طهران/12 آذار/مارس/إرنا -تناولت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية في تقرير لها مسألة فراغ السلطة في الشرق الأوسط وعجز أميركا عن إدارة الوضع في هذه المنطقة، واعترفت بأن إيران أفشلت سياسات البيت الأبيض في المنطقة من خلال تعطيل مخططاتها.

وقال مراسل مجلة “فورين أفيرز” في الشرق الأوسط "غريغ كارلستروم"، في مقال نشرته المجلة، عن ظهور فراغ السلطة في الشرق الأوسط واستعرض تاريخ الصراعات بين الکیان الصهيوني ودول المنطقة وقال إن طبيعة الحروب قد تكون واضحة أو محيرة. و كان المنطق التقليدي بشأن حرب الأيام الستة عام 1967 هو أن إسرائيل سحقت بسرعة موجة القومية العربية التي كانت تجتاح الشرق الأوسط وتطيح بالملوك ولكن في حرب عام 2006 بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، تغير كل شيء  وتدمرت صورة إسرائيل العسكرية التي كانت تبدو لا تقهر.

ويرى غريغ كارلستروم، أن القتال المستمر بين الکیان الصهیوني وحماس بدّد الكثير من الأساطير والتصورات الخاطئة الكبرى. ومنها أن القضية الفلسطينية ماتت وأن التحالف الناشئ بین الکیان الصهیوني ودول الخليج الفارسي سيوفر ثقلاً موازناً ضد إيران. والشرق الأوسط المنهكة بالصراعات ستركز على خفض التصعيد وتعزيز النمو الاقتصادي. وأن “شرق أوسط” ما بعد أميركا قد ظهر بالفعل.

ويري أن العلاقات الهادئة التي نشأت بين الکیان الصهیوني ودول الخليج الفارسي منذ عام 2010 كانت مبنية على خوف متبادل من إيران. وأدى الشعور بالمصلحة المشتركة إلى اتفاقيات أبراهام لعام 2020 والحديث عن التطبيع مع السعودية. ورأت واشنطن في ذلك فرصة للهروب من الشرق الأوسط، وأن هناك حاجة أقل إلى القوات الأميركية لاحتواء إيران و"وكلائها" إذا تمكن الكيان الصهيوني ودول الخليج الفارسي من القيام بهذه المهمة وحدها.

وأضاف أن اليوم تقاتل الكيان الصهيوني والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أصدقاء إيران في خمسة أماكن: غزة، العراق، لبنان، سوريا واليمن  ودول الخليج الفارسي بعيدة عن الصورة. وبدلاً من ذلك، ضاعفت هذه الدول جهود الانفراج مع إيران.

نفوذ الولايات المتحدة في طريقه إلى التضاؤل، لكن الصين وروسيا لم تصبحا بعد قوتين في الشرق الأوسط

وصرح كارلستروم أن نفوذ الولايات المتحدة في طريقه إلى التضاؤل، لكن الصين وروسيا لم تصبحا بعد قوتين في الشرق الأوسط.

و تابع ، لا تستطيع واشنطن إقناع "إسرائيل" بقبول حل الدولتين أو عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة حتى الآن. فهي قوية بما يكفي لإرسال حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط وضرب الحوثيين والميليشيات العراقية لكنها ليست قوية بما يكفي لردع تلك الميليشيات عن مهاجمة السفن التجارية أو القوات الأميركية.

وأضاف: ساعدت الولايات المتحدة في تجنب الحرب بين "إسرائيل" وحزب الله في الأيام التي تلت 7 أكتوبر وربما أدت ضرباتها على الحوثيين إلى إتلاف مخزونهم من الصواريخ المضادة للسفن بشكل مؤقت. لكنها أبعد من ذلك، قوة عاجزة، تلعب لعبة القطّ والفأر مع "وكلاء" إيران وتتوسل إلى الحكومة الإسرائيلية المتمردة.

يختم كارلستروم أنّ الشرق الأوسط في مرحلة فراغ اليوم، فهي منطقة غير قطبية. لا أحد مسؤول فيها وعنها. فالولايات المتحدة قوة مهيمنة غير مهتمة وغير فعالة. ومنافسوها من القوى العظمى يشبهونها. ویری أن دول الخلیج الفارسي لا تستطيع أن تملأ الفراغ. ولا يستطيع الكيان الصهيوني ذلك أيضاً. ويعتقد أن لإيران دور المفسد والمثير للمشاكل كل الوقت بشأن المخططات الأمریکیة بالمنطقة. و أضاف، الجميع يقف متفرّجاً، يعاني من المشاكل الاقتصادية وأزمات الشرعية. كان هذا هو الواقع حتى قبل 7 أكتوبر. ولم تفعل الحرب سوى أنّها أطاحت بالأوهام.

انتهی**3280