ان هذا الواجب الشرعي اي البراءة من المحتلين، وعلى الرغم من أنه من الطبيعي أن يكون ظهوره في أرض الوحي وأيام الحج ، الا انه ليس حكرا على مناسك الحج ويوم محدد في شهر ذي الحجة،وهو من واجبات جميع المسلمين الذين يجب عليهم أن يعلنوا براءتهم على مدار العام وفي أي وقت مناسب من المحتلين الذين تعدوا على الأراضي الإسلامية أو سمحوا بظلم طائفة من المسلمين،وحتى لو أمكن فليحاولوا تقوية جبهة الحق وإضعاف جبهة الكفر والاستكبار بأقوالهم وأفعالهم.
لا شك أن هذا الواجب على مايبدو انه هذا العام قد اكتسب أهمية مضاعفة هذه الأيام من ناحيتين. الاولى، فان الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاشم تتصف بوحشية غير مسبوقة، بحيث ان التاريخ المعاصر لم يشهد باي بقعة من بقاع العالم استخدام هذا القدر من القسوة والجريمة ضد أرض وشعبها في مثل هذه الفترة الطويلة من الزمن.
ومن الناحية الثانية،فإنه من المؤكد أن الكيان الصهيوني لم يظهر قط طبيعته الهمجية في أذهان العالم كما اظهرها في هذه الأيام، ولا يوجد اليوم إنسان حر في العالم إلا ويعلن براءته من المجرمين الصهاينة ونصرته الشعب الفلسطيني المظلوم.
ويمكن رؤية هذا الوضع بكل وضوح اليوم في الدول الأوروبية وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية. ولذلك، فإن إعلان البراءة من المحتلين، الذين يتمثلون اليوم في الكيان الصهيوني،أصبح إلزاميا وذو أهمية أكبر من أي وقت مضى.
ان اليوم وقد استيقظ الضمير الإنساني من سباته العميق بعد مرور أكثر من سبعين عاما،واخذت شعوب العالم على مختلف انتماءاتها واعتقاداتها تتضامن مع الشعب الفلسطيني وترافقه بصرخته في وجه المستكبرين أكثر من أي وقت مضى.
وفي مثل هذا الوضع يجب على كافة المسلمين بمختلف مذاهبهم أن يكونوا صوت اهل غزة أكثر من أي وقت مضى وبأن يستفيدوا الى أقصى حد من هذا الدعم العالمي وبأن لا يدخروا جهدا لفضح جرائم الكيان الصهيوني الهمجية التي يرتكبها بحق اطفال ونساء وابناء غزة العزّل.
انتهى**ر.م