طهران/15 ايار/مايو/ إرنا -سمي يوم 15 مايو بيوم النكبة حيث هجر في ذلك اليوم عام 1948 نحو 950 ألف فلسطيني وطردوا قسرا من قراهم وبيوتهم واغتصبت في هذا الیوم حقوقهم وأراضيهم ووطنهم وحياتهم وكل ممتلكاتهم وآلة القتل التابعة للكيان الإجرامي الصهيوني لم تتوقف أبدا خلال الـ 75 عاما الماضية في ظل صمت المجتمع الدولي وعدم تحركه والدعم الصريح والخفي من قبل حماة هذا الكيان الإجرامي.

ان نكبة الفلسطينيين، لم تبدأ في ذلك الحين فقط، ولم يكن ذلك التاريخ إلا اليوم الأكثر دموية وهجرة للفلسطينيين من أرضهم، وتوزعهم على مخيمات اللجوء حول العالم، وبداية "القضية الفلسطينية".

15 أيار من كل عام يحيي الفلسطينيون، ذكرى نكبة فلسطين التي ألمت بهم في عام 1948، وتمثلت في نجاح الحركة الصهيونية بدعم من الاحتلال (الانتداب) البريطاني في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام الكيان الاسرائيلي.

وخلال تلك الأحداث التي رافقها تدخل عسكري عربي ضد الاحتلال اليهودي لفلسطين- استشهد عشرة آلاف فلسطيني على الأقل في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولاً، ليكون الشعب الفسلطيني ضحية اكبر عملية تطهير عرقي مخطط لها في التاريخ الحديث. فنكبة فلسطين هي نكبة احتلال المقدسات وفصل الشعب عن أرضه وطرد أهالي المئات من المدن والقرى من ديارهم عام 1948.

وفصولها بدأت حين خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لبلادهم بعد إنهاء الحكم العثماني، وأصدرت على لسان وزير خارجيتها وعد بلفور في 2 تشرين الثاني /نوفمبر 1917 الذي ينظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين أدت نكبة عام 1948 الى عملية اقتلاع كاملة للشعب العربي الفلسطيني لم تقتصر على مجرد فقدان الأرض، بل تعدتها إلى تحطيم الأساس المادي للشعب الفلسطيني.

وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني، سيطرت العصابات الصهيونية خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، وتم تدمير 531 منها بالكامل، وطمس معالمها الحضارية والتاريخية، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه.

كما شهد عام النكبة أكثر من 70 مجزرة نفذتها العصابات الصهيونية، التي أمدتها بريطانيا بالسلاح والدعم، كمجازر دير ياسين والطنطورة، وأكثر من 15 ألف شهيد والعديد من المعارك بين المقاومين الفلسطينيين والجيوش العربية من جهة والاحتلال الصهیوني من الجهة المقابلة.

 جرى تدمير ومحو 531 بلدة وقرية وتم إنشاء مستوطنات صهیونیة على أراضيها، كما احتلت المدن الكبيرة وشهد بعضها معارك عنيفة وتعرضت لقصف احتلالي أسفر عن تدمير أجزاء كبيرة منها، ومنها اليوم ما تحول إلى مدينة يسكنها إسرائيليون فقط، وأخرى باتت مدن مختلطة.

أصبحت الغالبية العظمى من الفلسطينيين لاجئين ومهجّرين؛ نتيجةً لجرائم الحرب التي مارسها الکیان الصهیوني  عليهم، كالتعدّي عليهم وعلى  أراضيهم بما لا يسمح القانون، ولا الآداب، ولا الأعراف، حيث قامت بارتكاب المذابح الجماعية، وعمليات النهب، والسلب، وتدمير الممتلكات، والطرد الإجباري من البيوت على يدّ عصابات صهيونية مسلحة، وفي بعض الحالات أجبرت الفلسطينيين على التوقيع على أوراق بيع لأراضيهم، حتّى يتبيّن أنّهم غادروا أراضيهم بإرداتهم وليس قسراً عنهم، وانتهج كيان الاحتلال سياسة (أطلق النار لتقتل)، وعلى أثر هذه الأعمال فإنّ 50% من اللاجئين قد تمّ تهجيرهم قبل بدء حرب عام 1948 م.

استخدم الاحتلال اسلوبيين لبلوغ مقاصده، اولهما الترهيب والترغيب لجعل الجاليات اليهودية الموزعة على دول العالم تأتي الى فلسطين لتقيم المستوطنات وتقضم الاراضي العربية الفلسطينية شيئا فشيئا.

اما الثاني فكان التقرب من الدول الفاعلة عالميا والتأثير عليها لعقد اتفاقيات واستصدار وعود تعترف بوجود حق يهودي في فلسطين فاصبحت الفرصة سانحة اما الحركة الصهيونية في اوائل القرن العشرين عندما بدأت علائم الموت تظهر على الامبراطورية العثمانية التي كانت تسيطر على المشرق العربي فاستغلّ اليهود ذلك الوضع لاستصدار وعد من بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو ما عرف باسم 'وعد بلفور'.
اغتصبت ارض فلسطين واعلن قيام الكيان الاسرائيلي المصطنع. بعد اعلان بريطانيا انهاء انتدابها على فلسطين في الخامس عشر من ايار مايو عام ثمانية واربعين بعد ان ساعدت في غرس جدور لليهود في ارض فلسطين...لتبدأ منظومة التيه والشتات والمأساة التي ما زالت تفرزها النكبة لتعمل علي تغيير كل ما يمت إلى تاريخ فلسطين وجغرافيتها بصلة.

