طهران/ 22 أيلول/ سبتمبر/ ارنا- اعتبر رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية الدكتور محمد البحيصي ان حزب الله قام بعملية توازن ناجحة بین واجبات الحزب مع فلسطین و واجبات الحزب في لبنان والإسرائیلي أراد الاخلال بهذه العملیة ومن ثم یُسهل عملیة معرکته القادمة للبنان.

وحول أهداف الکیان الصهیوني من خلال تفجیر أجهزة الإتصالات اللاسلكية (بيجر) في لبنان، قال البحيصي في مقابلة خاصة مع مراسلة ارنا، على هامش المؤتمر الدولي الثامن والثلاثون للوحدة الإسلامية في طهران: إن هذا العدو الغادر الماکر لا یکلّ و لا یملّ من تخطیطه و تدبیره؛ لأنه في هذه المعرکة الوجودیة کما أسماها المعرکة المصیریة یعتقد أن مصیره مرهونٌ بحسم هذه المعرکة، سواءً کان في غزة أو في الضفة أو في جبهة الشمالیة التي تُمثل جبهة لبنان و جبهة سوریا.

وأضاف: إضافة إلی هذا دخول معرکة وتوظیف أمریکا بکل قدراتها مع الیمن المقاوم؛ علی مدار عام کامل و جبهة المشاغلة والاسناد و الاشتباك الیومي بین مقاتلي ومجاهدي حزب الله و هذا الکیان لم تتوقف علی مدار عام کامل منذ الیوم الثامن من أکتوبر ثلاث وعشرین و أدرك العدو أن قدرات حزب الله تتنامی، إمکاناته تتنامی علی کل الصُعد  سواء کان القوة الصاروخیة أو المسیّرات أو کتیبة أو فرقة الرضوان التي یحسب لها ألف حساب.

وتابع: لهذا هو کثَّف و رکّز قراراته الی أن دمّر غزة.  انتقل إلی ضفة الغربیة و الآن بدا و کأنه یفتح معرکة واسعة مفتوحة بلا ضوابط بلا أسقُف بلا نظام بلا أي حدود حینما یستهدف عوائل  ومدنیي بیئة حزب الله بهذا الشکل الغادر و الجبان؛ لهذا إسرائیل عدوها الأساس هي المقاومة.

وأردف قائلا: نحن  نکون مخطئین إن اعتقدنا أن الإسرائیلي یمکن أن ینام، الإسرائیلي لا ینام؛ لأنه اذا نام انتهی؛ الإسرائیلي  یعیش الآن معرکة مصیریة وجودیة؛ یعتقد هو سمّاها  معرکة  استقلاله الثانیة؛ متسائلا: ما هي معرکة الاستقلال الثانیة؟ معرکة الاستقلال الأولی کانت إنشاء الکیان الصهیوني، ومعرکة الاستقلال الثانیة الحفاظ علی الکیان الصهیوني؛ فکیف یمکن أن یسکت علی قوة تتصاعد یوما وراء یوم متمثلة بحزب الله؛ إذاً هو علیه أن یقوم ولهذا أنا اعتقد أن ما قام بها الإسرائیلي و قلت هذا سابقاً من شهود هو یقوم بحرب الضرورة، حرب البقاء و لهذا لن یکون لدیه أدنی حد من الانضباط في  هذه الحرب کما یفعل في غزة و یقتل و یدمر المساجد و یدمر  المدارس و یدمر المستشفیات و یدمر کل شيء.

كما رأى سائلا: لماذا لا یدمر الاحتلال في لبنان وهو یری أن لبنان لا تقل خطورة عن غزة بل هي أخطر من غزة؟ و لهذا قام بهذا الأسلوب و اعتقد أنه نجح  في هذا الأسلوب  علی الأقل في التفجیرات التي حدثت في البیجر و بعض الأجهزة إلی ما هنالك؛ صحیح، أن هذا أوجعنا کثیراً و لکنها جولة من جولات الصراع.

