طهران/ 23 كانون الثاني/ يناير/ ارنا- صرح قائد قوة الفضاء في القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد "علي جعفر آبادي" بأن ايران تعد الدولة الرابعة التي تمتلك قمرا صناعيا محليا بالكامل مزودا بفوهات متحركة للوقود الصلبة بعد أمريكا والصين وروسيا.

حظي الإطلاق الناجح للقمر الصناعي "ثريا" باستخدام حامل القمر الصناعي  "قائم 100 " بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الأجنبية، بحيث أن بعض وسائل الإعلام وصفت هذا الإنجاز الايراني الكبير بتحفة ونقطة تحول .

وعن عملية الاطلاق الناجح للقمر الصناعي "ثريا" المثيرة للغاية، اعتبر قائد قوة الفضاء في القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد "علي جعفر آبادي" ان هذا الإطلاق هو ورقة ذهبية في تاريخ إيران الفضائي ونقطة تحول لأنه سيسرع تقنيات التقدم الفضائي في ايران.

واضاف بأن علمائنا واجهوا هذا التحدي لسنوات عديدة، وهو كيفية صنع محرك وقود كبير بقطر كبير وهو خفيف جدا من الألياف المركبة، ومن ثم تحويله الى محرك مقاوم للغاية وقادر على تحمل ضغوط تصل الى  100 ضغط جوي ودرجات حرارة تصل الى 3 الاف درجة، مشيرا الى ان التحدي الذي يواجه خبراء محركات الوقود الصلب هو في أن يكون الجزء السفلي من الفوهة التي يخرج منها الحريق الخلفي متحركا وأن تكون الأجزاء المتحركة قادرة على تحمل هذه الضغوط.

وتابع العميد جعفر ابادي بأنه تم تعريف هذا المشروع على شكل محرك "رافع" الذي تم اختباره قبل عامين والآن اصبح لدينا قمر صناعي يعمل بالوقود الصلب، بجميع مراحله الثلاث وتمت عملية اطلاقه بنجاح واصبح لدينا تراث فضائي لأننا تمكنا من وضع قمر صناعي في الفضاء.

وافاد جعفر ابادي بأن وكالة الفضاء تقوم بتصميم نظام اتصالات ضيق النطاق يسمى نظام الشهيد سليماني. وقد واجه المصممون الارتفاع الذي يجب مراعاته، وقاموا بالمحاكاة ووصلوا إلى ارتفاع 750 كم .

واضاف ان الاهمية الاخرى لهذا الاطلاق كانت نتيجة التعاون بين الحكومة والحرس الثوري الإيراني، معربا عن امله في ان تتيح الفرص للقيام بالعديد من عمليات الإطلاق لمنظمة الفضاء والحكومة وحتى لو كانت الحكومة قادرة على التواصل مع الدول المجاورة الصديقة التي لديها أقمار صناعية جامعية، وأقمار صناعية أقل من 100 كلغ، لافتا الى إن الحرس الثوري الإيراني الآن جاهز لإطلاق أقمار صناعية من دول أخرى.

وبيّن العميد جعفر ابادي بأن هذا القمر الصناعي هو صناعة محلية 100% ونتيجة لجهود العلماء والباحثين الايرانيين لانه في مجال محركات الوقود الصلب، لا يوجد اي دولة تمنح إيران المعرفة أو الصناعة أو المعلومات او التقنية لذلك.

واعتبر قائد قوة الفضاء في القوة الجوفضائية للحرس الثوري أنه "سنكون مستعدين لقبول عمليات الإطلاق خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة وسيكون لدينا عدد قليل من الأقمار الصناعية."

ايران الدولة الرابعة في امتلاك تقنية الوقود الصلب 

وفيما يتعلق بالوقود الصلب وامتلاك هذه التكنولوجيا ، صرح العميد جعفر آبادي بأن هناك ما يقرب من خمس دول في العالم في هذا المجال وايران الدولة الخامسة التي تمتلك تكنولوجيا إطلاق الوقود الصلب، واضاف انه إذا أحصينا الفوهة المتحركة وهي تقنية حديثة وفي مصاف التكنولوجيا العالمية فإننا نعد الدولة الرابعة، بعد امريكا والصين وروسيا أي أن إجمالي أربع دول عملت في هذا المجال.

