وقال أمير سعيد إيرواني، السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الوضع في أفغانستان: على الرغم من جهود الأمم المتحدة والتدابير التي اتخذتها السلطات المؤقتة، فإن الوضع في أفغانستان لا يزال يمثل تحديا.
وصرح كبير دبلوماسيي جمهورية إيران الإسلامية في الأمم المتحدة: وفقًا لتقدير التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة (S/2024/196)، فإن أكثر من نصف سكان أفغانستان، حوالي 23.7 مليون شخص، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في عام 2024 ولا تزال الهشاشة الاقتصادية، التي أثرت على 65% من الأسر في عام 2023، تسبب انعدام الأمن الغذائي الشديد في هذا البلد.
وقال: إن التحديات مثل الإرهاب وتهريب المخدرات وأوجه القصور في مراقبة الحدود لا تزال مستمرة وتهدد استقرار أفغانستان وجيرانها.
وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة: إن تهديد الجماعات الإرهابية أثار قلق الجيران. ومن المؤسف أن السلطات المؤقتة لم تنفذ بعد التزاماتها بمكافحة الإرهاب.
*تحدي الهجرة غير الشرعية يشكل عبئا على إيران في ظل العقوبات
وأضاف إيرواني: باعتبارها أحد الجيران الرئيسيين لأفغانستان، لا تزال جمهورية إيران الإسلامية تواجه تحديات في مجال الهجرة غير الشرعية. وقد أضافت هجرة ملايين الأفغان إلى إيران عبئا على أكتافنا في ظل العقوبات. ومن المؤسف أن المجتمع الدولي والبلدان كلها لم تظهر إلا القليل من الحساسية تجاه هذه القضية.
وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة: بالإضافة إلى ذلك، مُنعت جمهورية إيران الإسلامية من الوصول حتى إلى أبسط معدات مراقبة الحدود بحجة العقوبات. وهذا يؤكد الأولويات والاهتمامات المختلفة للبلدان المجاورة والمجتمع الدولي فيما يتعلق بأفغانستان.
وأوضح: "في الوقت نفسه، لم تتمكن السلطات المؤقتة في أفغانستان من المضي قدمًا بشكل فعال في مسالة التعددية العرقية والسياسية. وبدلا من ذلك، فرضت قيودا أكثر صرامة على النساء والفتيات وحدت من فرصهن التعليمية. علاوة على ذلك، وكما أكد تقرير الأمم المتحدة، فإن الهجمات على الأقليات، مثل الشيعة الهزارة، مستمرة.
وتابع إيرواني: كما ورد في المؤتمر الأخير للمبعوثين الخاصين بشأن أفغانستان في الدوحة (18-19 فبراير 2024)، من الضروري الحفاظ على التفاعل الدولي المستمر مع السلطات المؤقتة لمواجهة التحديات وتحسين الظروف في أفغانستان. وفي هذا الصدد، تقدر إيران جهود الأمين العام ومبادرته لتعزيز هذا التفاعل بنهج أكثر تماسكا وتنسيقا وتنظيما.
وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة: نؤكد أهمية تحديد الأولويات والتعامل بعناية مع المخاوف المشروعة لدول الجوار في جميع المبادرات الرامية إلى التفاعل مع السلطات المؤقتة.
وأوضح مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: أن هذه الهواجس تشمل إنشاء حكومة شاملة، وحماية حقوق جميع المجموعات العرقية، ومكافحة الجماعات الإرهابية، ومنع الهجرة غير الشرعية، ومكافحة إنتاج المخدرات والاتجار بها. وتنعكس هذه الهواجس جزئيا في التقييم المستقل (S/2023/856)، الذي يؤكد على العناصر الإيجابية ويوصي بالتعامل المستمر مع السلطات المؤقتة.
*ضرورة تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان
وتابع إيرواني: "إن وجود حكومة شاملة في أفغانستان يمكن أن يساعد في حل العديد من المشاكل، مثل وقف الصراعات وتقليل عدد اللاجئين الأفغان الذين يتجهون إلى البلدان المجاورة. كما يمكن للحكومة الشاملة أن ترسي الأساس للاستقرار والأمن في أفغانستان وتساعد في حماية حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة. وترى جمهورية إيران الإسلامية أن تحسن حياة الشعب الأفغاني وعودة اللاجئين علامة على وجود حكومة شاملة، الأمر الذي ساء للأسف في العامين الماضيين وأوجد لنا تحديات خطيرة.
*خريطة طريق شاملة وتوفير تدابير ملموسة للخطوات المتخذة
وقال سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة: "من ناحية أخرى، تريد السلطات المؤقتة تعزيز السيادة وإلغاء العقوبات والحصول على اعتراف المجتمع الدولي". ولتحقيق هذه الأهداف، نعتقد أنه من الضروري وضع خارطة طريق شاملة تشرح خطوة بخطوة وتوفر إجراءات ملموسة للخطوات التي اتخذتها السلطات المؤقتة.
وفي الوقت نفسه، أكد كبير دبلوماسيي جمهورية إيران الإسلامية في الأمم المتحدة: "ومع ذلك، فإن جمهورية إيران الإسلامية ثابتة في التزامها بالتعاون الوثيق مع البلدان المجاورة والشركاء المعنيين والأمم المتحدة من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار المستقر في أفغانستان."
وأضاف إيرواني: أن بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) تلعب دورًا أساسيًا في السعي لتحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد. وتكرر جمهورية إيران الإسلامية تأكيد دعمها الكامل لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان والممثل الخاص للأمين العام في الاضطلاع بمهمته. وبالنظر إلى الوضع الحالي، تحتاج بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان إلى أجندة قوية لمساعدة شعب أفغانستان والحفاظ على السلام والأمن في هذا البلد.
وأوضح: أخيرًا، يجب أن تظل المساعدات الإنسانية محايدة وغير مشروطة لضمان حصول الشعب الأفغاني على الدعم الذي يحتاجه. إن أي نهج مسيس تجاه المساعدات الإنسانية لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بشعب أفغانستان؛ الذي يعتمد على هذه المساعدات من أجل بقائه على قيد الحياة.
وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة: "من المهم بنفس القدر ألا يكون للعقوبات تأثير على جهود إنعاش الاقتصاد الأفغاني". وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة مرارا وتكرارا إلى اتخاذ تدابير لإعطاء الاقتصاد الأفغاني فرصة للتنفس. وعلى هذا النحو، يجب إعادة الأصول المجمدة بالكامل دون أي إجراء مسيس أو شروط.
انتهى ** 2342