لبنان/24 أيلول-سبتمبر/ارنا- هناك تصعيد عسكري، وإتساع رقعة الضربات، وتغيير الشكل العام للمواجهات القائمة بين حزب الله والعدو الصهيوني، فمنذ الثامن من اكتوبر ومع إعلان حزب الله جبهة الإسناد والدعم لقطاع غزة، اقتصرت المواجهة على ضرب أهداف (عسكرية، إستراتيجية، أمنية) في الداخل المحتل، قابلها رد محدود من قبل العدو الصهويني شمل حتى المدنيين.

وتخللت هذه الأحداث محاولات محمومة للعدو الصهیوني بإغتيال قادة المقاومة اللبنانية وحتى الفلسطينية، وكان أبرزها عملية إغتيال القائد صالح العاروري و فؤاد شكر، حيث ورغم الإغتيالات التي طالت قادتها إلتزمت المقاومة بمعادلاتها العسكرية الضربة بالضربة ضمن إطار عدم التوسع نحو حرب شاملة.

ولكن منذ أن تجرأ العدو الصهيوني وقام بجريمته الشنيعة بتفجير وسائل الإتصال يليها استهداف جمع من القادة من بينهم القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل والقائد محمد وهبي وثلة من المجاهدين والأبرياء من المدنيين، جاء الرد مختلفا من قبل مجاهدي المقاومة الإسلامية، بإستهداف قاعدة ومطار «رامات دافيد»، بالإضافة إلى  مُجمعات الصناعات العسكرية ‏لشركة «رفائيل»، وعليه قام العدو الصهويني وبحسب إعلامه بشن مايزيد عن ١٤٠٠ هجوم جوي علي كافة الأراضي اللبنانية ليعيش شعب المقاومة حالة من التهجير والدمار عادت بهم بالذاكرة إلى حرب تموز عام ٢٠٠٦.

بيانات المقاومة الإسلامية

اذا أعلنت المقاومة الإسلامية البارحة الإثنين وخلال ساعات متاخرة من الليل عبر عدة بيانات متفرقة قيام مجاهديها بإستهداف كل من مطار مجيدو العسكري غرب العفولة، مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون والتي تبعد عن الحدود ٦٠ كلم، قاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية)، قاعدة ومطار رامات ديفيد، مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف، مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم، مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيلفي منطثة زوفولون شمال مدينة حيفا، المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا وذلك بصواريخ فادي ١ و٢ وكانت لعدد من هذه القواعد والمطارات إستهدافات متكررة، وذلك دفاعا عن لبنان وشعبه، وإسنادا للمقاومة في غزة. 

إستهدافات العدو

هذا وشن العدو الصهويني سلسلة غارات واسعة النطاق طالت مختلف المناطق اللبنانية ( الجنوب، البقاع الغربي، البقاع الشمالي، والبقاع الأوسط) إستهدافات واسعةحيث أعلن العدو الصهوني بالأمس عبر لسان المتحدث باسم جيش العدو أنه إستهدف ما يزيد عن ١٣٠٠ موقع في لبنان، إلى ذلك أعلنت وزارت الصحة اللبنانية بالأمس الحصيلة للعدوان الصهيوني على الأراضي اللبنانية حيث ارتقاء ٤٩٢ شهيدا بينهم ٣٥ طفلا و ٥٨ سيدة، والجرحى ١٦٤٥ حالة.   

الحالة اللبنانية

الهجوم الواسع على القرى الجنوبية أدى إلى حركة نزوح كبيرة لعدد كبير من أهالي المناطق الجنوبية، حيث شهدت حركة السير توقف تام للحركة بسبب القصف المستمر، ما أدى لبقاء المواطنين لساعات طويلة في الطرق التي تحتاج إلى ربع ساعة فقط، وهنا لابد من الإشارة إلى التلاحم الشعبي اللبناني حيث هب المواطنون لدعم إخوانهم من النازحين وتقديم المساعدات لهم، وفتحت العديد من المناطق الآمنة أبوابها لإستقبال النازحين، إلى ذلك أعلنت الدولة اللبنانية عن وجود ٩٥ مركز ايواء على كافة المناطق اللبنانية جاهزة لإستقبال النازحين من كافة المناطق المستهدفة.

