وفي بيان اصدره السبت، وجّه رئيس جامعة "الامام الحسين (ع)" الشاملة الدكتور محمد رضا حسني آهنكر، التحية لكل الأساتذة والطلبة المناضلين والمحبين للحرية والسلام في الجامعات الأمريكية والأوروبية، وقال: إن تاريخ الحركات المطالبة بالعدالة ومناهضة الاستكبار مدين للبيئة الجامعية والطبقة الأكاديمية؛ وقد شهدت فرنسا وإيطاليا وألمانيا وأمريكا، بعد الحرب العالمية الثانية، تظاهرات واسعة النطاق وطويلة الأمد ودامية، أدارها أكاديميون، أي طلاب وأساتذة أحرار.
واضاف: في التاريخ الأكاديمي لإيران، تعتبر حادثة 16 آذر 1332 هـ.ش (7 ديسمبر عام 1953) بعد الانقلاب الأمريكي البريطاني في 28 مرداد 1332 هـ.ش (19 اغسطس عام 1953) ضد الحكومة الوطنية آنذاك، والتي أدت إلى استشهاد ثلاثة طلاب مظلومين احتجوا على حضور ريتشارد نيكسون نائب الرئيس الاميركي آنذاك في جامعة طهران، إحد منعطفات تاريخ النضال الطلابي.
وتابع: في كل هذه السنوات، كانت معارضة اثارة الحرب والعنف من قبل القوى العظمى ضد الدول المضطهدة، وكذلك معارضة انتشار الأسلحة الذرية والابادة الجماعية وتدبير التمردات والانقلابات ضد الحكومات الشعبية المناهضة للإمبريالية في جميع أنحاء العالم، أو الاحتجاج ضد التمييز العنصري والقوانين المناهضة للنساء والملونين والأقليات القومية والعرقية وحتى تدمير البيئة بسبب تطور الصناعات الملوثة، هي الموضوعات الرئيسية للنضالات المحقة للطلاب الشباب وأساتذتهم.
واضاف: منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين وحتى العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، أصبح كتاب تاريخ الحركات الطلابية فصلًا ضئيلا، وحتى الأحداث والامور السيئة التي حلت بالبشرية لم تعط هذا الفصل (التحرك الطلابي) دفعة الى الامام، ورغم ذلك فأن إساءة الحضارة الغربية الحديثة لمفاهيم مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والكرامة الإنسانية وحرية الأمم وتقرير المصير، وتصرفات الحكومات الغربية الاستبدادية ضد هذه المبادئ قد أثارت الكثير من الانتقادات في الجامعات و الدوائر العلمية في العالم.
واردف: إن دعم وتأييد المسؤولين الحكوميين الغربيين للحصار الإسرائيلي والهجوم والإبادة الجماعية في غزة والعنصرية والتمييز الهيكلي في الضفة الغربية، أجبر الكثير من دعاة الحق لعدم الاكتفاء بالسلبية السياسية والإدانات المنافقة من قبل هذه الحكومات للكيان الإسرائيلي.
وتابع: الآن بدأ يتشكل فصل جديد من حركات الاحتجاج الطلابية. فالصرخات المحبة للحرية والمطالبة بالعدالة التي يطلقها الطلاب والأساتذة غير المسلمين دفاعاً عن شعب فلسطين المسلم المضطهد والكراهية للعنصرية الصهيونية، تذكرنا بالحركات الشعبية والطلابية الكبرى في القرن العشرين، كما أنها صدى لجبهة المظلومون في العالم ضد الاستكبار العالمي.
واكد إن شجاعة الفلسطينيين وتضحياتهم، وصبر ومثابرة النساء والأطفال في أنقاض قطاع غزة، من أجل حماية تراب وطنهم، قد قرع مرة أخرى جرس الضمير الإنساني واضاف: الآن، في هذه المرحلة، هناك واجب ثقيل ملقى على عاتق مسؤولي الجامعات وأعضاء هيئة التدريس والأساتذة والطلاب، فيما يتعلق بإدانة الإبادة الجماعية الصهيونية وتنوير الرأي العام.
واشار الى استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني، لغاية الان، معظمهم من النساء والأطفال، نتيجة للعدوان العسكري الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية "ولسوء الحظ، لم تتمكن الآليات التقليدية في القانون الدولي واجراءات المنظمات الدولية من وقف هذه الجريمة ، علاوة على ذلك، لم يقبل الكيان الإسرائيلي وساطات العديد من الدول لحل هذه الأزمة".
واضاف: في مثل هذا الوضع، فإن الحضور النشط والمستمر للأكاديميين، وخاصة أساتذة وطلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية، للاحتجاج على سلوك "إسرائيل" القمعي ودعم الحكومات الغربية لها، ستكون له آثار بعيدة المدى على طريق الخروج من هذه الأزمة. وخاصة إذا كانت البيئات الأكاديمية، باعتبارها الحركات الرائدة، قادرة على كسر اللامسؤولية والصمت العالمي الذي يحكم هذه الجرائم، فمن الطبيعي أن تنضم حركات أخرى أيضًا إلى هذا المطلب الإنساني الواسع النطاق.
واوضح انه على الرغم من أن بعض السياسيين الأمريكيين يريدون تجريم التضامن مع الفلسطينيين وإلغاء تأشيرات الطلاب وطرد الطلاب الأجانب الذين يحتجون على جرائم الحرب الإسرائيلية، فقد حان الوقت لأن يصبح الأساتذة والطلاب امتدادًا للأصوات المضطهدة للنساء والأطفال الفلسطينيين، وان يحثوا هذه الحركات الجامعية في جميع أنحاء العالم على التحرك والاحتجاج من أجل الأشخاص المحرومين من الحد الأدنى من حقوق الإنسان والتسهيلات اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
وختم بيانه بالقول: إنني بصفتي رئيس جامعة "الإمام الحسين (ع)" الشاملة ، أعلن استعداد هذه الجامعة لاعطاء منح دراسية بصورة مجانية من قبل حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية لكافة الطلاب الذين جرى طردهم او تعليقهم من جامعتهم اثر المعاملة الجائرة وغير العادلة تجاههم من قبل المسؤولين الحكوميين في دول اميركا وكندا واوروبا.
انتهى ** 2342