طهران / 27 تموز/يوليو/ارنا- أعلنت هيئتان فلسطينيتان معنيتان بشؤون الأسرى، وفاة الأسير القيادي في حركة حماس، مصطفى محمد أبو عرة، في السجون الإسرائيلية، ليرتفع عدد المعتقلين الذين توفوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 19.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن نادي الأسير الفلسطيني (أهلية) وهيئة شؤون الأسرى (حكومي) فجر امس الجمعة.

وقال البيان: "استشهد المعتقل الإداري الشيخ مصطفى محمد أبو عرة (63 عاما) من بلدة عقابا بمحافظة طوباس (شمال الضفة الغربية)".

وأضاف أن أبو عرة "توفي بعد نقله من سجن ريمون الإسرائيلي إلى مستشفى سوروكا، جراء تدهور خطير طرأ على وضعه الصحي".

وأوضح البيان: أن "أبو عرة قيادي وأسير سابق تعرض للاعتقال مرات عديدة منذ عام 1990، متزوج وأب لسبعة من الأبناء وقد بلغت مجموع سنوات اعتقاله نحو 12 عاما وكان أحد مبعدي مرج الزهور في لبنان".

واعتقل أبو عرة من منزله في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وقبل اعتقاله كان يعاني من مشاكل صحية صعبة وكان بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة.

وأشار البيان إلى أن "أبو عرة واجه كما الأسرى كافة، جرائم وإجراءات غير مسبوقة منذ بدء حرب الإبادة (على غزة)، أبرزها جرائم التعذيب والتجويع، إضافة إلى الجرائم الطبية التي شكلت الأسباب المركزية لاستشهاد أسرى ومعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال".

واعتبر أن "القيادي الشيخ تعرض لعملية قتل بطيء نفذت بحقه منذ لحظة اعتقاله وحرمانه من العلاج وهذا يندرج في إطار حرب الإبادة المستمرة، وفي إطار عمليات القتل الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بقرار سياسي، وبتحريض علني من وزيره المتطرف الفاشي (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، الذي طالب بقتل الأسرى من إخلال إطلاق النار على رؤوسهم لحل مشكلة الاكتظاظ في السجون".

وبشأن حصيلة وفيات الأسرى، قال البيان: "باستشهاد المعتقل الشيخ أبو عرة فإن عدد الأسرى والمعتقلين الذين ارتقوا يرتفع إلى 19 وهم الشهداء الذين أعلن عن هوياتهم فقط، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في سجونه ومعسكراته".

بينما أكد أن "عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 بلغ 256، إلى جانب العشرات من الشهداء من معتقلي غزة ومن تم إعدامهم ميدانيا خلال حرب الإبادة".

بدورها، حملت حماس في بيان إسرائيل مسؤولية وفاة "القيادي مصطفى محمد أبو عرة، جراء تدهور وضعه الصحي بعد معاناته الطويلة مع المرض والإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له في سجون الاحتلال، في عملية اغتيال جبانة جديدة، تضاف لسجل الاحتلال الإجرامي بحق أسرانا".

ووعدت الأسرى الفلسطينيين "بالحرية القريبة والخلاص من سجون الظلم والإهمال الطبي والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرضون لها على مدار الساعة والتي تضاعفت وتصاعدت في ظل قرارات الحكومية الصهيونية الحالية".

وأكدت أن أبو عرة "يحمل سجلا وطنيا ودعويا واجتماعيا حافلا على مدار سنين عمره وتعرض فيها للملاحقة والإبعاد والاعتقال من قبل الاحتلال لمرات عديدة".

واعتبرت حماس "هذه الجريمة النكراء تندرج في إطار حرب الإبادة المستمرة وفي إطار عمليات القتل الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بقرار سياسي وبتحريض علني من وزراء الحكومة النازية".

وتؤكد مصادر فلسطينية رسمية وأهلية، أن إسرائيل تمارس "العزل والتجويع والإهمال الطبي" بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها، ضمن إجراءات "انتقامية وتنكيلية غير مسبوقة" منذ 7 أكتوبر 2023.

ومؤخرا، أكد محامون وحقوقيون حصولهم على شهادات توثق تعرض أسرى فلسطينيين لعمليات تعذيب وتنكيل ممنهجة في سجون إسرائيل، شملت التجويع والصعق بالكهرباء واعتداءات جنسية، فيما ظهرت علامات التعذيب ونقص حاد في الوزن على أسرى مفرج عنهم.

ومنذ 7 أكتوبر، صعد الجيش ومستوطنون إسرائيليون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة؛ ما أدى إلى مقتل 589 فلسطينيا وإصابة 5 آلاف و400 واعتقال 9 آلاف و800، وفق جهات فلسطينية رسمية.

وتتزامن هذه الاعتداءات مع حرب تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، على غزة ما أسفر عن أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء وأكثر من 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

انتهی**1426