدان المضيفة للاجئين والمواطنين الأفغان، وخاصة الجيران، من الوصول دون عوائق إلى السلع الإنسانية والسلع الأخرى. لقد شهدت أفغانستان زلازل مدمرة في الأشهر الأخيرة وإن احتياجاتهم الإنسانية تتجاوز بكثير ما قدمته لهم جمهورية إيران الإسلامية حتى الآن. ويجب على المجتمع الدولي أن يعالج هذه الحالة الطارئة.
وقالت الدبلوماسية الإيرانية: لا يزال المجتمع الدولي يواجه أحد التحديات الاستثنائية وأكبر الاختبارات في تاريخه فيما يتعلق بحالة الطوارئ الإنسانية وهو يحاول معالجة الوضع الإنساني في غزة.
وشددت على أن قطاع غزة يتعرض لأسوأ حصار منذ عام 2007 والوضع الإنساني يزداد سوءا كل يوم، في حين أن أعداد الضحايا في تزايد بسبب الجرائم اليومية الوحشية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني البريء ولم تنج المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية البحتة، وتم ذبح مئات الأشخاص بوحشية داخل هذه الأماكن. 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء. وتم تهجير الكثير من الناس. وقتل أكثر من 80 صحفيا فضلا عن حوالي 131 موظفا في الأونروا لم يعودوا بيننا الان وتتعرض مواقع الأونروا لهجمات متعمدة ويتم قصف الأشخاص الذين لجأوا اليها. ولا يزال الوصول دون عوائق يشكل تحديا كبيرا أمام تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وقالت إرشادي: إن الأمر المحزن والمخيب للآمال وغير المقبول للغاية هو سلبية المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن، في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة. إن الهدنة الإنسانية ليست حلا للوضع المتدهور في غزة. وفي مثل هذا الوضع العصيب، لم يعد التعاطف كافيا.
وأضافت: للأسف، ان الدول التي تؤيد بقوة التدخل الإنساني في بلدان أخرى، ولديها سجل رهيب من التدخلات العسكرية في دول مثل أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، فانها وبدلا من ادانة وحشية الكيان الاسرائيلي تجعله اكثر جراة على مواصلة ذلك من خلال دعمه بالتصريحات وعبر توفير مختلف انواع الأسلحة له.
وأكدت بالقول: نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الإنسانية وحالات الطوارئ، فضلا عن الاستثمار بشكل أكبر في الوقاية، هي الحلول المستدامة الوحيدة لهذه الظاهرة العالمية. وفي الشرق الأوسط، الذي يجتذب قدراً كبيراً من المساعدات الإنسانية بسبب الصراعات الناجمة عن التدخلات العسكرية والاحتلال الذي طال أمده، وخاصة في فلسطين، لا بد من معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الإنسانية على وجه السرعة. وفي هذا الصدد، فإن مجلس الأمن ملزم بالوفاء بمسؤولياته الأساسية كخطوة أساسية لإنهاء الأزمة الإنسانية في منطقتنا، وخاصة في إنهاء الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة.
وفي الختام قالت إرشادي: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطالب مرة أخرى بالوقف الفوري للعدوان على غزة، وإنهاء كل الدعم العسكري للكيان المعتدي والاحتلالي، وتنفيذ وقف مستقر ودائم للأعمال العدائية، ويجب محاسبة جميع مرتكبي الجرائم ضد الفلسطينيين، بما في ذلك أولئك الذين يساعدون الكيان الإسرائيلي على ارتكاب الفظائع في فلسطين، وخاصة في غزة.
انتهى ** 2342