وسيطر الاحتلال، على 78% من مساحة فلسطين التاريخية (27000 كيلو متر مربع)، وذلك بدعم من الاستعمار البريطاني تنفيذا لوعد بلفور المزعوم عام 1917 وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، والدور الاستعماري في اتخاذ قرار التقسيم، (قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، الذي عملت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا على استصداره)، ثم جاءت النكسة وتوسع الاستيطان والتهجير، وسيطر الاحتلال على أكثر من 85% من مساحة فلسطين.

وبحسب سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بلغ عدد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين 58 مخيما رسميا تابعا للوكالة تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و 9 مخيمات في سوريا، و 12 مخيما في لبنان، و 19 مخيما في الضفة الغربية، و 8 مخيمات في قطاع غزة.

وبلغ عدد الفلسطينيين في نهاية عام 2019 حسب الجهاز المركزي للإحصاء حوالي 13 مليونا، منهم نحو 5 مليون فلسطيني يعيشون فـي الضفة وقطاع غزة، (43% منهم لاجئين حسب التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017)، وحوالي مليون و 597 ألف فلسطيني يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6 مليون، وفي الدول الأجنبية حوالي 727 ألفا.

الكيان يمعن في جرائمه المروعة على مدى العقود القليلة الماضية

لقد أمعن الكيان في جرائمه المروعة على مدى العقود القليلة الماضية، وسيستمر في ارتكاب هذه الجرائم التي لا نهاية لها.

ان الاستمرار في احتلال كافة الاراضي الفلسطينية والاعدامات العشوائية للابرياء وتهويد القدس الشريف وتدنيس الاقصى والتوسع الاستيطاني وتهويد الضفة الغربية ومواصلة الحصار لاكثر من 15 سنة على قطاع غزة تعد من الجرائم التي تواصل 'اسرائيل' القيام بها بكل قوة عبر انتهازها للازمات التي تعصف بالمنطقة مما اثار استنكارا عالميا حيال هذه الممارسات.

ان محاولات الكيان الصهيوني في تهميش القضية الفلسطينية كونها القضية الاسلامية الاولى والتجاهل المؤسف لبعض الدول الاسلامية والعربية للجرائم الصهيونية، الذي ينبع عن مزاعم هذه الدول الخاطئة حيال مفاوضات التسوية والخنوع لهذا الكيان على طاولة المفاوضات، كل ذلك زاد من تجرؤ الاحتلال، وقلق الفلسطينيين وكافة احرار العالم حيال مصير القدس وحقوق الشعب الفلسطيني المحقة.

ومنذ ذلك الحين تعددت قرارات الامم المتحدة والمبادرات والحلول المطروحة التي تنكر لها الاحتلال بدءا من القرار الدولي 181 الي القرار 194 والقرار 242 والقرار 338 وغيرها الكثير من القرارات والمبادرات التي تم اغتيالها في مهدها رغم توقيع عدة اتفاقيات اختلفت مسمياتها من كامب ديفيد الي اوسلو ووادي عربة بالاضافة لجولات الحوار والمؤتمرات الاقليمية والدولية برعاية الحليف الاميركي، دون ان يتحقق اي تقدم يذكر في عملية تسوية مزعومة منذ النكبة وحتي الان.
لا ... بل علي العكس من ذلك تمادت سلطات الاحتلال في غيها وطغيانها وعدوانها مترافقا مع المزيد من مصادرة الاراضي الفلسطينية وتهويدها لبناء وتوسيع المستعمرات وجدار الفصل العنصري بالاضافة الى سياسة العقاب الجماعي وزيادة الحواجز في الضفة الغربية المحتلة وتشديد الحصار على قطاع غزة لتدمير بناه التحتية والمجتمعية وتفكيك بنية المقاومة المسلحة...وفصل وعزل سكان فلسطين عن حقوقهم وممتلكاتهم الحيوية اليومية وحرمانهم من التواصل مع عمقهم الاجتماعي الفلسطيني والعربي والاسلامي.

بالتزامن مع ذكرى يوم النكبة الفلسطينية ونظرا لجرائم كبيرة ارتكبها الكيان الصهيوني طوال احتلاله للأراضي الاسلامية، خاصة في ثمانية الاشهر الماضية في قطاع غزة، فنلقي نظرة عابرا على جرائم ارتكبها هذا الكيان ضد الشعب الفلسطني منذ تاسيسه:

تفجير فندق الملك داود فى القدس عام  1946 ومجزرة طنطورة عام 1948 ومجزرة دير ياسين عام 1948 ومجازر اللد والرملة عام 1948 و مجزرة الدوايمة عام 1948 و مجزرة حولاعام 1948 ومجزرة قبية عام 1953 ومجزرة خان يونس 1956 ومجزرة كفر قاسم عام 1956 ومجزرة كفر قاسم عام 1956 ومجزرة صبرا و شاتيلا 1982 وقصف مخيم البرج الشمالي عام 1982 ومجزرة الحرم الإبراهيمي عام  1994 ومجزرة قانا عام 1996 والإنتفاضة الثانية عام 2000 إلى عام 2005  ومجزرة مخيم جنين عام 2002 والحرب الأولى ضد قطاع غزة عام 2008 ومعركة غزة عام 2014 و معركة سيف القدس عام 2021 و

معركة طوفان الأقصى عام 2023

خلال معركة طوفان الأقصى التى مستمرة من اليوم السابع من اوكتبر حتى الآن، يقوم الجيش الصهيوني بقصف شديد للمدنيين العزل في قطاع غزة حيث استشهد حتى الآن اكثر من 35000 شخص من المدنيين الفلسطينيين العزل وهدم أحياء كامل اثر القصف المتكرر و الوحشي والشبكة الصحية لقطاع غزة على وشك الإنهيار الكامل.

انتهی*3280