طهران/ 15 ايار/ مايو/ ارنا- يصادف يوم 15 ايار/مايو لعام 1948 عام النكبة حيث هجر في ذلك اليوم اكثر من 800 الف فلسطيني وطردوا قسرا من قراهم وبيوتهم حيث خرجوا لا يحملون معهم سوى مفاتيح بيوتهم وآمالا في العودة إلى الديار.

وفي ذلك اليوم طرد الاحتلال اهالي 530 مدينة وقرية فلسطينية بالاضافة الي اهالي 662 ضيعة وقرية صغيرة ليكون الشعب الفسلطيني ضحية اكبرعملية تنظيف عرقي مخطط لها في التاريخ الحديث.

وان نكبة الفلسطينيين، لم تبدأ في ذلك الحين فقط، ولم يكن ذلك التاريخ إلا اليوم الأكثر دموية وهجرة للفلسطينيين من أرضهم، وتوزعهم على مخيمات اللجوء حول العالم، وبداية "القضية الفلسطينية".

وخلال تلك الأحداث التي رافقها تدخل عسكري عربي ضد الاحتلال اليهودي لفلسطين- استشهد عشرة آلاف فلسطيني على الأقل في سلسلة مجازر وعمليات قتل مازال معظمها مجهولاً، فنكبة فلسطين هي نكبة احتلال المقدسات وفصل الشعب عن أرضه وطرد أهالي المئات من المدن والقرى من ديارهم عام 1948.

وفصولها بدأت حين خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لبلادهم بعد إنهاء الحكم العثماني، وأصدرت على لسان وزير خارجيتها وعد بلفور في 2 تشرين الثاني /نوفمبر 1917 الذي ينظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين أدت نكبة عام 1948 الى عملية اقتلاع كاملة للشعب العربي الفلسطيني لم تقتصر على مجرد فقدان الأرض، بل تعدتها إلى تحطيم الأساس المادي للشعب الفلسطيني.

وتشتت الشعب الفلسطيني في جميع ألأقطار وكانت القوى المعادية المتمثلة في الصهيونية العالمية والاستعمار تطمح في ان يذوب هذا الشعب في المجتمعات العربية، لا سيما ان النكبة قد أفرزت عوامل مضعفة لاستمرار الهوية الفلسطينية أولها: الشتات الفلسطيني وما صاحبه من غياب الرباط الإقليمي بين الفلسطينيين، وثانيها: اختلاط الفلسطينيين في المجتمعات العربية المضيفة، خاصة وأنهم يشاركون هذه المجتمعات في اللغة والعادات والتقاليد والمصير المشترك فالعرب جميعا شعب كون حضارة واحدة وطريقة حياة واحدة، وثالثها: ولادة أجيال فلسطينية جديدة في المهجر ليس لها أي ارتباط مادي بفلسطين.

وتمادت سلطات الاحتلال في غيها وطغيانها وعدوانها مترافقا مع المزيد من مصادرة الاراضي الفلسطينية وتهويدها لبناء وتوسيع المستعمرات وجدار الفصل العنصري بالاضافة الى سياسة العقاب الجماعي وزيادة الحواجز في الضفة الغربية المحتلة وتشديد الحصار على قطاع غزة لتدمير البنية التحتية وفصل وعزل سكان فلسطين عن حقوقهم وممتلكاتهم الحيوية اليومية وحرمانهم من التواصل مع عمقهم الاجتماعي الفلسطيني والعربي والإسلامي.

أبرز أحداث النكبة عام 1948

وعند حلول عام 1948، كان اليهود قد أسسوا على أرض فلسطين 292 مستعمرة، وكونوا قوات عسكرية من منظمات الهاغاناه، والأرغون، وشتيرن، يزيد عددها عن 70 ألف مقاتل واستعدوا لإعلان الكيان الاسرائيلي.

وفي مساء الـ 14 من مايو/أيار عام 1948، أعلنت "إسرائيل" قيام كيانها على أرض فلسطين، وتمكنت من هزيمة الجيوش العربية، واستولت على نحو 77% من فلسطين، أي نحو 20 ألف كيلو متر مربع و 770 ألف، من مساحتها الكلية البالغة 27 ألف كيلومتر مربع.

وشردت "إسرائيل" بالقوة 800 ألف فلسطيني، من أصل 925 ألف فلسطيني، كانوا يقطنوا هذه المساحة التي أعلنت عليها قيام كيانها.

وحتى عام 1948 بلغ عدد الفلسطينيين على كامل أرض فلسطين، مليون و400 ألف نسمة. ودمر "الصهاينة" حينها 478 قرية فلسطينية، من أصل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة، وارتكبوا 34 "مجزرة".

وأوضح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن الفلسطينيين يتوزعون في أنحاء العالم على النحو التالي: "5 ملايين و500 ألف فـي دولة فلسطين (الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة)، وحوالي مليون و750 ألفا في أراضي 1948 (إسرائيل)، بينما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6 ملايين و560 ألفا، وحوالي 772 ألفا في الدول الأجنبية".

وأطلقت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ردا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 35 ألف فلسطيني استشهدوا في حرب غزة، إثر حملة "إسرائيل" العسكرية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

انتهى**3269