واشار حجازي في مقابلة خاصة مع وكالة ارنا الى نشر الإعلام الحربي في حزب الله منذ أيام فيديو حمل عنوان"جبالنا خزائنا"، عرض من خلاله منشأة "عماد 4"،
وقال: إن رسائل الردع التي حملها فيديو "عماد 4" وصلت للعدو، كما شكل التوقيت في نشر الفيديو حالة من الإرباك لدى الداخل الصهيوني الذي يعيش أزمة وجود.
وفي هذا السياق تناول الاستاذ حجازي هذا الموضوع في محاور عدة منها أهمية التوقيت في نشر الفيديو وقال: لاشك أن توقيت عرض الفيديو الذي عرضته المقاومة يحمل من الإشارات والأهمية أمور كثيرة، يأتي في ذروة تصعيد قائم على الجبهة، ويأتي في ذورة انتظار الاحتلال للرد من قبل المقاومة في لبنان والجمهورية الإسلامية في ايران على الاغتيالات التي قام بها العدو (فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت واسماعيل هنية في طهران)، وهذه القضية قابلها بالتهديدات بأنه سيقوم بالردود بالمقابل، تأتي رسائل الفيديو للقول للعدو بأنه لا العمليات الوقائية ولا الإستباقية ستؤدي إلى نتيجة.
المستوطنون يعيشون بقلق وخوف
هذا وأشار المختص في الشؤون العبرية إلى أثر الفيديو على الرأي العام في الداخل الصهيوني حيث قال :"من الواضح أن الفيديو بما حمله من رسائل ترك أثرا على المجتمع الصهيوني بشكل عام، على المستوى الشعبي وعلى المستويات الرسمية، كما كان له تأثير كبير على معنويات الإسرائيليين الذين شعروا بأن لدى المقاومة امكانيات لا يمكن كسرها وبأنها تحتفظ بهذه الإمكانيات، والتي تستطيع من خلالها أن تصيب العمق الصهيوني، وأن تحدث أضرار كبيرة ودمار كبير في الجبهة الداخلية الصهيونية.
واستطرد الاستاذ حجازي بالقول: لا شك أن هذه القضية (عماد4) وجهة رسالة مباشرة للرأي العام الصهيوني بأن عليكم أن تضغطوا على حكومتكم حتى لا تتورط في حرب من هذا النوع، لأن أي تورط في حرب من هذا النوع ستكون مكلفة وسيدفع المستوطنين ثمنها الكبير ولن تنفعهم لا القدرات العسكرية الهائلة ولا القدرات التكنولوجية ولا القدرات الإستخباراتية على التعامل مع هذا النوع من التهديد وأن المقاومة جاهزة للذهاب إلى نهاية المطاف في حال صعد الإحتلال من إعتداءاته.
واضاف: وبالتالي نعم كان له أثر رادع على المستوى الشعبي وأثارت القلق والخوف عند المستوطنين وتؤكد لهم أن المقاومة سترد بكل طريقة ممكنة وبأقصى الإمكانيات على أي إعتداء هذه المسألة تفرض نفسها على النقاش العام داخل كيان الإحتلال، وتؤكد أن المقاومة قادرة على أنتستعمل هذه الإمكانيات بشكل مؤذي وفعال."
اعلام العدو يتحدث عن رسائل "عماد4
وعن تعامل الإعلام العبري مع رسائل الفيديو قال الاستاذ حجازي: "تعامل المستوى الإعلامي الصهيوني بإهتمام كبير مع فيديو "جبالنا خزائننا"، حيث قام بتحليله ودراسته وبتحليل الرسائل التي حملها.
واوضح: الكثير من المحللين والخبراء ممن تحدثوا عبر شاشات إعلام العدو وعبر المواقع الصهيونية، أكدوا على أهمية الرسائل التي حملها الفيديو للعدو، وبأنها رسائل رادعة وتعبر عن ما لدى المقاومة من إمكانيات، وأن هذه الرسائل ستترك أثرها على المستوى السياسي والمستوى العسكري مع الإحتلال وستترك أثار أيضا على المستوى العام في داخل الكيان الصهيوني.
