وخلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة البريكس، الذي عقد امس الاثنين 10 حزيران/ يونيو في نيجني نوفغورود بروسيا، استهل وزير الخارجية الإيراني بالوكالة "علي باقري كني" كلمته في هذا اللقاء بالاعراب عن امتنانه لجميع قادة وشعوب الدول الأعضاء في مجموعة البريكس -الذين أعربوا عن تعازيهم باستشهاد رئيس الجكهورية وزير الخارجية ومرافقيهما.
ينبغي لمجموعة البريكس أن تكون صوت غالبية الشعوب نحو عالم اكثر عدلا
واعتبر باقري كني ان هذه القمة مؤشرا واضحا على تزايد قوة هذه المجموعة ودورها اللامع في حل القضايا الدولية الملحة بحيث شكل توسع مجموعة البريكس نقطة تحول عالمية، وستكون آثارها مرئية بالتأكيد في المستقبل غير البعيد.
وتابع معلنا عن استعداد ايران النشط والمبتكر كعضو جديد مسؤول في جميع فعالياتها وبرامجها في جميع الركائز الثلاث: السياسية -الأمنية، الاقتصادية -المالية والثقافية- الشعبية.معتبرا انه من خلال الإرادة الجماعية وتحديد أولويات الخطط والرغبات والاحتياجات المشتركة في جميع الركائز الثلاث، وخاصة في الركيزة الاقتصادية -المالية، يمكن ضمان نجاح البريكس ويمكن تحقيق أهدافها بسرعة أكبر.
وفي اشارة الى ان مجموعة البريكس تتمتع بأكبر عدد من السكان وأكبر اقتصاد وأكبر مساحة على هذا الكوكب، اعتبر وزير الخارجية الإيراني بالوكالة انه ينبغي لهذه المجموعة ان تكون صوت غالبية شعوب العالم التي تريد تحقيق مكانتها الصحيحة وتفضل عالما أكثر عدلا واكثر ديمقراطية وتعددية على العالم الفوضوي الحالي.
واضاف ان البريكس اصبحت الآن رمزا جديدا ونموذجا ناجحا لـ "التعاون الجديد بين بلدان الجنوب" و"تحالف الاقتصادات الناشئة"، وأظهرت أن لديها خطة ومبادرة وبرامج متعددة الأوجه لإصلاح "الحوكمة العالمية" ولعب دور أكبر في مشاهد دولية.
ولفت باقري كني الى ان أداء الهياكل غير العادلة وغير الديمقراطية التي تحكم العالم الحالي اظهر أن هذه الهياكل لا تملك القوة والإرادة لحل المشاكل وتغيير الوضع الفوضوي في العالم، موضحا بأن مجموعة البريكس قد أصبحت نهجا جديدا مع الأهداف العظيمة التي رسمتها لإصلاح الأنظمة غير العادلة التي يمكن أن تكون النواة الأساسية والمحرك الأساسي للتغيير لبناء عالم أفضل. وبالتالي فإن هذه مجموعة اصبحت رمزا ناجحا لتغيير النظام العالمي وجعله أكثر عدلا في نظر دول وعقول العالم.
واعتبر باقري كني انه يتعين على البريكس تسريع إجراءاتها لإجراء التبادلات مع العملات الوطنية، واستخدام العملات الرقمية، وإطلاق منصات مصرفية مشتركة وبرامج مراسلة وإعادة التأمين، وإنشاء هياكل مصرفية مالية جديدة، وما الى ذلك من اجل اصلاح الأنظمة المالية الدولية غير العادلة للغاية وتفكيكها كي لا تشكل عائقا دائما أمام التنمية والتقدم في البلدان المستقلة والنامية.
كما بيّن تحييد العقوبات غير القانونية والأحادية والقمعية ضد الدول الأعضاء بالبريكس من أجل إرساء الأمن الدولي المستدام يتطلب تعاون أعضاء البريكس في مختلف المجالات، وخاصة في مجال التمويل والتجارة والاستثمار والنقل والطاقة والتكنولوجيا والابتكار.