الموقف اللبناني الرسمي واضح بإعلانه ما تعرض له لبنان هو مس بالسيادة اللبنانية كما تم الإعلان عن تمسك لبنان بالقرار1701. هذا ويقوم رئيس حكومة تصريف الأعمال نحيب ميقاتي بإتصالات واسعة مع العديد من الدول حول لوضع في لبنان.

كما وصل الموفد الخاص للرئيس الفرنسي في بيروت جان ايف لودريان إلى بيروت لمناقشة أخر تطورات الوضع في لبنان.  

يذكر أن الشعب اللبناني الصامد يتمتع بمعنويات عالية تجاه هذا العدوان اللاخلاقي، وبحسب التقارير التي بثتها القنوات اللبنانية المقاومة والتي نقلت حالة النازحيين والمستهدفين كلها أكدت على الثبات على نهج المقاومة، والصبر حتى النصر.

مواقف دولية داعمة

ومنذ اللحظات الأولى للعدوان الغاشم على لبنان توالت بيانات التنديد والشجب للعمل الإجرامي والدعم للمقاومة الإسلامية وشعب المقاومة.

کما أقدمت العتبات المقدسة في العراق (الحسينية والعباسية..) على تسيير قوافل تضمن مساعدات طبية كبيرة وذلك دعما للمقاومة والشعب اللبناني. 

موقف المرجعية في العراق

هذا وأصدر المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بيانا داعما للمقاومة والشعب اللبناني حيث طالب في البيان الشعب العراقي لتقديم كل ما يقدر عليه من مساعدات وغيرها.حيث أعلن المجلس الأعلى الإسلامي تنفيذ ما ورد في بيان المرجعية بكل مكوناتها الإدارية والتنفيذية. 

كما أعلنت حركة أنصار الله أن موقف اليمن المساند لقطاع غزة هو ذاته موقفه المساند للبنان ومقاومته وشعبه. 

بيان وزراء الخارجية العرب 

حمّل وزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع التشاوري السنوي لمجلس الجامعة العربية، "إسرائيل" مسؤولية التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان، وأكدوا تضامنهم الكامل مع لبنان حكومة وشعبًا، ضد هذا التصعيد. 

وأوضح بيان صادر عن الاجتماع التشاوري السنوي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية أن هذا الاجتماع الذي عقد على هامش الشق رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، تناول "تطورات الوضع الخاص بالحرب الوحشية التي تشنها "إسرائيل" على غزة وكذلك التصعيد "الإسرائيلي" الخطير ضد لبنان". 

ولفت البيان إلى أن المجتمعين أعربوا عن "الدعم الكامل للبنان في مواجهة هذا العدوان"، محملين "إسرائيل" مسؤولية هذا التصعيد الخطير.

وحذر المجتمعون من "تداعيات شن عدوان واسع على لبنان في ضوء التطورات الأخيرة بما قد يدفع الى اشتعال حرب إقليمية شاملة، ويهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها". 

وأشار البيان إلى أن المجتمعين اتفقوا على أهمية "التنسيق مع الدول الأعضاء في المجموعة الإسلامية خلال الأيام المقبلة، بُغية توفير رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة وقف الحرب العدوانية "الإسرائيلية" بشكل فوري". 

  مواقف دولية

إلى ذلك ادانت العديد من الدول العربية الإسلامية والأجنبية العمل الإرهابي الذي طال لبنان حيث رئیس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف: الجمهورية الإسلامية تدين بشدة العدوان الصهيوني الأخير على لبنان وقتل الأبرياء العُزّل.إيران كما في السابق داعمة للبنان حكومة وشعباً 

واعلنت وزارة الخارجية الصينية: اننا ندعم لبنان بقوة في الحفاظ على سيادته وأمنه، نندد بقوة بالانتهاكات بعد شن "إسرائيل" ضربة جوية واسعة النطاق على لبنان.

واعلن وزير الخارجية البريطاني: ندعو لوقف فوري لإطلاق النار الفوري بين حزب الله و"اسرائيل". وقال مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: العدوان الإسرائيلي على لبنان يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمته في "حرب شاملة".

كما اعلنت الخارجية القطرية اننا ندعو المجتمع الدولي لإلزام "اسرائيل" بوقف عدوانها على لبنان. 

ودعت فرنسا لإجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول لبنان. 

إلى ذلك أعلنت العديد من الدول دعمها للمقاومة اللبنانية شعبا ومقاومة كالدولة السورية التي فتحت أبوابها للنازحين معلنة تأمين كافة إحتياجاتهم.

انتهى**ر. م