غونار فالفرید يارينغ- Gunnar Valfrid Jarring
غونار فالفرید يارينغ Gunnar Valfrid Jarring -( مواليد 12/10/ 1907 - وفاة 29 /05/ 2002) كان دبلوماسيا سويديا وباحثا في اللغات التركية الشرقية ، التحق يارينغ بالسلك الدبلوماسي السويدي وفي عام 1940عمل كملحق دبلوماسي في السفارة السويدية في أنقرة. في عام 1941، كان رئيس القسم "ب" في المفوضية السويدية في طهران والقائم بالأعمال بالانابة في طهران وبغداد في عام 1945.
وفي عام 1945، شغل يارينغ منصب القائم بأعمال سكرتير المفوضية الأولى، ثم مستشار المفوضية والقائم بالأعمال بالإنابة في أديس أبابا في عام 1946.وكان آنذاك مبعوث السويد الى الهند عام 1948 وسيلان عام 1950 وأيضا الى إيران والعراق وباكستان عام 1951. ومن عام 1952 الى عام 1956، شغل منصب مدير (مجلس الشؤون الخارجية) ورئيس الإدارة السياسية بوزارة الخارجية في ستوكهولم، وخبيرا في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1955.
وبعد عدة بعثات دبلوماسية أخرى، كان الممثل الدائم للسويد لدى الأمم المتحدة من عام 1956 إلى عام 1958، وکان حاضرا في مجلس الأمن خلال العامين الأخيرين من تلك السنوات. كان سفيرا لدى الولايات المتحدة من عام 1958 الى عام 1964، ولدى الاتحاد السوفيتي من عام 1964 الى عام 1973، وكذلك سفيرا لدى منغوليا من عام 1965 الى عام 1973. وبهذه الصفة وقع نيابة عن بلاده على معاهدة الفضاء الخارجي في يناير 1967.
وساطة يارينغ بين مصر واسرائيل
وبعد حرب الأيام الستة في حزيران /يونيو عام 1967 (بين الجيوش العربية واسرائيل) واعتماد القرار رقم 242 من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، تم تعيين يارينغ من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ممثلا خاصا للأمين العام للإشراف على عملية السلام في الشرق الأوسط.
لم تنجح أساليب التفاوض المعتمدة من يارينغ حتى حرب تشرين الاول/ اكتوبر 1973 (بين الجيوش العربية واسرائيل) واستمرت هذه المهمة رسميا حتى عام 1991. ودور الوسيط في صراع الشرق الأوسط جعل يارينغ يقرر عدم الإدلاء بأي مقابلات أو تعليقات، مما منحه لقب "رجل الصمت". وقد حصل يارينغ من شاه إيران على "وسام همايون" اي بمعنى "مكافأة مقابل الخدمة".
مهمة يارينغ
ووفقا لقرار مجلس الامن رقم 242 فإن يارينغ تم تعيينه مبعوث خاص للتفاوض بشأن تنفيذ هذا القرار وللإشراف على عملية السلام في الشرق الأوسط، مما يشير ان مهمة يارينغ هي بذل الجهود لتحقيق تسوية سلمية للصراع بين إسرائيل وجيرانها العرب بعد حرب الأيام الستة عام 1967.
وفي عام 1967 ، اعترفت كل من لبنان والاردن ومصر واسرائيل بتعيين يارينغ ووافقت على المشاركة في دبلوماسيته المكوكية، على الرغم من اختلافها حول التفسيرات الرئيسية للقرار، بينما رفضت الحكومة السورية مهمته على أساس أن الانسحاب الإسرائيلي الكامل شرط أساسي لمزيد من المفاوضات لكن في آذار/مارس 1972عادت سوريا عن رفضها و قبلت القرار "بشروط" .
في 4 كانون الثاني/ يناير 1971 تم نشر تقرير يارينغ. وفي 8 فبراير، قدم خطته الأكثر تفصيلا لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الى حكومتي مصر وإسرائيل. وردا على ذلك، قالت مصر إنها مستعدة لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل فقط بعد موافقة إسرائيل على مجموعة من سبعة شروط، بما في ذلك انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من جميع الأراضي المحتلة في 5 حزيران/ يونيو 1967.
وردت إسرائيل بأنها ترحب بإعراب الجمهورية العربية المتحدة (مصر الان) عن استعدادها لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، وتكرر التأكيد على استعدادها لإجراء مفاوضات هادفة بشأن جميع القضايا المتعلقة بإسرائيل.
في 28 فبراير 1973، وخلال زيارتها لواشنطن العاصمة الامريكية، وافقت جولدا مائير على اقتراح السلام الذي قدمه مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر على أساس "الأمن مقابل السيادة" والذي نص على قبول إسرائيل بالسيادة المصرية على كل سيناء، مقابل قبول مصر الوجود الإسرائيلي في بعض المواقع الاستراتيجية في سيناء.
