طهران / 5 نيسان/ ابريل/ارنا- صرح الرئيس الايراني آية الله ابراهيم رئيسي بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر الدفاع حقا مشروعا لجميع حركات المقاومة وتدعم بصوت عال تيار المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وجميع الدول الإسلامية.

وخلال مادبة افطار رمضانية اقيمت مساء الخميس عشية يوم القدس العالمي، مع سفراء ودبلوماسيي الدول الإسلامية المعتمدين في طهران، اعتبر آية الله رئيسي، تعزيز العلاقات مع الجيران أحد المحاور الأساسية للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشد بحرارة على يد التعاون من قبل جميع جيرانها والدول الإسلامية، وان أولوية سياستنا الخارجية هي تعزيز العلاقات البناءة والتقدم بالمصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول الإسلامية.

*أكبر مشكلة في المنطقة والدول الإسلامية هي تدخلات الأجانب

واعتبر إن أكبر مشكلة في المنطقة والدول الإسلامية هي تدخلات الأجانب، موضحًا أنه لو كان الأمر متروكًا للدول الإسلامية نفسها، فيمكن لهذه الدول بسهولة حل القضايا الإقليمية وحتى القضايا خارج الإقليم من خلال تبادل الآراء والتفاهم، وقال: الأجانب يعتبرون سياساتهم وآراءهم ومصالحهم قبل مصالح الدول الإسلامية ولا يفكرون أبداً في توفير السعادة وحل مشاكل الشعوب والدول الإسلامية.

واعتبر رئيسي أن هذه الروح وهذا النهج الاستكباري يعود لروح الاستعلاء والغرور لدى الأجانب، وقال: إن الاستكبار يقوم على الاستعلاء والهيمنة على المنطقة والدول الإسلامية بحيث لا تستطيع هذه الدول أن تفعل شيئا يتماشى مع مصالحها دون رأيهم وإذنهم.

وأشار إلى أن المستكبرين لا يريدون للدول الإسلامية أن تتعاون وتترافق وتتعاطف مع بعضها البعض، ولا يحبون التقارب الحقيقي بين الدول الإسلامية بأي شكل من الأشكال، ويرون مصلحتهم في خلق الفتنة ونشر الإرهاب والكراهية والهيمنة، في حين ان توفير مصالح الدول الإسلامية يكمن في تعاون وتفاعل حقيقي مع بعضها البعض.

وتساءل رئيسي أنه لو كانت الوحدة والوفاق بين الدول الإسلامية قد تحقق بالتوكل على الله والاعتماد على آيات الله المنيرة، هل كنا نشهد اليوم في فلسطين وغزة كل هذه القسوة والقمع والأفعال الشنيعة والأعمال المخالفة للقوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية وكل هذه الجرائم الفظيعة والإبادة الجماعية؟ وقال: في التاريخ، نادرا ما نرى مثل هذه الجرائم القاسية ضد النساء والأطفال.

واعتبر تحليل القضية الفلسطينية بدءا من أحداث 7 أكتوبر بانه تحليل خاطئ، وقال إن التحليل الصحيح للقضايا الفلسطينية يتركز على 75 عاما من العدوان والقمع والانتهاك والتدمير والاحتلال من قبل الصهاينة. واليوم، في الحوار بين المسلمين، نريد أن نرى ما هو واجبنا الإسلامي تجاه كل هذه الجرائم وكل هذه الدناءة، وهل يمكن حل هذه المشكلة إلا بالوحدة والتعاون والتآزر بين الدول الإسلامية؟.

*جرائم الكيان الصهيوني تحظى بدعم اميركا وبعض الدول الغربية

وأشار الدكتور رئيسي إلى أن الأمر الأكثر اسفا هو أن كل عمليات العدوان والقتل وسفك الدماء هذه تحظى بلا شك بدعم من الأمريكان وبعض الدول الغربية، وقال: وما مبرر هذا الدعم إلا روح الغطرسة والهيمنة والبعد من الله والتفكير فقط في المصالح الخاصة وتجاهل حق الحياة للآخرين والأشخاص الذين يدافعون عن أرض آبائهم وأجدادهم وديارهم.

وشدد الدكتور رئيسي على أنه لا ينبغي للمسلمين أن يثقوا في الأجانب، بل يجب أن يثقوا في الله وفي امكانياتهم الذاتية، وقال: اليوم، لدينا امكانيات كثيرة في البلدان الإسلامية، وبالوحدة والتلاحم يمكننا الوقوف ضد نظام الهيمنة. فالمقاومة والصمود هي ذات الوصفة التي نجحت في المنطقة وستنجح بعد هذا الوقت أيضاً.

