من يقول ان الحرب لم تتسع بعد فهو مخطىء فطبولها تصدح في انحاء المعمورة، وعلى الرغم من ان محور المقاومة وقادته وشعبه ليسوا من دعاة الحرب ويسعون دائما الى لجم همجية الصهاينة وكبح توسع اجرامهم الا ان الشر الصهيوني المتعطش للدماء والمهدد للسلم والامن الدولي يُسعّر نيرانها بين الفينة والاخرى.
ومن فصول الشر والاجرام الصهيوني اللامتناهي كان مسرحه البارحة لبنان وشبابه الشجعان مستهدفا اياهم بأدوات الحرب الالكترونية وفتك بهم عبر جهاز اتصال إلكتروني لاسلكي صغير ومحمول (البيجر) ليسجل اكبر عدوان على لبنان منذ عام 1948 ويضع المنطقة على فوهة بركان ويتركها لمصير لا تحمد عقباه.
وبكل شفافية ووضوح ان استخدام اجهزة الاتصال الالكتروني اللاسلكي ليس حصرا فقط على عناصر حزب الله انما ايضا تُستخدم من قِبل مؤسسات مدنية ونقابيّة ومنظمات تربوية واستشفائية من جامعات ومستشفيات وشركات امنية وحتى كشفية، مما يعني ان هذا الكيان الوحشي يستلذ بسفك دم المدنيين الابرياء ولا يحترم المؤسسات الدولية، لأنه محمي من الدول الغربية المسيطرة على هذه المنظمات.
وكالعادة امريكا الام الحنونة للارهاب تنفض يدها و تتنصل من اجرام الصهاينة وتدعي كالعادة عبرالمتحدث باسم وزارة خارجيتها ماثيو ميلر، انها لم تكن على علم مسبق، ولم يكن لها أي دور في الانفجارات المتزامنة لأجهزة اتصال تابعة لحزب الله في لبنان.
وليس امرا مستغربا من ادارة داعمة للارهاب ولديها اجهزة تجسس تجوب اصقاع العالم ان ترفض التعليق على الشكوك واسعة النطاق في أن الكيان الاسرائيلي يقف وراء هذه التفجيرات، لا بل تمادى ميلر بوقاحته ليبعث برسالة أمريكية لإيران والتي وصفها انها تظل بدون تغيير ومفادها حض إيران على عدم استغلال أي حادثة لمحاولة مفاقمة عدم الاستقرار وتصعيد التوترات في المنطقة.
فرضيات الخبراء حول تفجير اجهزة البيجر
بعد ظهر يوم الثلاثاء اجتاحت لبنان عملية امنية هي الاكبر منذ تأسيس الكيان الصهيوني اصابت 3 الاف مواطن لبناني في دقيقة واحدة، وتزايدت التساؤلات حول كيفية اجرائها وما اذا فتحت بذلك الابواب لحرب بلا ضوابط ولا اسقف ولا حدود.
المنطقة تواجه هجوما الكترونيا اجراميا او عدوانا سيبرانيا وحشيا غير مسبوق على لبنان، وتوالت التحليلات والاراء حول ملابسات هذا العمل الاجرامي بكل المقاييس وتحديد مدى التداخل التكنولوجي ما بين الذكاء الاصطناعي والاختراقات البشرية ميدانيا.
اولا، وبحسب تصريح لمصدر مقرب من حزب الله اللبناني لوكالة الصحافة الفرنسية فإن أجهزة النداء اللاسلكي (البيجر) التي انفجرت الثلاثاء في لبنان، واسفرت عن استشهاد 11 مواطنا لبنانيا وجرح نحو 3 آلاف اخرين وصلت عبر شحنة استوردها حزب الله مؤخرا تحتوي على ألف جهاز ويبدو أنه تم اختراقها من المصدر.
وعلى منصة التواصل الاجتماعي" إكس"، كتب الخبير لدى معهد الشرق الأوسط (إم إي آي) تشارلز ليستر أنه وفقا لتسجيلات الفيديو فمن المؤكد أنه تم إخفاء عبوة بلاستيكية متفجرة صغيرة بجانب بطارية يتم تشغيلها من بعد عن طريق إرسال رسالة، مما يعني وفقا له أن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) اخترق سلسلة التوريد.
وفي هذا الصدد، وصف الخبير الأمني والمحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مايك ديمينو الهجوم بـعملية تخريب كلاسيكية، وعمل استخباراتي في قمة الإتقان، كما ذكر بأن عملية بهذا الحجم تستغرق أشهرا، إن لم يكن سنوات، لتنظيمها على أحسن وجه.
