وأرجع "عماد خشمان" في حوار خاص مع وكالة "شهاب" للأنباء، ذلك إلى "حجم التماسك في الميدان والقدرة على إدارة المواجهة واستهداف العدو وارتفاع وتيرة هذا الاستهداف إلى جانب الإلتفاف الشعبي حولها، وايضاً دعم محور المقاومة لها في إطار وحدة الساحات وجبهات المساندة من الجمهورية الإسلامية في إيران مروراً باليمن والعراق وسوريا وصولاً إلى المقاومة الإسلامية في لبنان".
وأوضح: أن جبهات المقاومة زادت من حدة المواجهة وتعقيداتها وصعوبة تحقيق العدو لأية إنجازات حقيقية، مضافاً إليها الإمكانيات التسليحية واللوجستية المتوافرة بين أيدي المقاومين والتي تم العمل عليها لسنوات طويلة جدا وبروز ما هو جديد منها بدأنا نراه في مواجهات الأيام الماضية لم نشهد استخدامها من قبل.
وقال: كل هذا يؤكد بقاء قوة هذه المقاومة عدة وعددا وقدرة على إدارة الميدان وانتقاء الأهداف وتوزيع المهام والأدوار ناهيك عن الشجاعة والإقدام والاستعداد للتضحية والاستشهاد لدى المقاومين بالاشتباك من النقطة صفر.
وبين: أن هذا ما أقر به العدو بنفسه، على لسان ضباط وقيادات عسكرية وأمنية حالية وسابقة أكدت أن "حماس تحديدا لم تخسر سوى ما يقارب الـ 20 % من قواتها والحديث عن تفكك كتائب أو إنهائها إنما هو محض كذب لا دليل عليه وبروباغندا إعلامية يستهدف بها الجمهور الإسرائيلي وفضحتها وتيرة المواجهات في الميدان.
ووفق خشمان، فإن حجم القدرة النارية لدى المقاومة والإدارة والسيطرة التي أظهرتها في الميدان وقدرتها على جمع المعلومات الاستخبارية من خلال رصد ومتابعة لحركة العدو وتموضعه واستهدافه لاحقاً أرست قناعة لدى الأمريكي ومن معه وقبل الجميع لدى العدو الإسرائيلي بأن "الأمور قد وصلت إلى نهاية الخط ولا انجازات تذكر في إطار تحقيق أهداف الحرب".
وأضاف أنه "على الرغم من الدعم المتواصل واللا متناهي وبكافة أشكاله والمهل الزمنية المعطاة لهذا الطاقم السياسي والعسكري عند العدو، لم يستطع من خلالها تحقيق أي من أهدافه المعلنة من تدمير لحماس أو استعادة للأسرى وأن جلّ إنجازاته هي قتل للأبرياء من المدنيين وتدمير البنية التحتية للقطاع ولكل أشكال الحياة فيه والتي يتحمل مسؤوليتها كاملة الإدارة الأمريكية وحلفائها.
ويعتبر أن الإدارة الأمريكية ربما تحاول تحقيق وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى خاصة مع وجود عدد منهم من حاملي الجنسية الأمريكية، لتسييل هذا الأمر والإستفادة منه شعبياً في الحملة الانتخابية الرئاسية القائمة حالياً بالولايات المتحدة.
وأشاد الكاتب اللبناني بأنفاق المقاومة في غزة والتي "عملت لسنوات في إعدادها وتحصينها تحت الأرض وأبدعت في هندستها وتوزيعها وامتداداتها، مما صعب على العدو كشفها أو استهدافها والسيطرة عليها وفق اعترافاته".
وقال: "هذه الأنفاق منها ما هو ذو دور تكتيكي وآخر استراتيجي"، مبينا أنها مازالت تشكل مجالاً حيوياً لحركة المقاومين في عبورهم التحت أرضي وحركتهم واستهداف تجمعات العدو بطريقة ناجحة، على الرغم من المحاولات الفاشلة من قبل العدو والتي كانت تؤدي لمقتل الجنود أو تدمير الأماكن المكتشفة بالقوة المهاجمة من تفجير عين النفق أو استدراج القوة إلى داخل الأنفاق وقتل أفرادها والقضاء عليها.
ووفقا لـ"خشمان"، في المحصلة لم يسجل للعدو السيطرة أو تدمير لأي نفق إلا ما كان قد أصبح خارج الخدمة أو أدى ما هو مطلوب منه في المراحل الأولى واللاحقة من الحرب وبقي الكثير منها حتى الآن وباعتراف العدو يشكل للمقاومين ملاذاً ومكاناً لإدارة العمليات وحفظ القدرات اللوجستية للمقاومة.
وأشاد بما تقوم به المقاومة وإعلامها العسكري من توثيق للضربات التي يوجهها المقاومون لقوات العدو وقال: "لا يجب أن ننسى أثرها النفسي والمعنوي على جنود وضباط العدو وعلى قطعان المستوطنين أنفسهم كجزء من الحرب الدائرة مع الاحتلال".
ولفت إلى ما يتداوله الإعلام العبري أو الأجنبي عن صعوبات تواجه قوات الاحتلال بسبب ضراوة المواجهة وثبات المقاومة ومناورتها المرنة في ضرب العدو والاختباء، إذ "جعلت من بقاء قوات العدو فيها من الصعوبة والقساوة ومتسببة بالمزيد من الخسائر".
وذكر خشمان أنه ليس خفياً على مسؤولي البنتاغون في أميركا هذا الأمر، فهم يتابعون تفاصيل الحرب والقتال في غزة بشكل مباشر وميدانيا ومن اللحظات الأولى ويرون بأعينهم حجم الصعوبات والأزمات التي يعاني منها العدو في السيطرة والقدرة على البقاء.
وأكد خشمان أن الاحتلال "الإسرائيلي" لا يفهم مصطلح "الدبلوماسية" إلا إذا كانت لصالحه، مستدركا: "لكن أمام العجز والهزيمة بدأنا نسمع منهم مصطلح الدبلوماسية ولكن المغمسة بدماء الأبرياء".
وقال: ما يرتكب يومياً من مجازر وقتل وتدمير تؤكد دبلوماسيتهم الإجرامية والتي تستخدم للتغطية على مجازرهم وجرائمهم بحق الشعب الفلسطيني وتبريرها بشكل وقح، وإن إخضاع العدو وهزيمته في الميدان وقبوله بشروط المقاومة لوقف العدوان هو السبيل الوحيد الممكن لاستعادة الأسرى على الأقل أحياء أو بالحد الأدنى ممن بقي منهم حيا.
انتهی**1426