نيويورك / 26 ايلول/سبتمبر/ارنا- أكد الرئيس الايراني مسعود بزشكيان بأننا لا نسعى وراء الحرب والصراع، وقال: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية التزمت الصبر لمنع تصاعد التوتر والصراع، لكن الكيان الصهيوني بلغ ذروة وحشيته وإجرامه.

وفي اليوم الأخير من زيارته إلى نيويورك، وفي لقاء مع مجموعة من "كبار المفكرين الأميركيين"، يوم الاربعاء، صرح الدكتور مسعود بزشكيان أن نهجه الرئيسي في المنافسة الانتخابية هو أن إيران ملك لجميع الإيرانيين ويجب على جميع الذين يعيشون في إيران ويحبون ايران أن يكونوا قادرين على لعب دور في إدارة وبناء البلاد وفقًا لمساهمتهم وقدرتهم، وأوضح: لقد فضلني الناس بناءً على هذا الرأي والآن نحاول بانسجام وتعاطف على المستوى الداخلي أن نعيد إيران إلى مكانها الصحيح في التفاعل مع جيرانها والعالم.

وأوضح الرئيس الايراني أننا نبحث عن الحق والعدالة والإنصاف، وليس لدينا أي خلاف مع أحد في العالم وبالطبع لن نكون تحت وطأة الظلم، مضيفا: ليس من المقبول بالنسبة لي أنه عندما يحدث شيء لشخص ما في دولة مستقلة مثل إيران تحشد الدول الغربية كل الرأي العام في العالم ضدنا، فيما تلتزم الصمت تجاه المجازر اليومية التي تطال مئات الأطفال والنساء الأبرياء وحتى دعم مرتكبي هذه الجرائم. فهل نصدق أن ادعاءهم صحيح بالنسبة للإنسانية وحقوق الإنسان وليس لخدمة أهدافهم ومصالحهم؟!.

*هدف الكيان الصهيوني من اغتيال الشهيد هنية في طهران إقحام إيران في الصراع

واشار بزشكيان الى عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران بعد يوم من حفل تنصيبه رئيسا للجمهورية وقال: ان الصهاينة سعوا عبر الايحاء بخفض الاقبال والمشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية الاسلامية لإضعاف إيران، ولكن عندما فشلت خططهم حاولوا إقحامنا في ميدان المواجهة والصراع بعمل إرهابي، ليقولوا من ثمة للعالم: أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مثلما قلنا تبحث عن التوتر والصراع.

*تحلينا بالصبر لتجنب تصاعد التوتر والصراع

وذكر الرئيس بزشكيان أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية صبرت لمنع تصاعد التوتر والصراع، لكن الكيان الصهيوني بلغ ذروة وحشيته وإجرامه، وقال أن الكيان الصهيوني يسعى مرة أخرى لدفع إيران إلى الصراع في المنطقة من خلال نقل الصراع إلى لبنان . نحن نمارس ضبط النفس أمام هذه المؤامرة، ولكن لخطورة وحجم الجرائم الصهيونية، جُرِحت المشاعر العامة بشدة سواء في الداخل الإيراني أو في المنطقة، وربما تنفجر الأوضاع بشكل غير قابل للسيطرة.

وأكد الدكتور بزشكيان انه بأي لغة يجب ان نقول باننا نريد اعمار بلادنا والمنطقة ولا نسعى للحرب مع أحد، وقال: نحن لا نبحث عن الحرب والصراع، ولكن عندما تشتد وتتوسع الضغوط والإجراءات ضدنا كل يوم ، ربما ستؤول الامور الى شيء لا نريده.

*لقد كنا ملتزمين بخطة العمل الشاملة المشتركة

وأشار الرئيس الايراني في جزء آخر من خطابه إلى أننا كنا ملتزمين بخطة العمل الشاملة المشتركة، لكن أثناء تنفيذ الخطة ، أرسل الأمريكيون والغربيون جواسيس إلى إيران مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للاعلان عبر تخريب المنشآت النووية الإيرانية بان ايران تنتهك التزاماتها وقال: هذه هي طريقة الأمريكان أنهم بعد أي اتفاق يحاولون زيادة أعباء التزامات الطرف الآخر تحت أي ذريعة من أجل دفعه إلى الخلف وإضعافه خطوة بخطوة، ومن ثم فرض مطالبهم عليه.

وطرح التساؤل وهو اي إرهابيين دربتهم إيران، وما هي الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها، أو ما هي الجماعات الإرهابية التي أنشأتها ودعمتها؟، وقال: من ناحية أخرى، يرتكب الصهاينة أعمالًا إرهابية بشكل يومي، وينشئون ويدعمون جماعات مثل "داعش"؛ من حارب داعش ومن خلقها؟ من هو بطل القتال ضد داعش؟ ومن اغتاله بطريقة وحشية؟.

