ونشر "قرعان" عبر حسابه في منصة "اكس" للتواصل الاجتماعي، تحليله بشأن الإنجازات الاستخباراتية للعمليات العسكرية الإيرانية (ليل امس السبت) ردا على عدوانية الكيان الصهيوني؛ مبينا ان "حجم الرد الإيراني وتنوع المواقع التي استهدفتها، والأسلحة التي استخدمتها، أجبر الكيان الإسرائيلي على الكشف عن غالبية التقنيات المضادة للصواريخ التي تمتلكها الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي في جميع أنحاء المنطقة".
واضاف : ايران استخدمت الكثير من الاسلحة التي كان الكيان الإسرائيلي على علم بوجودها،لافتا الى انه ربما أصبح لدى الإيرانيين الآن خريطة شبه كاملة لما يبدو عليه نظام الدفاع الصاروخي للكيان الإسرائيلي، فضلاً عن المواقع العسكرية الأمريكية في الأردن والخليج الفارسي. كما أنها تعرف بالفعل كم من الوقت سيستغرق إعدادهم، وكيف سيكون رد فعل المجتمع الصهيوني وما الى ذلك.
وتابع المحلل السياسي الفلسطيني، بأن هذا الامر يشكل تكلفة استراتيجية باهظة بالنسبة لكيان الاحتلال الاسرائيلي، في حين تتعرض الأنظمة العربية الآن للانتقادات من قِبَل شعوبها، وخاصة النظام الملكي الأردني الذي لم يحرك ساكنا لحماية غزة وبالمقابل بذل كل مافي وسعه لحماية الكيان الاسرائيلي.
واوضح قرعان، ان الأهم من ذلك، هو أن إيران يمكنها الآن إجراء هندسة عكسية لجميع المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها من هذا الرد لشن رد اكثر فتكا فيما بعد، في حين يترتب على الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي ان يعيدا تصميم نموذجهما الدفاعي بعيدا عن النموذج الحالي الذي انكشف الآن امام الملأ ، مضيفا بأن نجاح المنظومات الدفاعية في إيقاف هذا الرد الايراني المصمم لا يزال مكلفا للغاية.
واضاف انه، علاوة على ذلك وفي ظل التهديد باندلاع حرب إقليمية لا ترغب فيها الولايات المتحدة ولا الأنظمة العربية، فمن المرجح أن تتزايد الضغوط التي تمارسها هذه الدول على الكيان الإسرائيلي لحمله على التراجع، الأمر الذي يجعل وقف إطلاق النار أكثر جدوى.
واكد هذا الخبير الفلسطيني، على ان أي شخص يفترض أن ما قامت به ايران مجرد استعراض فهو يخطئ في تقييم المؤسسة العسكرية للاستراتيجية مقابل التكتيكات، مشيرا الى ان الاستعراض عامل مهم، لكن جمع المعلومات عن وضع "العدو" لها قيمة اكبر خاصة إذا كان المرء يعتقد بأنه يخوض حرب استنزاف طويلة.
واضاف بان، نتنياهو وحكومة الاحتلال الإسرائيلي يفضلان حربا سريعة وفورية حتى يتمكنوا من كسب رضاية أمريكا بينما يفضل الإيرانيون حرب استنزاف طويلة الامد من شأنها أن تدمر قدرات الردع الصهيونية.
واكمل : ان الطريقة الأفضل والوحيدة لتحقيق السلام في المنطقة، هي دعم النضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة والكرامة، لافتا الى انه مادام الفلسطينيون يعيشون في ظل كيان الفصل العنصري القمعي، فإن السلام الدائم لن يكون ممكنا.
انتهى ** ر.م / ح ع **