طهران/6 ايار/مايو/ارنا- يؤكد المحللون والخبراء العسكريون في الغرب أن الطائرات المسيرة الإيرانية أثبتت نجاحها وكفاءتها ميدانيا مما اوجد لها سوقا عالميا متحمسا للحصول عليها.

نشر موقع "بريكينج ديفينس"  (Breaking Defense) الأمريكي المتخصص بالشؤون الدفاعية تقريرا يقيم فيه العواقب العالمية لعملية "الوعد صادق" غير المسبوقة التي أطلقت خلالها إيران ما يزيد عن 300 طائرة مسيرة.

وذكر هذا التقرير أنه على الرغم من التعاون الواسع بين الكيان الاسرائيلي وحلفائه لمواجهة وتصدي الصواريخ والمسيرات الايرانية ، إلا أنه من غير المرجح أن يقلل هذا الحادث من الشهية العالمية المتزايدة لأنظمة طهران غير المأهولة، ويقول المحللون إن هناك سوق عالميا متحمسا ومتشوقا للمسيرات الايرانية الرخيصة نسبيا والفعالة.

وأشار التقرير  الى أن عائلة أنظمة شاهد "حظيت باهتمام كبير في السنوات الأخيرة بسبب استخدامها في السيناريوهات العملياتية الميدانية"، في إشارة شبه مؤكدة الى استخدامها المكثف المزعوم من قبل الجيش الروسي ضد أوكرانيا.

وأشار الموقع المتخصص بالشؤون الدفاعية، ومقره نيويورك، الى انه  ربما يكون الكيان الاسرائيلي وحلفاؤها قادرين على التعامل مع عدد كبير من 300 طائرة مسيرة وصاروخ أطلقتها إيران في هجومها غير المسبوق على هذا الكيان، لكن وفقا للخبراء فإن ذلك لم يمنع استمرارية الطلب على الطائرات المسيرة الايرانية.

واعتبر الباحث في الدفاع والتحليل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فابيان هينز (Fabian Hinz)، مرددا ايضا وجهة نظر خبراء آخرين،ان معظم الدول المهتمة بالطائرات المسيرة الإيرانية تريد استخدامها ضد أعداء أقوياء مثل أمريكا و"إسرائيل".لذا، فإن قدرات الأعداء المتقدمين مثل الولايات المتحدة في اعتراض هذه الأسلحة ليست مثيرة للقلق بالنسبة لهذه الدول وقد أثبتت الطائرات المسيرة الهجومية الإيرانية كفاءتها بشكل جيد.

و على نفس المنوال، قال خبير الذكاء الاصطناعي والأنظمة غير المأهولة في مركز الأبحاث CNA ومقره واشنطن صامويل بينديت(Samuel Bendett)، إن الاعتراض "الإسرائيلي " من المرجح ألا يؤثر على مبيعات إيران، خاصة مع الدول التي تسعى الى سياسات سياسية وعسكرية أكثر استقلالية عن الغرب.

واما  رئيس المخاطر العالمية والناشئة في مركز جنيف للسياسة الأمنية جان مارك ريكلي (Jean Marc Rickli)، فقد صرح بأن "أوكرانيا تقدم عرضا قويا لمسيرات شاهد الايرانية"،مضيفا انه حتى لو هُزمت الطائرات بدون طيار في مهاجمة "إسرائيل"، فقد أثبتت أنها تفرض تكلفة كبيرة على الجانب الآخر.

واضاف ريكلي بأن استخدام الصواريخ لتدمير هذه الطائرات بدون طيار أغلى بكثير من تكاليف هذه الطائرات المسيرة نفسها والأهم من ذلك فإن هذا الامر يستنزف و يدمر قدرات المدافع استنزاف قدراته. وفي حالة "إسرائيل"، فان تكلفة تدميرها كانت أعلى من تكلفة استخدام هذه الطائرات المسيرة.

واردف انه قد تبدو هذه المعادلة جذابة للعديد من المشترين الدوليين، معتبرا بأن السوق الإيرانية المحتملة تتعلق بالدول التي تخضع لعقوبات غربية أو لا تخشى العقوبات الغربية أو لا تريد الالتزام بالشروط التي تفرضها الدول الغربية عند بيع أسلحتها.

وذكر التقرير ان مسؤولا إيرانيا كبيرا صرح بان 22 دولة أبدت اهتماما بشراء طائرات بدون طيار إيرانية الصنع. و وفقا لوزير دفاع الكيان الإسرائيلي يوآف غالانت الذي زعم في فبراير/شباط إن ما يصل إلى 50 دولة "تجري مناقشات" مع طهران بشأن صواريخها وطائراتها بدون طيار.

واضاف التقرير بأن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات قد اشارت الى أن الطائرات المسيرة الإيرانية  تتواجد حاليا في ميدان العمليات في أربع قارات منها آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية.

وافاد الباحث في الدفاع والتحليل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فابيان هينز بأن إيران هي واحدة من الدول القليلة التي لديها نظام أثبت نجاحه القتالي ويعمل بشكل جيد في تلك الفئة من الطائرات المسيرة الهجومية الانتحارية ذات المدى الأطول، مضيفا انه وعلى الرغم من أن الصين تتصدر صادرات الطائرات بدون طيار، إلا أن الخبراء يقولون إن إيران تتجاوز بكين ولديها عدد قليل من المنافسين في سوقها الخاصة.

انتهى**ر.م