*وحدة المسلمين وتلاحمهم أمر في غاية الأهمية

واعتبر وحدة المسلمين وتلاحمهم أمرا في غاية الأهمية ومؤكد عليه في القرآن الكريم، وهو يمنح القدرة على الصمود في وجه نظام الهيمنة والجرائم والأعمال المنظمة ضد الدول الإسلامية، وقال: هذه الوحدة يمكن أن تقف في وجه تيار الإرهاب والسلوكيات غير السوية في المنطقة وحل الكثير من المشاكل.

*فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي

وأشار رئيسي إلى تصريح الإمام الراحل (رض) في بداية انتصار الثورة الإسلامية بأن فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي، واعتبر تحرير القدس نقطة أساسية يمكن أن توحد جميع المسلمين وأضاف: إن يوم القدس لهذا العام لا يتعلق بالمسلمين فقط، بل يرتبط أيضًا بكل الضمائر المستيقظة في العالم والعالمية حقًا.

*النظام الأكثر كراهية اليوم في العالم هو الكيان الصهيوني

وذكر أن النظام الأكثر كراهية اليوم في العالم هو الكيان الصهيوني، وفي نظر جميع شعوب العالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، أو من أي دين أو جنسية، تعد أمريكا الداعم الظالم والجائر والدولة التي تستخدم قدرتها البالية لدعم الكيان الصهيوني، وأضاف: ان جميع شعوب العالم كارهة لاعداء الشعب الفلسطيني وفي رأينا أن يوم القدس هذا العام سيكون مختلفا عما كان قبله.

*تحرير القدس الشريف قضيتنا الأولى

وشدد الدكتور رئيسي على أن تحرير القدس الشريف هو قضيتنا الأولى، والتي يمكن أن تكون محور تفكيرنا وتعاوننا ورفقتنا المتبادلة، وقال: العدو ظن أنه يستطيع إيقاف الجمهورية الإسلامية بالعقوبات والتهديدات، لكن تصوره باطل . إيران اليوم تمتلك الكثير من التقدم والانجازات والقدرات التي يمكن تبادلها مع قدرات وإمكانيات دول الجوار وتمهيد الأساس لتحقيق المنافع المتبادلة.

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن هناك اليوم مستوى عال جدا من الاستعداد للتعاون بين الدول الإسلامية، وقال: بالنظر إلى الخطوات الجيدة التي تم اتخاذها في هذا المجال، فإن تعزيز التفاعلات بين الدول الإسلامية يمكن أن يؤدي إلى ترسيخ وتوطيد العلاقات بين الدول الإسلامية.

*تقوية الدول الإسلامية واقتدارها بمثابة تقوية لنا

وذكر الدكتور رئيسي أننا نعتبر تقوية الدول الإسلامية واقتدارها بمثابة تقوية لنا ، وقال: كما أننا نعتبر أن ادنى انعدام للأمن في أي من الدول الإسلامية هو انعدام للأمن في جميع الدول الإسلامية. إننا نرغب بالأمن والسلام والطمأنينة والتقدم لجميع الشعوب والبلدان وللعالم الإسلامي، ونؤمن بأن التعاون وتبادل الاراء بين الدول الإسلامية يمكن أن يؤدي إلى النمو والتميز والتقدم في الدول الإسلامية.

*الكيان الصهيوني لم يحقق اهدافه رغم كل جهوده وجرائمه

واعتبر عيد الفطر بانه العيد الكبير لجميع المسلمين، وأعرب عن أمله في أن يكون يوم العيد والأيام المقبلة يوم انتصار اهل غزة، وقال: ان الكيان الصهيوني وعلى الرغم من كل جهوده وجرائمه، لم يتمكن من تحقيق اهدافه حتى الان امام قوة مقاومة لا تمتلك الامكانيات العسكرية التقليدية بل تعتمد فقط على الله وعلى عقيدتها ، ولذلك، فانه وبسبب اليأس والعجز، يبادر الكيان الى قتل النساء والأطفال أو مهاجمة الاماكن الدبلوماسية.

واعرب عن امله أن تكون سياسة الجوار والعلاقات مع الدول الإسلامية وسياسة مواجهة الأحادية سياسة ناجحة وتقدمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودعا السفراء والدبلوماسيين لنقل رسالة الوحدة والتعاطف والتضامن من جانب ايران الى بلدانهم، حتى يستمر تيئيس نظام الهيمنة والأمريكان والذين لا يحبون سعادة المسلمين، كما فشلوا في تحقيق أهدافهم الخبيثة لغاية الان.

*الدفاع حق مشروع لجميع حركات المقاومة

وأكد رئيسي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر الدفاع حقا مشروع لجميع حركات المقاومة وتدعم بصوت عال تيار المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وجميع الدول الإسلامية، وقال: نعتقد أن كل الذين يفكرون بالمقاومة والدفاع عن الارض وحماية النساء والأطفال والدين يجب ان يحظوا بالدعم والتشجيع في أي مكان في العالم.

انتهى ** 2342