طهران / 25 آب/اغسطس/ارنا- قال الرئيس السوري في خطابٍ له أمام مجلس الشعب، بمناسبة افتتاح الدور التشريعي الرابع للمجلس: إن الجمهورية العربية السورية هي "ساحة من ساحات الصراع في العالم"، لافتاً إلى أنه في ساحات كهذه "نكون أمام خيارين، إما أن نتأثر فقط أو نؤثر ونحقق توازناً".

وشدد "بشار الأسد" على أنه بهدف أن يكتمل هذا التوازن، يجب "العمل بجد والبحث عن حلول ورفض الخضوع للإحباط والاستكانة للظروف والعمل على تغييرها".

تحية إلى المقاومة

ووجه الرئيس الأسد تحيةً إلى الجولان المحتل، لافتا إلى أن أبناءه "قدموا الكثير من العبر وبرهنوا أن غياب السيادة عن أرضه لا يعني سقوط الوطنية من وجدان شعبه"، مشددا على تأكيدهم أن الوطنية ليست مظهراً ولا ادعاء، بل انتماء متجذرا ووفاء وولاء.

كما أشار إلى إن الإصرار والإيمان والإرادة الفلسطينية هي التي كسرت ثقة الكـيان الإسرائيـلي بمستقبل وجوده، حيث "قدمت غـزة مثالاً أعاد إلى الأجيال صحوتها، فبدأت ترى وتقرأ الواقع بطريقة مختلفة عما عمل عليه الغرب لقرون طويلة"، فـ"أسقطت ساعات من البطولة وأشهر من الصمود، عصوراً من الوهم".

وأرسل الرئيس السوري تحية إلى المقاومين في فلسطين ولبنان والعراق واليمن، الذين يمثلون "قدوة ونموذجا ومثالاً نقتدي به في طريق التحرير والكرامة والشرف والاستقلال".

العلاقة مع تركيا: ضرورة إصلاح ما يمكن إصلاحه

كما تناول الرئيس الأسد  في خطابه العلاقة بين سوريا وتركيا، قائلاً: إن "اللقاءات التي جرت خلال السنوات الماضية بشأن العلاقة مع تركيا لم تحقق أي نتائج"، إلا أن "الوضع الرهن المتأزم عالمياً، يجعل من الضرورة العمل بشكلٍ أسرع لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعيداً عن آلام الجروح".

وأوضح الرئيس الأسد أن "السيادة والقانون الدولي تتوافق مع مبادئ كل الأطراف الجادة في استعادة العلاقة" وأن "مكافحة الإرهاب والانسحاب من الأراضي السورية، مصلحة مشتركة للطرفين".

وأشار الرئيس الأسد إلى أن "أولى المبادرات مع تركيا كانت منذ 5 سنوات، أو أكثر بقليل، وتخللتها عدة لقاءات بمستويات مختلفة"، مذكراً بأن سوريا لم تحتل "أراضي بلد جار كي تنسحب منها ولم تدعم الإرهاب كي تتوقف عن الدعم"، ولذلك "فالحل هو المصارحة وتحديد موقع الخلل".

وحدد الرئيس السوري متطلبات استعادة العلاقة بـ"إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها، والحفاظ على الحقوق السورية وتحديد مرجعية تستند إليها المفاوضات لضمان نجاحها وضرورة انسحاب تركيا من الأراضي التي تحتلها ووقف دعمها للإرهاب".

وأوضح أنّ "المشكلة لا تكمن في اللقاء، وإنما في مضمونه"، لافتاً إلى أن طرح اللقاء "قد يكون مهماً، كونه وسيلة لتحقيق هدف، لكننا لم نسمع ما هو الهدف، وما هو حل المشكلة". 

انتهی**1426