طهران/23 تموز/يوليو/ارنا- اليوم، يعد محور المقاومة مثالا ناجحا لوحدة الأمة ورمزا واضحا لتقارب الأديان الإسلامية في ميدان العمل. لقد أظهرت المقاومة الإسلامية في السنوات الأخيرة، وخاصة خلال الأشهر التسعة الأخيرة، مدى النجاح الذي يمكن أن تحققه في الوصول لوحدة الكلمة.

إن انجع وسيلة لمواجهة العدو والظلم التي أنشأها المناضلون والمجاهدون طوال السنوات والعقود الماضية في مختلف انحاء البلاد الاسلامية هي في الحقيقة دليل على وحدة الأمة الإسلامية واقتدارها.

وما يقوم به المجاهدون السنة والشيعة من تضييق الخناق عبر تشكيل دائرة النار حول كيان الاحتلال الصهيوني المزيف والمجرم،ينبغي أن ينظر إليه كنتيجة لتقارب وتآزر وتعاطف المجاهدين الإسلاميين مع بعضهم البعض.

إن حقيقة ما نراه اليوم من تلاحم في ساحة المقاومة هو احدى ثمارت الوحدة المباركة التي دعانا اليها القرآن الكريم في اياته :" قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى "﴿اية 46- سورة سبأ﴾.وعليه ، نرى أن حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن يتصدران طليعة الدفاع عن شعب غزة المضطهد، ويسطرون اروع ملاحم البطولة والنضال بتآزرهم المتين واتحادهم القوي وتعاونهم الفريد من نوعه مع اخوانهم السنة في حماس .

وعندما نتحدث عن هذه الوحدة التي تبعث على الاقتدار بين المجاهدين ،لا بد لنا من ذكر جذورها ونواتها الاولى التي تعود الى علماء السلف من الشيعة والسنة وبالطبع مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني (رض) وقائد الثورة الاسلامية الإمام الخامنئي(ادام الله ظله الوافر) ، والمناضلين المجاهدين في محور المقاومة بقيادة شخصيات مثل السيد حسن نصر الله وعبد الملك الحوثي وفي مقدمتهم الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني.

نعم، فالحقيقة اليوم،انه عندما يتم غزو وانتهاك منطقة من العالم الإسلامي، لا يسأل المقاومون المجاهدون عن دين أهل تلك المنطقة بل همهم الوحيد هو نصرة المظلوم ودفع العدو المعتدي. ومن المفارقات أن أعداء الإسلام  ومن بينهم الكيان الصهيوني المزيف ساهموا أيضا عن غير قصد في تعزيز هذه الوحدة الاسلامية.

كيف لا وان هذا الكيان الغاصب قد كان فعالا في خلق المزيد من التحفيز والتعاطف بين مختلف عناصر محور المقاومة نتيجة لجرائمه الشنيعة والهمجية والتي وضعته في موقف غير مسبوق من الضعف والإهانة والكراهية.

وبعون الله والنجاح المتزايد لمجاهدي محور المقاومة ودعوات الأمة الإسلامية في كل أنحاء العالم، سيدفن هذا الكيان الهمجي الغاصب قريبا في نفس القبر الذي حفره بنفسه.

انتهى**ر.م