طهران /15 نيسان/ابريل/إرنا - صرح امين لجنة حقوق الانسان ومساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية في إيران "كاظم غريب ابادي" بأن رد إيران على الكيان الصهيوني كان دفاعا مشروعا تماما بموجب ميثاق الأمم المتحدة ووفقا لمعايير القانون الدولي.

وفي مقابلة تلفزيونية، تحدث امين لجنة حقوق الانسان ومساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية في إيران "كاظم غريب ابادي"  عن رد إيران على الكيان الصهيوني وإمكانية رد فعل منظمات حقوق الإنسان على هذا الإجراء.

واشار غريب ابادي الى ان منظمات حقوق الإنسان لم تعلق على عمليات إيران، وانما بالواقع، كان ينبغي لهذه المؤسسات أن ترد على هجوم الكيان الإسرائيلي على المنشآت الدبلوماسية للجمهورية الإسلامية الايرانية التي تعتبر جزءا من الأراضي الإيرانية.

وأوضح غريب آبادي انه من الناحية القانونية، فإن المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان ليست في وضع يسمح لها باعتبار هذا الإجراء انتهاكا للقوانين والأنظمة الدولية، معتبرا انه ينبغي على مؤسسات حقوق الإنسان أن تتعامل مع الجرائم الصهيونية  المرتكبة منذ أكثر من 6 أشهر في غزة ولكن للأسف لم نشهد أدنى تحرك من قبلها .

وأضاف انه عندما ارتكب الكيان الصهيوني هذا العدوان اجتمع مجلس الأمن، لكن للأسف الدول الغربية مثل بريطانيا وأمريكا وفرنسا لم تدين حتى هذا العدوان الصريح على الأماكن الدبلوماسية الإيرانية موضحا انه وبالمقابل فإن رد إيران على الكيان الصهيوني كان دفاعا مشروعا تماما بموجب ميثاق الأمم المتحدة ووفقا لمعايير القانون الدولي وهناك معاهدات ومواثيق دولية في هذا الشأن.

جرائم الصهاينة تندرج تحت طائلة القانون الجنائي

واردف ان المجتمع الدولي لم يشهد قط اجتماعا طارئا لمجلس حقوق الإنسان بشأن الجرائم الصهيونية بكافة انواعها والتي اسفرت عن اكثر من 110 الاف جريح وشهيد في غزة ،ناهيك عن تدمير مئات الالاف من المباني والبنية التحتية.

وبالإشارة إلى قائمة الجرائم التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي، بيّن امين لجنة حقوق الانسان الايرانية بأن جرائم هذا الكيان منذ نشأته ارتكب جرائم لا حصر لها وصولا الى ارتكابه جرائم حرب في الاسبوع الاول من بداية طوفان الاقصى موضحا بأن هذه الجرائم تندرج تحت طائلة القانون الجنائي متمثلة بالابادة الجماعية والتطيهر العرقي والعنصري وجرائم ضد الانسانية.

وفنّد غريب ابادي جرائم الحرب والتطهير العنصري والعرقي، التي يمكن ان ترتكب بدون وقوع مذبحة لعرق أو أمة، بشرحه تفاصيل النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية أو نظام روما الأساسي بحيث أن أحد أمثلة التطهير العنصري والعرقي هو حرمان أمة من الحصول على الماء والغذاء والدواء، وهو ما يصنف على أنه إبادة جماعية.

وتابع ان بعض جرائم الصهاينة لم يتم الكشف عنها إلا بعد أشهر قليلة، مثل الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في مجمع الشفاء الطبي في غزة  من اغتصاب النساء والفتيات والعديد من الجرائم الأخرى والذي تم الكشف عنها لاحقا.

وضمن تأكيده على اننا نواجه نظاما همجيا وإجراميا بكل معنى الكلمة، رأى غريب ابادي انه لا يمكن حتى أن نتحدث عن الكيان الصهيوني حول حقوق الانسان لان الداعمين الغربيين لهذا الكيان جعلوه كيانا متغطرساً جداً  وافرغوا حقوق الانسان من مضمونها. وعليه اعتبر غريب ابادي ان الان لم يعد هناك من حديث عن حماية وتعزيز حقوق الإنسان لأن منظمات حقوق الانسان وداعمي هذا الكيان فقدوا مصداقيتهم وسمعتهم  قبل 6 أشهر منذ الحرب على غزة.

