واضاف "امير عبداللهيان"، في كلمته امام الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة "دافوس" السويسرية اليوم، ان الهجمات العسكرية "الاسرائيلية" على عاصمة لبنان، احدثت ظروفا جديدة وبطبيعة الحال، فإن وقف جرائم الابادة الجماعية في غزة من شأنه ان ينهي المواجهات جنوب لبنان وشمالي الاراضي المحتلة.
وتابع : اليوم لبنان تخوض الحرب، وفي البحر الاحمر نشاهد الحرب ايضا، مضافا الى الابادة الجماعية واحتدام وتيرة الحرب وفرض الحرمان على الشعب الفلسطيني بغزة والضفة الغربية، الامر الذي يدل على احتمال توسع دائرة الحرب في اي لحظة.
وصرح وزير الخارجية : يتعين على "نتنياهو" ان يدرك بان الحل لا يكمن في الحرب ولا يمكن من خلالها القضاء على "حماس" او الافراج عن الاسرى "الاسرائيليين".
واعتبر وزير الخارجية الايراني، ان "وقف الحرب، وفتح الممرات الانسانية ووقف التهجير القسري بحق الفلسطينيين من غزة باتجاه صحراء مصر، وتبادل الاسرى"، من الحلول التي ستؤدي الى اجتياز هذه القضية.
واستطرد قائلا : ان امثل الحلول ديمقراطيةً، هو اجراء استفتاء عام بمشاركة اهل غزة والضفة الغربية؛ الحلول متوفرة بشان استعادة حقوق الفلسطينيين المشروعة وفق الية ديمقراطية قائمة على الانتخابات باشراف الامم المتحدة، غير ان نتنياهو لا يزال زاعما بان الحل يمكن في الحرب بالاستناد الى امريكا.
واضاف رئيس السلك الدبلوماسي الايراني : حسب اعتقاد جميع القادة في دول المنطقة، فإنه لو توقفت الحرب اليوم، سوف لن يستطيع نتنياهو بعد ذلك البقاء في الحكم حتى لـ 10 دقائق من دون حماية امريكا.
وفي اشارة الى الهجمات الايرانية الاخيرة ضد الجماعات الارهابية، صرح بانه لم يتم استهداف اي مواطن باكستاني خلال الهجوم الصاروخي والمسير الايراني؛ مبينا ان المستهدف هو زمرة "جيش العدل" الارهابية، والايرانيون الارهابيون في اراضي باكستان.
وتابع "امير عبداللهيان" : نحن لن نجامل الارهابيين داخل العراق او باكستان، الذين يهددون الامن في ايران؛ نحترم سيادة ووحدة الاراضي الباكستانية، لكننا لن نسمح بان يتم التلاعب مع امن الجمهورية الاسلامية الايرانية، كما نعتقد ان امن العراق وباكستان من امن ايران.
وعلى صعيد اخر، تطرق امير عبداللهيان الى موضوع المفاوضات بين ايران والغرب، قائلا : نحن في عهد حكومة السيد رئيسي، خضنا مفاوضات مع الاطراف الاوروبية وقد بدانا مفاوضات غير مباشرة مع امريكا، وفي نهاية المطالف لاقت المفاوضات مبادرة من قبل سلطان عمان؛ مبينا ان الهدف من المفاوضات غير المباشرة وجهود السلطان العماني هو التقريب بين وجهات النظر وعودة جميع الاطراف الى الاتفاق النووي.
ومضى الى القول : نحن لازلنا نرحب باي خطوة قد تساعد على ان يعود الاطراف جميعا الى تعهداتهم؛ كما انه يتم حاليا تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن عبر بعض القنوات؛ وعليه نحن نرى بان لو توفرت الارادة اللازمة عند الطرف الامريكي، وتخلى عن تذرعاته يوما ما بالحرب الاوكرانية ويما اخر بالضغوط الداخلية من جراء الانتخابات في هذا البلد، عند ذلك سيكون الاتفاق في متناول اليد.
