وقال أمير سعيد إيرواني، سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، في جلسة مجلس الأمن حول الوضع في أفغانستان: إيران، باعتبارها جارة على صلة مباشرة بتداعيات الوضع في أفغانستان وتستضيف الملايين من ابناء الشعب الافغاني حافظت على تفاعلها النشط مع السلطة المؤقتة (DFA). وقد تم هذا التفاعل على المستوى الثنائي ومن خلال آليات الجوار والمنطقة مثل صيغة موسكو بهدف تحسين الوضع الإنساني وتسهيل الانتعاش الاقتصادي في أفغانستان.
وجاء في كلمة ايرواني: أثرت الزلازل التي ضربت مقاطعة هرات في تشرين الأول/أكتوبر بشكل مباشر على أكثر من 150 الف شخص وأدت إلى تفاقم الوضع. يسعى البرنامج الإنساني، الذي لم يتلق سوى 35 بالمائة من مبلغ 3.23 مليار دولار المطلوب بحلول 11 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى مساعدة 21.3 مليون شخص. وتؤكد إيران على الحاجة إلى مساعدات إنسانية محايدة وعلى أهمية رفع العقوبات لدعم الانتعاش الاقتصادي في أفغانستان.
واضاف: على الرغم من جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها السلطات الأفغانية المؤقتة، فإن استمرار وجود داعش والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة لا يزال يمثل تهديدًا خطيرًا لأفغانستان والدول المجاورة. وقد وثّقت الأمم المتحدة ثماني هجمات شنتها مجموعات تابعة لتنظيم داعش في الفترة من 1 أغسطس/آب إلى 7 نوفمبر/تشرين الثاني، استهدفت المدنيين على وجه التحديد، مع التركيز بشكل كبير على الطائفة الشيعية.
وتابع: باعتبارها جارة منخرطة بشكل مباشر في عواقب الوضع الأفغاني وتستضيف ملايين الأفغان، حافظت إيران على مشاركتها النشطة مع السلطات المؤقتة في أفغانستان. وقد تم هذا التفاعل على المستوى الثنائي ومن خلال آليات الجوار والمنطقة مثل صيغة موسكو بهدف تحسين الوضع الإنساني وتسهيل الانتعاش الاقتصادي في أفغانستان. استضافت إيران وفداً يضم 30 مسؤولاً من طالبان في الفترة من 4 إلى 10 نوفمبر/تشرين الثاني. وركزت المحادثات على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، وغطت جوانب مثل التجارة والترانزيت والنقل والبنية التحتية والسكك الحديدية.
وصرح بان السلطات الأفغانية المؤقتة لم تتخذ خطوات مهمة لتحقيق الاندماج العرقي والسياسي الحقيقي في أفغانستان. وبدلاً من ذلك، فإنها تفرض قيودًا صارمة على النساء والفتيات، مما يؤثر بشكل خاص على حصولهن على التعليم.
وقال: في اجتماع موسكو الذي انعقد في 29 سبتمبر/أيلول في كازان بروسيا، أثيرت مخاوف بشأن القيود المفروضة على النساء والفتيات والدعوات إلى تشكيل حكومة شاملة. وفي هذا الاجتماع، اقترحت إيران إنشاء مجموعة اتصال إقليمية للتعامل بشكل أكثر تماسكاً مع طالبان وتشجيعها على الوفاء بالتزاماتها. يؤكد هذا التقييم ضرورة زيادة المشاركة الدولية بشكل متسق مع سلطات الأمر الواقع ويؤكد على العناصر الإيجابية مثل دعم الحوار السياسي الوطني لتعزيز المشاركة والمصالحة بين الجهات السياسية الأفغانية. وهذا النهج مهم للغاية لوحدة أفغانستان نحو مستقبل آمن ومستقر ومزدهر. ويدعو التقرير أيضًا إلى اتخاذ إجراءات دولية سريعة لمعالجة قضية الأصول المجمدة ويقترح مراجعة نظام العقوبات.
واردف ايرواني: فيما يتعلق بالآليات المقترحة في التوصيات، وهي فريق الاتصال الدولي وتعيين مبعوث خاص، ترى إيران أن إنشاء مثل هذه الآليات سابق لأوانه. ونحن ندعو إلى إجراء مناقشات مستفيضة ومراجعة شاملة، مع الأخذ في الاعتبار الآليات الإقليمية القائمة وجدول أعمال مكتب الأمم المتحدة في أفغانستان.
وقال: علاوة على ذلك، فإن معالجة التحديات والاهتمامات التي تواجهها البلدان المجاورة، والتي قد تختلف عن الأولويات التي أكد عليها المانحون وأصحاب المصلحة الآخرون، يمكن أن تشكل عقبات كبيرة أمام نجاح إنشاء فريق الاتصال هذا. والأهم من ذلك أنه من غير العادل وغير المثمر منح وضع متساو لبعض دول الناتو، وخاصة تلك المسؤولة عن الوضع الحالي في أفغانستان، دون أن تفي بمسؤولياتها تجاه الشعب الأفغاني.
واضاف: في الوقت نفسه، نؤكد على أن التفاعل الدولي لا ينبغي أن يقتصر على التطبيع أو الاعتراف بالسلطات المؤقتة في أفغانستان. وبدلاً من ذلك، يجب أن تساعد في تحسين وضع الناس والتأكد من أنهم المستفيد الرئيسي من أي عملية تطبيع.
وفي الختام، قال ايرواني: نؤكد من جديد دعمنا الكامل لبعثة الأمم المتحدة والممثل الخاص للأمين العام ونؤكد على أهمية الحفاظ على وجودهما في الميدان. إيران ثابتة في التزامها بالتعاون الوثيق مع البلدان المجاورة والشركاء المعنيين والأمم المتحدة لتعزيز السلام الدائم والأمن والاستقرار في أفغانستان. ونأمل أن تفي السلطات المؤقتة في أفغانستان بالتزاماتها الدولية، وخاصة في تنفيذ التزاماتها تجاه جيرانها.
انتهى ** 2342