استمرت المحادثات حتى عام 1973 تحت إشراف يارينغ ولكن دون جدوى، وبعد عام 1973 تم استبدال مهمة يارينغ بمؤتمرات السلام الثنائية والمتعددة الأطراف. ويبدو أن المأزق الذي وصلت إليه جهود يارينغ مرتبط بالتفسيرات المختلفة لقرار مجلس الأمن. فمن جهة أصرت إسرائيل على أن أي جهود يجب أن تهدف الى محادثات سلام مباشرة بين إسرائيل والدول العربية، وأنه لا يمكن النظر في أي تنازلات إقليمية دون احتمال التوصل إلى سلام دائم. ومن جهة اخرى اعتقدت الدول العربية والاتحاد السوفييتي أنه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع إسرائيل (على أساس قرار الخرطوم) وأن انسحاب إسرائيل هو شرط أساسي لأي محادثات أخرى.وفي عام 2010 نشرت دراسة (لم تنشر مسبقا) حول مهمة يارينغ،تزعم فيها أن جهود يارينغ مهدت الطريق بالفعل لمحادثات السلام العربية الإسرائيلية المستقبلية، وبالتالي فهي أكثر أهمية مما كان يعتقد عموما.
وكالة استخبارات سويدية سرية C-byrån
وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في عام 1939، كانت السويد تفتقر الى وكالة استخبارات عسكرية حديثة وتم تكليف الرائد كارل جاكوب كارستن بيترسن (18 أبريل 1883 - 14 أبريل 1963) آنذاك بتأسيس وكالة استخبارات سرية تدعى C-byrån (قبل عام 1942 كانت تسمى G-sektionen) في العام 1939 وتم تصنيفها ضمن القوات المسلحة السويدية. وقد تم تأسيسها بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب في أعقاب حملة مشتركة قام بها القائد الأعلى آنذاك، أولوف ثورنيل(Olof Thörnell) ورئيس قسم الاستخبارات في أركان الدفاع، العقيد كارلوس أدلركروتز(Carlos Adlercreutz).
وغونار يارينغ كان أحد أوائل الأشخاص المرتبطين بالوكالة منذ عام 1942، والذي كان مسؤولا عن جذب والحاق أكبر عدد ممكن من الأكاديميين النخبة والموهوبين الى هذه الوكالة. كان ثيدي بالم (Thede Palm) أحد أبرز الأكاديميين المميزين الذين جندهم يارينغ في جهاز المخابرات الخارجية السويدية.
في عام 1943، قدم ثيدي بالم طلبا للحصول على إجازة للعمل تحت قيادة كارل بيترسين في C-byrån، وهي وكالة استخباراتية سرية داخل القوات المسلحة السويدية خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت مهمة ثيدي بالم في وكالة C-byrån الاستخباراتية إدارة جمع المعلومات الاستخبارية الأجنبية.وفي عام 1946 اصبح بالم مديرا للعمليات الاستخباراتية بعدما ان تم تغيير اسم الوكالة الى T-kontoret .وأثناء الحرب الباردة شغل منصب أحد رؤساء منظمة البقاء السويدية.وفي في مذكراته التي نشرت بعد وفاته، روى كيف تعرض لضغوط أمريكية بأن جهاز المخابرات السويدية يجب أن يكون عمليا تحت القيادة المباشرة لوكالة المخابرات المركزية، وهو ما قاومه ثيدي بالم بشدة.
ثيدي بالم Thede Palm
كان بالم صديقا مقربا لتاغي فريتجوف إيرلاندر ( Tage Erlander) منذ فترة وجوده في جامعة لوند. وتاغي فريتجوف ايرلاندر (13 يونيو 1901 - 21 يونيو 1985) هو سياسي ورجل دولة سويدي شغل منصب رئيس وزراء السويد الخامس والعشرين وزعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي من عام 1946 إلى عام 1969. استقال إيرلاندر في العام التالي خلال عملية إصلاح دستوري كبير، وخلفه تلميذه وصديقه أولوف بالمه ( Olof Palme) الذي تولى منصب قيادة الحزب الديمقراطي الاشتراكي السويدي منذ عام 1969 حتى اغتياله في عام 1986.
في عام 1965، تم دمج الوكالة الاستخباراتية السويدية T-kontoret مع المجموعة B في منظمة سرية واحدة تعرف باسم IB. وتولى الرئيس السابق للمجموعة B بيرغر إلمير ( Birger Elmér) رئاسة المنظمة السرية االمدمجة IB .وقد طُرد بالم تحت ضغط صهيوني، ونُقل إلى كلية أركان القوات المسلحة السويدية، حيث شغل مديرا للأبحاث من عام 1965 إلى عام 1972.
وفي عام 1976 ،أصبح ثيدي بالم عضوا في الجمعية الملكية للفنون والعلوم في أوبسالا (كان عضوا مراسلا في عام 1962) وفي الأكاديمية الملكية السويدية لعلوم الحرب في عام 1969. وكتب مقالات في سفينسكا داجبلاديت (Svenska Dagbladet)منذ عام 1965 وكان المحرر المشارك لمجلة سفينسك تيدسكرفت (Svensk Tidskrift)من 1967 إلى 1979.
يعد مكتب الامن الخاص او مكتب الاستحواذ الخاص(KSI) جزءا من جهاز المخابرات والأمن العسكري السويدي (MUST) وهو أيضًا أحد أكثر الأجزاء سرية في القوات المسلحة السويدية. وكانت يعرف بالسابق حتى عام 1994 بالاسماء التالية: وكالة الاستخبارات السويدية- T-kontoret (1946–1964)، IB (1965–1973)، وكالة الاستخبارات المشتركة (GBU) (1973–1982) وقسم المجموعة الخاصة -SSI (1994-1982).
انتهى**ر.م