*ليست لدينا مشاكل مع جيراننا ودول العالم الأخرى

وأضاف الرئيس الايراني مؤكداً مرة أخرى أن نهجنا الرئيسي هو استخدام كل قوانا وقدراتنا لبناء إيران: ليست لدينا مشاكل مع جيراننا ودول العالم الأخرى، بل وأعلنا أننا نتطلع إلى إنشاء شبكة اتصالات واسعة في المنطقة مما يتيح تسهيل العلاقات والتبادلات بين شعوب كافة دول المنطقة ونتطلع إلى إعداد الاستعدادات الأمنية والاقتصادية والسياسية لهذا العمل.

وقال: في المقابل، فإن الكيان الصهيوني، الذي يدعي محاربة الإرهابيين، يقتل الأطفال في المستشفيات والأطفال في أحضان أمهاتهم بأبشع الطرق الممكنة، ويقول حماته أيضًا إننا نسعى إلى تهدئة المنطقة؛ سؤالي هو، إذا كان الغرض من هذه الإجراءات هو تهدئة المنطقة، فماذا كان سيحدث لو كنتم لا تريدون تهدئة المنطقة؟.

*دفاعنا عن الشعب الفلسطيني هو دفاع ديني عن المظلوم ضد الظالم

وقال الرئيس الايراني إن دفاعنا عن الشعب الفلسطيني هو دفاع ديني عن المظلوم ضد الظالم، وأوضح: مهما يريده الشعب الفلسطيني ويقبله بشأن مستقبله، فإننا نقبله أيضًا. إذا كنتم تدعون الدفاع عن الديمقراطية، دعوا سكان تلك الأرض يختارون مصيرهم بحرية بغض النظر عن الدين والعرق. لماذا تريدون تغيير مكان الظالم والمظلوم، فالصهاينة شردوا الفلسطينيين أو العكس؟ ومن الذي اغتال وقتل مئات الآلاف من أبناء الطرف الآخر بأبشع طريقة ممكنة؟ كيف سيكون رد فعلكم إذا تعرضتم للظلم إلى هذا الحد؟.

*نحن لا نساعد أو نعطي أسلحة لروسيا أو أي دولة أخرى

وفي جزء آخر من كلمته أشار الدكتور بزشكيان إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وقال: من العدل أن نقول إن تجاوزات الولايات المتحدة والغرب لتوسيع حدود الناتو هي التي خلقت هذا الوضع، والآن يحاولون بطرق مختلفة مواصلة الحرب لتأمين مصالحهم الخاصة. ولكن على أية حال، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تعترف بأي حرب، ونعتقد بشكل أساسي أن الحرب ليست في مصلحة أحد. نحن لا نساعد روسيا أو أي دولة أخرى ولا نعطي أسلحة للقتال.

*إذا كان من الممكن التعامل مع الدول الغربية فنحن نرحب به

وقال الرئيس الايراني أيضاً عن تعزيز علاقات إيران مع روسيا والصين: عندما يغلق الأميركيون كل الأبواب في وجهنا، يجب ألا يتوقعوا أن نبقى مغلقين أو نتوسل إليهم للتعامل معنا. ولتلبية احتياجات بلادنا، قمنا بتوسيع علاقاتنا مع الدول التي ترغب في التعاون معنا على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة. وإذا كان من الممكن التفاعل مع الدول الغربية فإننا سنرحب بذلك، ولكننا بالتأكيد لن ننسى الأصدقاء الذين تعاونوا معنا في الأوقات الصعبة.

*إذا التزم الغربيون بالتزاماتهم تجاه إيران، فيمكننا إجراء حوار

ومن خلال طرح السؤال، من هو الطرف المسؤول عن انعدام الثقة العميق بين إيران والأميركيين والغربيين؟ وأضاف: من دعم صدام في مهاجمة إيران؟ فهل يمكن القبول بأن القنابل والصواريخ الكيماوية التي استهدفت الشعب الإيراني قد أعطيت لنظام البعث دون إذن وضوء أخضر من الولايات المتحدة؟ نحن نرحب بالحوار لإزالة عدم الثقة، لكننا لن نرضخ لمنطق القوة وسنفعل كل ما هو ضروري حتى لا يجرؤ أحد على مهاجمة أراضينا.

وقال الرئيس الايراني: إذا التزمت الأطراف الغربية بالتزاماتها تجاه إيران وقامت ببناء الثقة، فيمكننا الحوار والتفاهم حول القضايا الأخرى.

انتهى ** 2342