طهران / 29 آب/اغسطس/ارنا- صرح سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، امير سعيد ايرواني أن الولايات المتحدة تواصل استخدام العقوبات الأحادية اللاإنسانية كأداة للعقاب الجماعي للشعب السوري، داعيا الى الازالة الفورية لهذه الاجراءات الضارة وإلغاء العقوبات.

وقال أمير سعيد إيرواني، السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، في اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط وسوريا: إن الوضع الإنساني في سوريا خطير. لا تزال الأوضاع مزرية ولا يزال الشعب السوري يعاني من مشاكل اقتصادية حادة. وأدى تسييس المساعدات الإنسانية وعرقلة الدعم الدولي لإعادة إعمار سوريا، وخاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، إلى استمرار الصراع وتصاعد معاناة الشعب السوري.

وصرح سفير إيران لدى الأمم المتحدة: بالإضافة إلى ذلك، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية استخدام العقوبات الأحادية اللاإنسانية كأداة للعقاب الجماعي للشعب السوري. هذه الأعمال غير القانونية تخلق مشاكل غير ضرورية وتمنع تحسن الوضع في سوريا.

وأكد كبير الدبلوماسيين الايرانيين في الأمم المتحدة: إن جمهورية إيران الإسلامية تطالب مرة أخرى بالإزالة الفورية لهذه الاجراءات الضارة. ويجب رفع هذه العقوبات كالتزام قانوني وضرورة أخلاقية. وبالمثل، فإن توفير المساعدة الإنسانية المحايدة وغير السياسية لجميع المناطق في سوريا أمر حيوي لإنقاذ الأرواح.

وأضاف ايرواني: يجب إعطاء الأولوية لمشاريع التعافي المبكر لتوفير الدعم الشامل ومساعدة المجتمعات على إعادة البناء. إن تسهيل إعادة إعمار سوريا وضمان العودة الآمنة للاجئين والنازحين داخلياً إلى أماكن إقامتهم الأصلية يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من أي حل شامل للصراع الحالي في سوريا.

وتابع: لا يجوز استغلال مصالح ملايين اللاجئين السوريين لأغراض سياسية لبعض الدول. وتأخير عودتهم لا يؤدي إلا إلى إطالة معاناتهم ويشكل عبئا إضافيا على الدول المجاورة.

وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة: الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقبل قرار الحكومة السورية بتمديد وصول الأمم المتحدة إلى معبري باب السلام والراعي لمدة ثلاثة أشهر أخرى، حتى 13 تشرين الثاني/نوفمبر، فضلاً عن تمديد السماح بالوصول إلى معبر باب الهوى لمدة ستة أشهر أخرى، وهو ما تم منحه الشهر الماضي، وهو أمر مرحب به.

وتابع إيرواني: تدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة عدوان الكيان الإسرائيلي المستمر على سيادة سوريا وسلامة أراضيها، باستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، فضلا عن استمرار احتلال هذا الكيان للجولان السوري.

وأضاف: إن الأنشطة التدميرية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي في المنطقة تشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين. بدعم قوي من الولايات المتحدة الأمريكية والدعم السياسي من المملكة المتحدة، يواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم حرب وجرائم منهجية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وانتهاك سيادة وسلامة أراضي لبنان دون أي عقوبة.

وقال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: "يجب على مجلس الأمن دون أدنى شك أن يدين الكيان الإسرائيلي المارق لأنشطته الشريرة في المنطقة وأن يتخذ إجراءات حاسمة لإجبار هذا الكيان الإرهابي على إنهاء احتلاله للجولان السوري، ووقف جميع أعماله الإرهابية و العدوان والإرهاب ضد سوريا ولبنان وإنهاء حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.

وأكد سفير إيران لدى الأمم المتحدة: نتفق مع رأي مندوب الجمهورية العربية السورية بأن أي حل سياسي يجب أن يشمل إنهاء الوجود غير القانوني لقوات الولايات المتحدة الأمريكية، ووقف استغلالها للموارد السورية، وإنهاء دعمها للجماعات والميليشيات الإرهابية. إن الهجمات وأعمال العنف الأخيرة التي ارتكبتها الميليشيات والجماعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة ضد المدنيين الأبرياء في دير الزور والحسكة ومناطق أخرى في شرق وشمال شرق سوريا تثير القلق.

وذكّر إيرواني: الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بالحل السياسي للأزمة السورية. نحن ندعم جهود الممثل الخاص ونقدر مشاركته النشطة مع جميع الأطراف المشاركة في حل هذا الصراع. وتؤيد إيران بقوة الاستئناف السريع لاجتماعات اللجنة الدستورية والجهود المبذولة لعقد الجولة التاسعة من المفاوضات الدستورية في بغداد بالعراق، والتي تحظى بدعم معظم الأطراف.

وأضاف: بالإضافة إلى ذلك، تواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى جانب شركائها في صيغة أستانا، روسيا وتركيا، جهودها لتحقيق التطبيع طويل الأمد في سوريا. وفي هذا الصدد، نؤيد بشكل كامل استئناف الحوار السوري التركي وندرك أهميته في هذه الجهود الأوسع.

كما قال ايرواني عن مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية عن الوضع الحالي في سوريا والمنطقة: إن الوجود غير القانوني لقوات الولايات المتحدة هو المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار وانعدام الأمن في سوريا، وهو ما يوفر الغطاء اللازم للمجموعات الإرهابية لشن هجمات على سوريا وتعزيز موقفهم وارتكاب المزيد من الجرائم. وهذا الوجود غير القانوني ينتهك سيادة سوريا وسلامة أراضيها، والقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2254 (2015). إن ادعاء مكافحة الإرهاب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبرر هذه الانتهاكات الجسيمة.

وأضاف سفير إيران لدى الأمم المتحدة: بدلا من اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية هذه الانتهاكات، وفي الوقت نفسه، تدعم الكيان الإسرائيلي وتزوده بالمساعدات العسكرية والاستخباراتية والمالية والدعم الدبلوماسي ليواصل جرائمه الفظيعة ضد الشعوب الأخرى في المنطقة.

اانتهى ** 2342