طهران / 5 آب/اغسطس/ارنا- صرح القائم بأعمال وزير الخارجية الايراني علي باقري إن العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الإسرائيلي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية استهدف الاستقرار والأمن الإقليميين والدوليين، مؤكدا بان رد ايران على هذه الجريمة سيكون قاطعا وحاسما.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية الايراني بالإنابة علي باقري مع السفراء والدبلوماسيين ورؤساء الممثليات الأجنبية والدولية المقيمين في طهران، في وزارة الخارجية يوم الاثنين من أجل شرح وجهات نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن الهجوم الإرهابي الذي شنه الكيان الصهيوني وادى الى استشهاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في طهران فجر الاربعاء الماضي.

وشكر حضور السفراء ورؤساء المكاتب التمثيلية الاجنبية في طهران في هذا اللقاء، واكد على واجب ومسؤولية حكومات ودول العالم في عدم التزام الصمت تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها من اكثر القضايا ماساوية المتبقية من القرن الماضي والاحتلال والاستعمار الدموي لهذه الأرض واستمرار التهجير والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

وقال باقري إن المأساة المشينة التي شهدتها فلسطين المحتلة خلال الأشهر العشرة الأخيرة ليست فقط نتاج قسوة وغطرسة كيان احتلالي وعنصري ، بل هي أيضا نتيجة "الشعور بالإفلات من العقاب" لدى المجرمين، استنادا إلى الدعم اللامحدود الذي يتلقاه من جانب اميركا وعدد من الدول الغربية، و"اللامبالاة" المفروضة على المجتمع الدولي والعلامة الواضحة على ذلك هي إحجام أو عدم قدرة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمؤسسات الإقليمية والدولية الأخرى على اتخاذ إجراءات فعالة لوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين.

*اغتيال هنية جزء من مشروع الابادة الجماعية للفلسطينيين

واعتبر مسؤول جهاز الدبلوماسية الايرانية جريمة كيان الاحتلال الإسرائيلي، باغتيال إسماعيل هنية، جزءا من مشروع الإبادة الجماعية للفلسطينيين في اغتيال النخب والقيادات السياسية والفكرية والعلمية والثقافية لفلسطين داخل الأراضي المحتلة وخارجها، واشار الى "القائمة السوداء الطويلة للاغتيالات التي قام بها الكيان الإسرائيلي في مختلف البلدان، وذلك على شكل الترويج للإرهاب ونشر الفوضى والقتل، على مدى 80 عاما وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دون أدنى شك، تعتبر العصابة الإجرامية الحاكمة في فلسطين المحتلة مسؤولة عن جريمة اغتيال الشهيد هنية.

*اغتيال هنية استهدف الاستقرار والامن الاقليميين والدوليين

وقال باقري: إن العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الإسرائيلي باغتيال الشهيد هنية استهدف الاستقرار والأمن الإقليميين والدوليين، وان هذا الكيان يعتبر السبيل الوحيد لبقائه واستمراره هو اثارة الحرب ونشر الصراع بين دول المنطقة وبين الفلسطينيين.

وتابع القائم بأعمال وزير الخارجية: لا ينبغي اعتبار جريمة اغتيال إسماعيل هنية في طهران والاغتيال المتزامن لفؤاد شكر في بيروت جرائم منفصلة عن مسار التطورات في فلسطين المحتلة والمنطقة، بل تتماشى مع الاغتيالات العديدة من قبل هذا الكيان في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا ونابعة من ايديولوجية مؤسسي وحكام كيان الاحتلال الذين يعتبرون القتل والإرهاب أمرا مبررا ومقدسا.

وأشار مسؤول الجهاز الدبلوماسي إلى أن الشيخ إسماعيل هنية كان شخصية بارزة وعظيمة في العالمين الإسلامي والعربي، وحافظا للقرآن الكريم وشجاعا ، وان اغتياله الجبان مثال واضح على القتل التعسفي والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان واضاف: ان إسماعيل هنية اغتيل في أراضي جمهورية إيران الإسلامية بينما كان يحل عليها ضيفاً رسمياً للمشاركة في حفل اداء اليمين الدستورية للرئيس الايراني المنتخب.

*تنفيذ عملية الاغتيال في اراضي الجمهورية الاسلامية انتهاك لسيادتها الوطنية...رد ايران سيكون قاطعا وحاسما  

واضاف: ان قيام الكيان الصهيوني باغتيال الشهيد هنية يعد في الواقع اعتداءً غير مبرر وغير قانوني وانتهاكاً للسيادة الوطنية لجمهورية إيران الإسلامية. وان هذا العمل الإرهابي استنادا إلى طبيعته وخطورته وآثاره لا يقل عن الاستخدام غير المشروع للقوة، ومن الواضح تماما أن مثل هذا العدوان لا يمكن أن يمر دون رد، والجمهورية الإسلامية مسموح لها ويحق لها الرد للدفاع عن مصالحها وسلامة أراضيها وحقوقها السيادية، وسيكون جوابنا قاطعا وحاسما.

*فشل مجلس الامن في استهجان الجريمة

وفي إشارة إلى فشل وعجز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن إصدار ولو بيان بسيط يستهجن العمل الإرهابي والعدواني الذي قام به الكيان الصهيوني، قال باقري إن دعم اميركا وبريطانيا وفرنسا غير المشروط للكيان الإسرائيلي هو أحدى العقبات الرئيسية أمام فاعلية الأمم المتحدة منذ عقود فيما يتعلق باحتلال فلسطين، وأكد: من الواضح، في مثل هذه الحالة، ان المسؤولية والواجب السيادي لجمهورية إيران الإسلامية تجاه امنها القومي وسلامة اراضيها، يستوجب وفقًا لتقديرها، الرد بشكل مناسب على هذا المغامرة الخطيرة والعدوانية.

انتهى ** 2342