ولفت الى أنها جزء من الحرب النفسية التي تستند على أسس واقعية، ليست حرب من دون أرضية صلبة إنما حرب نفسية تمتلك أرضية صلبة من الإمكانيات الكبيرة لدى المقاومة وأن على الإحتلال أن يكون حاضر وجاهز ومستعد لمواجهة تحد من هذا النوع وهذه المسألة تترك أثرها من خلال تعزيز الرسالة على المستوى الإعلامي لجهوزية المقاومة وإمكانياتها."
قادة العدو عاجزين عن اتخاذ قرارات واضحة
إلى ذلك قال الأستاذ حسن في تحليله لرسائل فيديو "جبالنا خزائننا": "على المستوى السياسي والعسكري ركز قادة الجيش والخبراء الصهاينة بشكل كبير على موضوع الفيديو وما حمله من رسائل واعتبروا بحسب مصادر الجيش أن هذه المسألة تعتبر تحديا كبيرا أمام الجيش وعلى المستوى السياسي أمام القادة السياسيين العاجزين عن اتخاذ قرارات واضحة وحاسمة.
واضاف: من يريد اتخاذ القرار سواء على مستوى الجيش أو على المستوى السياسي بالمواجهة في الشمال عليه أن يأخذ المعطيات التي حملها فيديو عماد 4 بعين الإعتبار، عليه أن يدرك أنه هناك منشآت محصنة لا يمكن الوصول إليها وأن هناك صليات صاروخية ستطلق من لبنان باتجاه العمق الصهيوني وستكون كثيفة ومدمرة .
واوضح: هذه القضية ستترك أثرها على الحسابات السياسية والعسكرية. من يريد التصعيد ومن يريد المغامرة بإتجاه لبنان عليه أن يدرك أن المقاومة جاهزة ولديها من الإمكانيات المدمرة التي لا يمكن الحد منها أو ضربها أو تقليصها وبالتالي أي قرار سيتخذ يجب أن يأخذ هذه المسائل بعين الإعتبار."
المقاومة تخوض حرب نفسية على العدو
هذا وأشار المحلل حسن حجازي بما يرتبط بالحرب النفسية على العدو إلى أن: "الجانب المتعلق بالبعد النفسي اعتبره العدو جزء من الحرب النفسية التي تخوضها المقاومة على الإحتلال، والتي تحمل رسائل واضحة تريد خلق وعي جديد، يذكر أن هذه المسألة تعلب على الوعي وتجعل الإحتلال والمستوطنين يحسبون ألف حساب، وبطبيعة الحال هذه المشاهد بما حملت من صور واضحة ودليل على انفاق ضخمة وامكانيات صاروخية كبيرة وشاحنات وغيرها خضعت للتحليل.
وصرح: وهي رسائل بصرية واضحة تترك أثار نفسية ومعنوية بأن المقاومة هي مقاومة مقتدرة وأن تهديداتها وجهوزيتها واستعداداتها ليت من فراغ إنما تستند إلى أرضية واقعية وإمكانيات حقيقية ستلعب دورا أساسيا في التأثير على مسار الحرب وإستهداف الجبهة الداخلية لا شك أن هذه المسألة تركت أثرا نفسيا كبيرا وهو زيادة حالة الخوف والذعر عند الصهاينة كما زادت من حالة القلق والترقب عند القادة في الجيش وعلى المستوى السياسي. من دون شك أن هذه القضية لها أهمية كبيرة على هذا المستوى."