وزير الخارجية الايراني، ردّ خلال كلمته باجتماع منتدى دافوس اليوم، على اتهام متكرر بشان "استخدام الاسلحة الايراني في حرب اوكرانيا"، مصرحا : نحن لم نقدم اي طائرة مسيرة او صاروخ الى روسيا لاجل استخدامه في الحرب داخل اوكرانيا، وسبق ان اكدت لزميلي الاوكراني قبل اقل من 11 شهرا بان يقدم اي وثيقة تدل على استخدام السلاح والمسيرات الايرانية في حرب اوكرانيا، كما تم الاتفاق فيما بيننا على اجراء لقاء بين فريقين يمثلان البلدين في مسقط، حيث جرى النقاش بينهما لعدة ساعات دون ان يقدم الفريق الاوكراني اي دليل، ولم يتم لحد الان تسليمنا اي وثيقة بهذا الخصوص.
ووجه وزير الخارجية الايراني خطابه الى مقدم الاجتماع في دافوس "فريد زكريا"، قائلا : نحن كما نرفض المجازر بحق المدنيين والنساء والاطفال في غزة وافغانستان والعراق وسوريا، ندين الحرب وقتل المدنيين نساء واطفالات في اوكرانيا ايضا، ونرى بان الحل لا يكمن في الحرب؛ وبناء على ذلك فقد استفسرنا من روسيا التي تربطنا معها علاقات وثيقة جدا في مختلف المجالات، "هل استخدمتم السلاح الايراني في حرب اوكرانيا؟"، ليردوا بانهم لم يستخدموا اي نوع من الاسلحة الايرانية في هذه الحرب.
وحول الحظر المفرض على الجمهورية الاسلامية، اكد وزير الخارجية انه اوحادي الجانب وغير قانوني، "ونحن نرى بانه من حقنا البديهي ان نباشر في تصدير النفط والطاقة، ذلك ان امريكا ليست سيدة وقائدة على العالم، لكي تقرر نيابة عن سائر الدول".
وعودة الى موضوع التطورات في فلسطين، قال امير عبداللهيان : "اسرائيل" كيان محتل، وقد غصبت فلسطين طوال 75 عاما من الزمن؛ مؤكدا بان هذا الاحتلال لم ولن يمنح الكيان الصهيوني اي حق، مستدلا باحتلال الجزائر الذي طال امده عشرات السنين لكن في نهاية المطاف انتهى.
وتابع : لا شك ان اختيار طبيعة التعامل الخارجي لدول المنطقة، يعتمد على قرار تلك الدول وسياساتها الخارجية.
واوضح : ان الانظمة التي طبّعت العلاقات مع اسرائيل في عهد ترامب، اذ لم تنتفع من هذا الامر بل تعرضت الى مزيد من المشاكل، ذلك ان اسرائيل تمر حاليا باشد حالات الاندثار، بينما تشكل الجمهورية الاسلامية الايرانية الجزء الايجابي والبناء للتطورات في المنطقة.
ونوه بان ايران تنتهج سياسة التعاون المتزايد والبناء مع المنطقة وجميع الدول في انحاء العالم والجارة ايضا.
وتابع امير عبد اللهيان : اننا سنرد بالمثل على اي خطوة قائمة على اسس الاحترام المتبادل من قبل امريكا؛ مبينا ان المشكلة تعود الى انسحاب واشنطن من الاتفاق الذي وقعته مع ايران عام 2015 م في اطار خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) والذي حدد بعض التعهدات للاطراف، وكان مجلس اللامن الدولي قد صادق عليه وفقا لقرار رسمي ومعترف به.
واستدرك : لكن الولايات المتحدة نقضت العهود، اذن نحن ننظر الى امريكا باعتبارها دولة وعليه فنحن لا نفرق بين ترامب و بايدن واوباما.
واعتبر وزير الخارجية الايراني، ان نقض العهود يشكل احد مكونات السياسة في امريكا، ولا يعتمد ذلك على نوع الحكومات؛ مشددا بان "ايران سترد بالمثل على اي خطوة او اجراء، ونحن سوف لن نمر عن الاجراءات الامريكية غير البناءة من دون رد"؛ ونصح واشنطن لكي تقرر في سياق السلام والامن العالمي على اعادة النظر في نهجها القائم على الحروب وتتجه نحو ارساء السلام والامن المستدامين.
انتهى ** ح ع