واعتبر رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية: ان الاحتلال یعتقد أن هذا یمکن أن یحقق له ضربة استباقیة لحزب الله، یحقق له محاولة فظ البیئة المقاومة عن الحزب یخلق بلبلة في لبنان ،یُربك أعداء حزب الله، یُقلقل منظومة حزب الله الأمنیة و یضع حزب الله وجها لوجه أمام الرّد دون تأجیل أو تأخیر مما یخلق وضعاً داخلیاً  في لبنان. متابعا: عندما یضرب الاحتلال بنیة الاتصالات داخل حزب الله، هذا أمر خطیر و أن الاتصالات جزء أصیل من المعرکة، و الضرب  لهذه البُنیة یُمکن أن یُسمّي تمهید ناري لکن بدون نار تمهید لمعرکة کبیرة قادم.

وحول عواقب هذه العملية في لبنان، رأى البحيصي: أنا أتوقع أنّ المسألة منفتحة علی کل الاحتمالات، وأرجّح التصعید من الطرف الإسرائیلي و لیس أمامنا من خیار إلا أن نخوض هذه المعرکة بکل شجاعة و بکل اقتدار وبکل توحُّد و بکل تماسک و بکل ثقة بوعد الله سبحانه و تعالی بنصر المؤمنین.

كما حول دور عملیات الأقصی في سیاق النشر الثقافة المقاومة، اكد: أن طوفان الأقصی أعاد روح المسروقة لهذه الأمة کشف عن هذه الأمة في أعماقها جنین من العزة و الکرامة والکبریاء و العلو الإیمان؛ جنین من الیقین؛ ظهر هذا في  یوم المولد، یوم مولدي طوفان الأقصی في سابع أکتوبر، أعاد للأمة اعتبارها،  أعاد للأمة الغائب عنها و یشعر بأنها ذات کیان، أنها قویة أنها قادرة و أن عدونا لیس کما نصوره وأننا لیس کما یصورنا عدونا.

وتابع: لهذا خلق هذا من الصحوة الکبیرة علی الصعید الإسلامي، علی صعید الثوري علی صعید الجهادي استیقظ أبناء الأمة، صحیح أنها الأمة بمجموعها تعیش تحت وطئة الأنظمة الطاغوتية الغَدرة العمیلة المنافقة؛ معتبرا: ان أبناء هذه الأمة رأینا نماذج في مصر، نموذج الشهید محمد صلاح و رأینا نموذج من الأردن، الأخیر ماهر الجازي الذي قتل ثلاثة من الصهاینة آلاف مؤلفة من أبناء الأمة هم علی خط ماهر الجازي، هذا الشجاع الأردني، شباب الأمة الذین استیقظوا علی واقعة طوفان الأقصی لو أُطیحت لهم الفرصة لو فُتحت لهم نافذة أو معبراً إلی فلسطین لرأینا العجب العُجاب.

وختم قوله: لکن المطلوب الیوم من أبناء الأمة أن یحافظوا علی هذه الروح و أن  یُطورها و یُراکمها  و یحولها إلی برامج عملیة برامج عمل سیاسي برامج عمل تثقیفي برامج عمل لتحصین طوفان الأقصی من أن  یضیع أو أن یُبدّد و لتحصین موقف المقاومة و توسیع دوائرها في مواجهتها لإسرائیل.

هذا وقد انطلقت فعاليات الدورة الـ 38 من المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية اعمالها في قاعة المؤتمرات بطهران بحضور رئيس الجمهورية الايرانية مسعود بزشكيان، وبمشاركة 144 عالما ومثقفا أجنبيا من 36 دولة تحت عنوان "التعاون الاسلامي لنيل القيم المشتركة مع التركيز على القضية الفلسطينية" على شكل 9 ندوات عبر الإنترنت من 19 حتى 21 ايلول/سبتمبر 2024.

انتهى**3269