واوضح ديمينو بأن عملاء شركة البيجر تمكنوا من توصيل الأجهزة إما من خلال التظاهر بأنهم موردون أو عن طريق حقن الأجهزة مباشرة عند محطة ما ضمن سلسلة التوريد الخاصة بحزب الله عبر استغلال نقاط الضعف (شاحنات النقل والسفن التجارية)، وفق ما نقلته "فرانس برس".
بدوره رأى رئيس مركز ابحاث الامن القومي سيلفرادو بوليسي أكسيليريتور" ديميتري ألبيروفيتش" أن هذا الهجوم قد يكون الأكثر شمولاً على صعيد سلسلة التوريد في التاريخ، مضيفا بأنه تم استبدال الأجهزة المستوردة بتلك التي تحتوي على متفجرات وتفجيرها جميعا في نفس الوقت من خلال نوع ما من قنوات التحكم والسيطرة حسب صحيفة "واشنطن بوست".
بدوره، قال خبير الدفاع الفرنسي بيار سرفان لوكالة الصحافة الفرنسية إن سلسلة العمليات الأخيرة التي نُفذت خلال الأشهر القليلة الماضية تعني أنها سجلت عودة مجلجلة مع رغبة في الردع ورسالة مفادها: "أخطأنا لكننا لم نمت".
وبالمقابل ردّت شركة "غولد أبولو" التايوانية على تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" نافيةً أن تكون أجهزة الاتصال اللاسلكي التي انفجرت في مناطق مختلفة من لبنان بصورة متزامنة من تصنيعها.
وقال رئيس الشركة هسو تشين كوانغ للصحافيين في تايبيه إنّ هذه الأجهزة ليست من تصنيع الشركة موضحا انّها من تصنيع شركة في أوروبا لديها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية.
تعليقات وسائل إعلام العدو الصهيوني
رأت صحيفة "إسرائيل هيوم" بأن العملية الالكترونية ضد لبنان لن تعيد سكان الشمال الى منازلهم ولن تغير من الواقع القائم.
وتساءل المحلل السياسي " عميحاي أتالي " في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ماذا يمكن أن نتوقع من حزب الله أن يفعل الآن؟ هل يتصور أحد أنه بعد انفجار آلاف الأجهزة سيقرر التنظيم إلقاء سلاحه؟ سيتعافى المصابون بجروح طفيفة ويعودون إلى وظائفهم، ونعود الى نقطة البداية.
كما ذكرت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي بأن "إسرائيل" تستعد لهجوم من حزب الله، حيث تم رفع حالة التأهب في أنظمة الدفاع الجوي والقوات الجوية ووحدة "أمان".
بينما اشار موقع "والاه" العبري الى انه في الأيام الماضية زاد القلق في "إسرائيل" من أن حزب الله قد يكتشف أن "البيجرات" هي خرق أمني.
وسائل اعلامية تفضح الكذب الامريكي
وذكرت "أ. ب" عن مسؤول أميركي ان "تل أبيب" اطلعت واشنطن على تفاصيل عملية تفجير كميات صغيرة من المتفجرات مخبأة في أجهزة النداء بعد تنفيذها.
وافاد موقع والاه العبري عن مسؤول أميركي بأن غالانت اتصل بنظيره الأميركي قبل دقائق من بدء تفجّر البيجرات وأخبره أن "إسرائيل" في صدد تنفيذ عملية في لبنان قريبا لكنه رفض إعطاء تفاصيل محددة عن الهدف أو شكل العملية.
واضاف موقع والاه العبري نقلا عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى بأن "إسرائيل" كانت في نقطة إما أن تستخدم "البيجرات" المفخخة وإما أن تفقدها، لذا شغلّت "البيجرات" المفخخة الآن خشية اكتشافها من قبل حزب الله.
وفي الختام كيف لنا ان نتوقع من مجتمع ومؤسسات دولية وعلى رأسها الامم المتحدة ان تحيط هذا الموضوع اهمية بالغة وهي من صمتت ومازالت صامتة وشاهدة على اختراق واهانة القوانين الانسانية الدولية من قبل اعمال الصهاينة الوحشية في غزة.
نقول لمن دنّس الانسانية وقوانينها بازدواجية معاييره النتنة، لا والله لن تُفقأ لنا عينا ولن تُقطع لنا يدا بل ستزهر من دماء شهدائنا نصرا قريبا ومن جراحاتنا ستستنير الشعوب بصيرة.
انتهى**ر. م