ورأى البيان أنّ "ثورة الإمام الحسين (ع) في مواجهة الاستبداد، وشهادته مع أهل بيته وأصحابه في كربلاء، ستبقى حدثاً أساسياً في التاريخ الإنساني، يلهم الفكر الحر ويدفع إلى العمل المخلص والتضحية من أجل تحقيق العدالة للبشرية كلها، وهو ما نطالب به للشعب الفلسطيني".
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى "بذل كل الجهود لوقف حرب الإبادة الصهيونية، ومعاقبة كل المسؤولين عنها، من خلال متابعة الدعاوى القانونية ضد المجرمين الصهاينة، وإقامة دعاوى جديدة في المحاكم الدولية والمحلية".
وأكد البيان أنّ "أي تعامل مع الكيان الصهيوني، تحت أي عنوان وفي أي مجال، يصل اليوم إلى مستوى الشراكة معه في جرائمه الوحشية"، داعياً إلى "قطع كل أشكال الارتباط بهذا الكيان المجرم".
ورأى البيان أنّ "صمود غزة وتضحياتها أعادت توحيد صفوف أحرار العالم في مواجهة الاحتلال"، وهو ما تجلى في "المظاهرات التي عمت مختلف دول العالم، والاحتجاجات المميزة لطلاب الجامعات"، مشدداً على ضرورة "استثمار هذه المواقف المهمة لمصلحة تحقيق العدالة الإنسانية في كل العالم، وخصوصاً في فلسطين".
وأكد المشاركون في المؤتمر، في البيان الختامي، أهمية استمرار مساندة الشعب الفلسطيني في كل الجبهات، معربين عن "تقديرهم الجهات التي دعمت وساندت"، وداعين "جميع القادرين إلى تقديم كل أشكال الدعم، مادياً ومعنوياً، والتي تتأكد أهميتها بعد انتهاء العدوان، وفي مقدمتها متطلبات إعادة الإعمار ومعالجة الجرحى".
وأعرب المؤتمر، في بيانه الختامي، عن تقديره الموقف العراقي المشرّف إلى جانب قطاع غزة، شعبياً ورسمياً، خلال معركة طوفان الأقصى، وخصوصاً الرؤية المبدئية للمرجعيات الدينية على اختلاف مذاهبها.
وتخللت المؤتمر كلمة لعضو شبكة الجامعات من أجل فلسطين، أستاذ علم الاجتماع في جامعة سرقسطة، دانيال فرانكو، أكد فيها أنّ القضية الفلسطينية هي قضية الإنسان في كل مكان، وأن فلسطين أظهرت لنا جميعاُ، وخصوصاً شعوب أوروبا، أي عالم نعيش فيه.
ورأى فرانكو أن قادة "الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو وإسرائيل يمثلون العنصرية"، وأن "فلسطين تجمعنا من اجل الحقيقة".
وروى الجريح عبد الله زكي عبد الله، الذي فقدَ عائلته وأطفاله أمام عينيه من جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قصة صموده، في الجلسة الختامية لفعاليات مؤتمر نداء الأقصى الدولي الثالث، متسائلاً: "أين الإنسانية في هذه الأرض أمام ما يحدث في قطاع غزة؟"، ومناشداً أصحاب الضمائر الحية في العالم بذل كل ما يمكن لإنقاذ قطاع غزة.
وأكدت رئيسة جامعة الزهراء، الدكتورة زينب السلطاني، في كلمتها، أن المرأة تدرك أنّ معاناة المرأة الفلسطينية ليست معاناة فردية، بل معاناة كل امرأة مسلمة وكل ضمير إنساني حي.
وكان المؤتمر عُقِدَ في نسخته الثالثة في مدينة كربلاء، برعاية الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، وبتنظيم من الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، تحت شعار "من معركة الطف إلى طوفان الأقصى.. انتصار الإرادة على الطغيان".
ومع اختتام المؤتمر أعماله، يبدأ موكب "نداء الأقصى" الثالث على طريق المشاية بين مدينتي النجف وكربلاء، والذي يستمر حتى اليوم الأربعين من شهر محرم، عند العَمود رقم 833، الذي يرمز إلى المسافة بين كربلاء والقدس المحتلة، ويشارك فيه عشرات الناشطين من فلسطين ومختلف دول العالم.
انتهى ** 2342