وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحیم
وَالَّذینَ قُتِلُوا فی سَبیلِ اللَّهِ فَلَنْ یُضِلَّ أَعْمالَهُمْ، سَیَهْدیهِمْ وَیُصْلِحُ بالَهُمْ، وَیُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ.
صدق الله العلي العظیم
سماحة العلامة المجاهد السید حسن نصرالله
الأمین العام لحزب الله / لبنان حفظه الله
یواصل الکیان الإسرائیلي اعتداءاته وغاراته الجویة ضد مختلف المناطق في لبنان ما أدی إلی استشهاد المئات من المواطنین المدنیین الأبریاء وإصابة الآلاف منهم، ناهیک عن الدمار الذي ألحق بالمدن والقری وتهجیر مئات الآلاف من بیوتهم، وذلک في ظل الصمت الدولي والإقلیمي علی هذه الجرائم النکراء. إنني اتقدم بأسمی آیات التبریك والمواساة بمناسبة استشهاد أبناء الشعب اللبناني الصامد في هذه الهجومات المتواصلة، ولاسیما النساء والأطفال منهم. کما أحیي صمود المقاومة الإسلامیة في لبنان بوجه العدوان، علی الرغم من الخسائر التي تحملتها في الأرواح والمعدات واستشهاد قادتها ومنهم القائد الجهادي الکبیر الشهید إبراهیم عقیل، هو وإخوته من قادة المقاومة الأبطال الذین بذلوا مهجهم علی طریق القدس وامتزجت دماؤهم بشهداء فلسطین الأبرار.
وإذ أقف وقفة إجلال وتکریم أمام الشعب اللبناني علی صموده المثالي وثباته علی تحمل المصائب، وأحیي ذکری الشهداء وصبر الجرحی والمهجرین والمنکوبین، لا یسعني إلا أن اناشد العالم بأجمعه والمنظمات الدولیة وأصحاب القرار في الدول ذات النفوذ وکل الأحرار والشعوب للضغط علی الکیان الإسرائیلي لإیقاف جرائمه المستمرة والرضوخ لأحکام القانون الدولي والاعتراف بحقوق الشعب اللبناني الأبي وشعوب المنطقة في السیادة والاستقلال وتقریر المصیر، فإن لم یؤد المجتمع الدولي دوره في إیقاف الجریمة ستترک هذه الحرب الظالمة آثارها علی الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم. واناشد الأمة الإسلامیة والدول العربیة والإسلامیة أن تؤدي دورها التاریخي في دعم المظلوم والوقوف بوجه الظالم، کما وأدعو جمیع الأحرار والمدافعین عن الحق والعدل في مختلف أنحاء العالم للوقوف بکل قواهم إلی جانب فلسطین ولبنان وشعوب المنطقة ومطالبة المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال والجریمة والعدوان.
أسأل الله سبحانه وتعالی أن یتغمد الشهداء الذین سقطوا في الغارات الأخیرة وجمیع الشهداء في لبنان وغزة وفلسطین وکل مکان بواسع رحمته، وأن یمن علیهم بغفرانه ورضوانه، وعلی ذویهم ورفاقهم في المقاومة في لبنان وفلسطین بالصبر الجزیل والأجر الجمیل والثبات علی الدرب، وعلی الجرحی والمنکوبین بالشفاء العاجل، وعلی المهجرین بالعودة إلی منازلهم وحیاتهم الطبیعیة بعد صد العدوان الصهیوني وإنهاء الحرب الظالمة.
وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز
محمد جواد ظریف