وذكر العميد جعفر ابادي ان المشكلة الرئيسية في الإطلاق الأخير هو الوقود الصلب لمحرك "رافع" الذي يزن 60 طنا ويعمل لمدة 70 ثانية، يعمل الآن بشكل جيد بالوقود الصلب وتم إطلاق القمر الصناعي ووصل إلى مداره بنجاح.

واضاف بأن هذه المرحلة ستصل بالحمولة الكاملة الى 60-70 كم وهناك ستصل السرعة إلى 3 الاف متر. مما يعني ان الامر سيستغرق حوالي 10 أشهر، وسيتم فصل المرحلة الأولى وسيبدأ عمل المراحل التالية.

أهمية صناعة الفضاء

وعن  أهمية صناعة الفضاء،اشار العميد جعفر ابادي الى انه في العقود الأخيرة أصبح عدد من فروع العلوم والتكنولوجيا في غاية الأهمية، مؤكدا على ما قاله قائد الثورة الاسلامية في خطاب مثير للاهتمام للغاية، إنه إذا لم تكن الدول مجهزة بهذه العلوم والتقنيات، فإنها ستختفي بالفعل وقدم أمثلة لما كانت عليه الدول في الماضي.

القمر الصناعي قائم 105

وفي اشارة الى ان المعرفة التقنية بالوقود الصلب قد اصبحت محلية الصنع ، اوضح جعفر ابادي انه نريد الوصول الى مدارات أعلى وأقمار صناعية أثقل، مشيرا الى ان القمر الصناعي "قائم 105 " هو الخطوة التالية، ومن المقرر أن يأتي بعد عام لعمليات الإطلاق والاختبارات البحثية.

و اضاف أن هذا القمر الصناعي قادر بالفعل على زيادة الوزن الذي يحمله في مداره الى 200 كلغ في وضعه الحالي.

وتابع العميد جعفر ابادي انه إذا كان القمر الصناعي خفيفا يمكن أن يصل إلى 2000 كيلومتر، وإذا كان القمر الصناعي ثقيلا يمكن أن يصل الى 500 كيلومتر.

واشار الى ان أول عملية إطلاق تمت قبل ثلاث سنوات، وكان ذلك بالقمر الصناعي "نور 1" الذي قطع مسافة حوالي 17-18 كيلومترا، موضحا بأن هذا الإطلاق الذي تم أول من أمس يمكن أن يضع 5 أضعاف ذلك ليضع ما يقرب من 100 كلغ في مدار 430، أي أننا قمنا بزيادة سعة الرادار 5 مرات في هذه السنوات الثلاث ، مضيفا انه من المتوقع أن تزيد في السنوات الثلاث القادمة 5 مرات أخرى وسنتمكن من وضع أقمار صناعية يزيد وزنها عن 500 كلغ.

واعتبر ان عمليات الإطلاق الفضائية مهمة في جميع البلدان، ولكن كإيرانيين لدينا مسؤولية أكبر لأن تاريخ بلادنا كان يهتم بالفضاء وعلم الفلك منذ آلاف السنين.

الهدف هو الانتقال الى المرحلة التشغيلية التجارية

وقد اشار خبير الصناعة الجو-فضائية "علي فقيهي نيا" الى ان احدى الميزات المهمة لمحركات الوقود الصلب هي سرعة بدء التشغيل، وأنها تتطلب معدات وبنية تحتية بسيطة ورخيصة مقارنة بالوقود السائل، كما أنها تتمتع بقابلية نقل أعلى بكثير من الوقود السائل، وأنه يمكننا استخدام محركات الوقود الصلب في أجزاء مختلفة من البلاد بسبب قابلية النقل هذه.

واضاف ان الهدف من الجهود التي بذلها الحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع في صناعة الطيران هو زيادة هذه الموثوقية بشكل أكبر ودخول صواريخ إطلاق الوقود الصلب الى المرحلة التشغيلية التجارية.

كما صرح علي فقيهي نيا بأن قوة الجو-فضائية للحرس الثوري ووزارة الدفاع تتحركان في الاتجاه الذي أصبحت فيه قوة الجو-فضائية نفسها مجمعا وأصبحت الشركات القائمة على المعرفة ذراعا لهذه القوة.

انتهى**ر.م