مايحدث في غزة يعرض السلام والامن الدوليين للخطر
وفي جزء اخر من كلمته تطرق باقري كني الى المستجدات في فلسطين مؤكدا على ان المجتمع الإنساني يواجه اليوم أزمة كبيرة عرضت السلام والاستقرار في المنطقة والعالم للخطر، وأصبحت معيارا لقياس مدى صحة الشعارات الإنسانية وخطأها.
واضاف بأنه وقد مرت أشهر على بدء جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أهل غزة ورفح في فلسطين المحتلة، والحكومات تتفرج على المشاهد المروعة للإبادة الجماعية والتهجير القسري ولا تحرك ساكنا.لافتا الى ان موجة الاحتجاجات الشعبية ضد جرائم الصهاينة في جميع أنحاء العالم هي علامة على أن الغرب بدعمه غير المشروط للكيان الصهيوني جعل كل الإنجازات الإنسانية تذهب هباء.
واوضح باقري كني ان ما يحدث في غزة ورفح هذه الأيام يظهر بوضوح ان الكيان الصهيوني ومؤيديه لم ينتهكوا الإنسانية والأخلاق والقانون الدولي فحسب، بل إنهم يحاولون، من خلال قمع المعلومات الإعلامية الموثوقة ونشر معلومات كاذبة، خداع الرأي العام العالمي واستبدال مكان الظالم والمظلوم.
واضاف ان مما لا شك فيه أن استمرار هذه الحالة يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر، ويلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لحلها، معتبرا أن السلام والاستقرار والأمن الكامل والحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعد تحقيق مسألتي "الإزالة الكاملة للاحتلال" و"نزع السلاح النووي" للكيان الصهيوني.
وفي هذا الاتجاه، اقترح باقري كني مبادرتين. أولا، مشروع "الاستفتاء الوطني على أرض فلسطين" بمشاركة سكان فلسطين الحقيقيين من مسلمين ومسيحيين ويهود، لتحديد مصيرهم وتحديد النظام السياسي المستقبلي لفلسطين. وثانيا، مبادرة "شرق أوسط خالي من الأسلحة النووية والابادة الجماعية".
كما اكد على جدية ووضوح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما يخص ترسيخ الاستقرار الإقليمي، وفي هذا السياق و بعملية الوعد الصادق وعملها المشروع ردا على الاعتداء الصهيوني على السفارة الإيرانية في دمشق، اثبتت انها لن تسمح للمعتدين بزعزعة الاستقرار والأمن الإقليميين.
وشدد باقري كني على أهمية دور مجموعة البريكس في خلق عالم عادل ومتعدد الأطراف وديمقراطي كما لفت الى التأثير الخطير على حرب الكيان الصهيوني على اهل غزة.
ايران تحاول حل القضايا الإقليمية من خلال التشاور والحوار
وفيما يتعلق بالملف النووي الايراني، بيّن ان ايران تواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار حقوقها والتزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاق الضمانات. ولن يكون لصدور هذا القرار أي تأثير على إرادة ايران في مواصلة الاستفادة السلمية للطاقة النووية وتعميم خططها للتطوير النووي.
واضاف بأن ايران تعتبر الإجراء الذي اتخذته مؤخرا الترويكا الاوروبية في الاجتماع الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمثابة عمل يثير التوتر واستمرارا للسياسات الفاشلة والسلبية التي تنتهجها البلدان الغربية ومحاولات استغلال الآليات الدولية المتخصصة لأغراض سياسية وضد الدول المستقلة.
وتابع ان ايران وانطلاقا من الارادة الاستراتيجية في تطوير وتوطيد العلاقات البناءة على أساس المصالح المتبادلة لدول الجوار والمنطقة تحاول حل القضايا الإقليمية من خلال التشاور والحوار بمشاركة كافة دول المنطقة.
وفي الختام ،اثنى باقري كني على الجهود التي بذلت لتنظيم هذا الاجتماع ، متمنيا لهذا الاجتماع نتائج مثمرة ونجاحا متزايدا لجميع الزملاء الكرام من الدول العشر الحاضرة في الاجتماع.
انتهى**ر.م