العديد من شعوب العالم الحرة رحبت بالرد الإيراني  في إطار الدفاع المشروع عن النفس
 كما صرح مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية في إيران بأنه وفي ظل تقاعس التحرك الدولي ضد الكيان الصهيوني منذ 6 اشهر كان الرأي العام الدولي ينتظر تحركا جديا من المؤسسات الدولية، لكن الآن تحول هذا التوقع إلى خيبة أمل من المنظمات الدولية. وعندما استخدمت الجمهورية الإسلامية الايرانية  حقها المشروع في الدفاع عن النفس ، رحب العديد من شعوب العالم الحرة بالرد الإيراني وابرزوا سرورهم بهذا الإجراء.  
وفي اشارة الى ان ايران ليست من دعاة الحرب ، اكد غريب ابادي على انه  إذا تعرضت ايران لهجوم، حتى لو كان ذلك على منشأتها الدبلوماسية ، فإنها سترد بشكل حاسم، ولن تتسامح والشعب الايراني الغيور مع مثل هذا السلوك الوقح ضد الدبلوماسيين ،وهذا ما تم اثباته منذ انتصار الثورة الإسلامية.
واوضح ان مسألة معاقبة  الكيان الإسرائيلي تعني أن هذا الكيان يجب أن يتلقى الرد داخل الاراضي الفلسطينية التي يحتلها، وليس بمصالحه في أجزاء أخرى من العالم، وهذه القضية تختلف عن قضية الردع.
الأماكن الدبلوماسية والقنصلية تعتبر جزءا من أراضي الدولة الممثلة
واوضح غريب ابادي بأن المراكز الدبلوماسية تعتبر أراضي الدولة الممثلة، ولا يحق لشرطة أي دولة الدخول إليها تحت أي ظرف من الظروف دون الحصول على إذن من السفير أو أحد كبار المسؤولين في تلك السفارة.
لم يكن أمامنا خيار سوى الرد على الكيان الصهيوني
واعتبر غريب ابادي ان موقف الدول الغربية من إدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة جاء نتيجة لضغوط الرأي العام، لافتا الى ان المقاومة وضغط الرأي العام العالمي هما الطريقتان اللتان لا يمكن وضع الكيان الصهيوني في مكانه إلا من خلالهما، لأن المنظمات الدولية فقدت فعاليتها بالأساس.
وتابع انه لو لم يتم التعامل مع ما قام به الاحتلال الاسرائيلي من مهاجمة القنصلية الإيرانية، لكان اصبح هذا الكيان أكثر وقاحة لارتكاب المزيد من الجرائم والاعتداءات على الحقوق الدولية للدول الأخرى.
ايران استهدفت الاهداف العسكرية ولم تأخذ بالاعتبار الأهداف المدنية
وعن اهداف الرد الايراني ، صرح غريب ابادي بأن ايران استهدفت أهدافا عسكرية ولم تأخذ في الاعتبار الأهداف المدنية على الإطلاق بحيث اختارت وقواتها المسلحة أهدافها بعناية فائقة ولم تكن هناك هجمات على الأماكن المدنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس، وحتى الأماكن الاقتصادية والمأهولة بالسكان.
 واوضح ان هذا لا يعني أن إيران كانت قلقة من رد فعل الآخرين على هذا العمل الانتقامي، بل انها أظهرت نموذجا أخلاقيا وإنسانيا وإسلاميا في الوفاء بمسؤولياتها تجاه القانون الدولي وتأكيد حقوقها في هذا الصدد، ومهاجمة الأهداف المدنية والنساء والأطفال أمر لا يمكن أن يفعله إلا كيان الاحتلال الصهيوني.
وعن الضغط الشعبي على الحكومات لإنهاء جرائم الصهاينة، اشار غريب ابادي الى ان الراي العام العالمي بمختلف اطيافه جعل الكيان الصهيوني اكثر عزلة.
انتهى**ر.م