طهران / 12 كانون الاول/ ديسمبر/ارنا- أشارت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى أنّ "أشخاصاً كثيرين جداً لم يتناولوا طعاماً منذ يومَين أو ثلاثة أيام"، مبيّنةً أنّ "الجوع يترصّد الجميع".

وحذّرت وكالة أونروا "نحن على وشك الانهيار"، مشيرةً إلى أنّ "في حال انهارت أونروا، فإنّ المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها جميع سكان قطاع غزة تقريباً، سوف تنهار كذلك".

لكنّ الوكالة الأممية أكدت أنّ "على الرغم من كلّ شيء، ما زال الزملاء في أونروا يواصلون العمل ويواصلون بذل كلّ ما في وسعهم لدعم مجتمعاتهم"، علماً أنّهم لا يملكون إلا "القليل" وعلماً أنّ "الطعام والمياه والوقود تُستخدَم بطريقة منهجية كسلاح حربي في قطاع غزة".

وأوضحت أنّ "زملاءنا في أونروا ما زالوا يديرون المراكز الصحية ويوزّعون الطعام ويديرون ملاجئ الإيواء"، لافتةً إلى أنّ "ثمّة أشخاصاً من بينهم يصلون وهم يحملون أطفالهم الموتى".

وتابعت وكالة أونروا "تمكّنّا من توفير الدقيق لـ 68.650 عائلة حتى الآن، لكنّنا في حاجة إلى المزيد من أجل تلبية متطلّبات 1.9 مليون نازح في قطاع غزة".

الزملاء محبطون وغاضبون وسط الانهيار

وقبيل توجّهه إلى قطاع غزة مساء امس الاثنين، حذّر المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "فيليب لازاريني" في تصريحات أدلى بها إلى أكثر من وسيلة إعلامية، من أنّ "كلّ شيء ينهار".

ولم يخفِ لازاريني أنّ "الزملاء في أونروا يشعرون بإحباط عميق وبخيبة أمل وغضب بسبب فشل الأمم المتحدة" في إقرار وقف لإطلاق النار، فيما قطاع غزة "يتأرجح على حافة الانهيار".

لكنّ المسؤول الأممي استدرك قائلاً إنّ الزملاء في وكالة أونروا يشعرون بـ"ما هو أبعد من خيبة الأمل. هم يشعرون بأنّ المجتمع الدولي تخلّى عنهم".

أضاف لازاريني: "لقد كنّا نتأرجح على حافة الانهيار في الأسبوعَين الماضيَين أو الأسابيع الثلاثة الماضية ونرى ذلك أيضاً في سقوط النظام المدني".

وشدّد على أنّ "في قطاع غزة، يتوجّب علينا تقديم المساعدة على نطاق واسع، ولا بدّ من أن تكون متواصلة وذات معنى. وحتى الآن، لم يتحقّق ذلك".

الوضع في غزة تحوّل من أزمة إلى كارثة

في سياق متصل، قالت مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة أونروا "جولييت توما" في تصريحات أدلت بها امس الاثنین إلى أكثر من وسيلة إعلامية، إنّ الوضع في قطاع غزة "مروّع"، شارحةً أنّه "تحوّل من أزمة إلى كارثة".

أضافت توما أنّ "ملاجئنا كانت مكتظّة بالفعل. لا يمكننا استقبال المزيد". أضافت أنّ "الناس كانوا يصطفّون في الطوابير لساعات" ليتمكّنوا من الوصول إلى المراحيض، في حين أنّهم "كانوا ينامون على الأرض من دون فرش".

من جهة أخرى، أفادت توما أنّ "نصف زملائنا الذين استشهدوا، البالغ عددهم 134، إنّما استشهدوا في جنوب قطاع غزة ووسطه" وأكدّت بالتالي "لا مكان آمناً" في القطاع المحاصر والمستهدف، مضيفة أنّ "الناس لا يستطيعون التوجّه إلى أيّ مكان".

وشدّدت مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة أونروا على أنّ "الطريقة الوحيدة للخروج من هذا تقضي بوقف إنسانيّ لإطلاق النار".

وزارة الصحة في غزة: لم يعد إحصاء ضحايا الشمال ممكناً

من جهة أخرى، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان امس الاثنين، بأنّ 18.205 أشخاص استشهدوا فيما أُصيب 49.645 آخرون بجروح في القصف الإسرائيلي الذي يستهدف قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

لكنّ الوزارة أوضحت أنّ أعداد الشهداء والمصابين في شمال قطاع غزة لم تعد تُحتسَب في حصيلة الشهداء والجرحى، نظراً إلى الأوضاع هناك.

 كذلك فإنّ الحصيلة المعلَن عنها لا تتضمّن أعداد الأشخاص المفقودين تحت الأنقاض، بسبب عدم القدرة على احتساب هؤلاء في الفترة الأخيرة، مع العلم أنّهم كثر وقد أشارت آخر التقديرات إلى أنّهم تجاوزوا الآلاف السبعة.

واستناداً إلى البيانات المتوفّرة لديها، أكدت وزارة الصحة في غزة أنّ نحو 70 في المائة من الشهداء والجرحى هم من الأطفال والنساء، كذلك الأمر بالنسبة إلى المفقودين.

انتهی**1426