"العدو يكذب حول إنجازاته"
وحول تصريحات قادة العدو قال:"يسعى قادة العدو دائما للحديث عن إنجازات حققوها على الصعيد الميداني وفي المواجهة مع المقاومة لكن الحديث عن هذه المنجازات لا تعكس نفسها على أرض الواقع، قد يكون العدو تمكن تدمير بعض المنشآت أو إغتيال بعض القادة أو إستهداف عناصر من المقاومة ولكن أداء المقاومة على الأرض لم يتغير، ومشهد هذه المنشأة يؤكد على أن الإحتلال سيكون عاجز عن تدمير هذه الإمكانيات وبأنه كل التصريحات التي أطلقت بأننا (العدو) سيدير معركة دائمة وبأن حزب الله سيدفع خسائر كبيرة وأنا لدينا القدرة على التدمير وأننا دمرنا جزء من الإمكانيات لدى المقاومة ليست بالمواقف الواقعية، وخصوصا ما أشار إليه يواف غالانت بأنه تم استهداف جزء كبير من عناصر حزب الله وجزء منهم فرو وجزء منهم مختبئين، هذا الكلام غير صحيح.
وشدد بالقول: فالمقاومة ناشطة لديها امكانات هائلة تعمل على تطويرها وحمايتها، من دون شك أن هذه المسألة ستكون لها تداعياتها على العدو الذي سيشعر عدم الثقة بقدرته على تحقيق منجزات حقيقة أو تغيير في الوقائع وأن المقاومة أخذت بالحسبان كل ما يمكن أن يلجأ إليه الإحتلال ولجأت إلى نقل نوعية في بناء إمكانياتها في مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية."
قوة حزب الله الرادعة
وإجابة على سؤال هل يشكل عرض الفيديو بما يحمل من رسائل قوة ردع للعدو أكد الأستاذ حسن على أن:" نشر الفيديو هو عامل ردع، عندما تقول المقاومة أن إمكانياتها ستبقى محفوظة، وأن المقاومة قادرة على استخدام هذه الإمكانيات لوقت طويل وأن هذه الإمكانيات محصنة تحت الأرض، وأنه على الإحتلال أن ينسى ولا يفكر في قدرته على ضرب إمكانيات المقاومة المحصنة والمحمية جدا وبالتالي لن يستطيع الإحتلال إحتواء المعركة ومهما إمتلك من بنك أهداف لن يستطيع ضرب هذه الإمكانيات وهو سيتعرض طوال فترة الحرب إلى الإستهداف وإلى خسائر كبيرة وإلى ضربات في العمق من دون أن يعلم العدو كيف سيواجه هذه الإمكانيات التي ستبقى محفوظة بشكل دائم.
والإحتلال لا يدرك حجم هذه الإمكانات وإمتدادها وما تمتلكه المقاومة من قدرات وهذا (منشأة عماد 4) جزء من ما تملكه المقاومة، ربما هناك منشآت أكبر وأخطر لم تعرض أمام وسائل الاعلام، هذه القضايا من دون شك لها تأثير كبير على إرادة القتال لدى العدو على قدرة العدو على خوض المواجهة وقدرته على الإستمرار في المواجهة، وبالتالي هي من أهم عوامل الردع التي ستجعل الإحتلال يفكر مليا إن أراد شن هجوم ضد لبنان.
وأشار إلى أن الخطوة التي قام بها حزب الله هي خطوة رادعة، وهي تؤكد أن المقاومة لديها الجهوزية لتلقي الكثير من الضربات، وأن تواصل تحديث إمكانياتها، ولن يكون لسلاح جو العدو وأجهزة الإستخبارات القدرة على كشف هذه المنشأة التي يمكن أن تكون جزء من سلسلة منشآت أخرى من هذا النوع.
وقال: فالاستخبارات عاجزة عن اكتشاف مكان هذه المنشآت، إضافة إلى أن سلاح الجو بكل ما يملك من إمكانيات هو غير قادر على تدمير هذه الأنفاق في العمق وبالتالي المقاومة ستكون قادرة على العمل طوال فترة الحرب، وستكون قادرة على إستهداف المستوطنات في العمق الصهيوني وعلى فترات طويلة دون أن يمنعها شيء من ذلك. هذا الأمر ينظر إليه الإحتلال بخطورة وسيفرض نفسه على طريقة رد الإحتلال في أي عدوان قد يشنه على لبنان بعد رد حزب الله ورد المقاومة على عملية إغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر."
انتهى**