نيويورك / 28 ايلول/سبتمبر/ارنا- قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي: كان ينبغي اعتقال نتنياهو وعصابته الإجرامية ومحاكمتهم على أفظع الجرائم التي ارتكبوها، بدلا من السماح له بالحضور في الأمم المتحدة والتفاخر بأعماله الشريرة.

وقال عراقجي في كلمته خلال الجلسة يوم الجمعة: لقد كثر الحديث عن فظائع الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء لوقفها. وبدلاً من ذلك، تتم مكافأة المافيا الإجرامية التابعة للكيان الإسرائيلي، وتبرير جرائمها، وتطبيع فظائعها أمام أعيننا.

واضاف: لهذا السبب أصبح نتنياهو واعوانه جريئين للغاية في الحلم بتكرار مذبحتهم في لبنان وجر المنطقة برمتها إلى حرب واسعة النطاق. ومن الواضح تماما أنهم يعولون على دعم الولايات المتحدة في حملتهم الشريرة للإرهاب والتدمير.

وتابع: في هذا الصباح فقط، استخدم الكيان الإسرائيلي عدة قنابل تزن 5000 رطل أهدته إياها الولايات المتحدة لمهاجمة المناطق السكنية في بيروت. وبينما يجب محاسبة قادة الكيان الإسرائيلي على جرائمهم الشنيعة في فلسطين المحتلة ولبنان، لا يمكن تجاهل تواطؤ الولايات المتحدة في هذه الجرائم.

وقال عراقجي: سأذكر فقط بعض الحقائق:

أولاً، تعتمد عدوانية الكيان الإسرائيلي على الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة. وتشكل الأسلحة الأميركية الجزء الأكبر من الأسلحة والذخيرة التي يستخدمها الكيان الإسرائيلي في غزة، وبالتالي فإن الولايات المتحدة متواطئة في كل جانب من جوانب الجرائم الإسرائيلية.

معظم القنابل التي يسقطها الكيان الإسرائيلي على غزة هي من صنع الولايات المتحدة. حتى أن الولايات المتحدة توفر وقود الطائرات للكيان الإسرائيلي. منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أرسلت الولايات المتحدة الكثير من الأسلحة إلى الكيان الإسرائيلي، مما جعل البنتاغون يواجه صعوبة في الحصول على ما يكفي من طائرات الشحن لتسليم المعدات.

واضاف: إذا كان هناك أي صدق في قلق الولايات المتحدة بشأن فقدان أرواح المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، فإنها يمكنها ببساطة عدم تزويد الكيان الاسرائيلي بالأدوات التي يحتاجها لارتكاب جرائمه.

واردف: إن حملة الإبادة الجماعية في غزة مستمرة منذ أكثر من عام. وقد قُتل أو جُرح أو دُفن تحت الأنقاض أكثر من مائتي ألف شخص. وتمت تسوية قطاع غزة بأكمله بالأرض. لقد تم قتل الأطفال والنساء عمداً بشكل جماعي كجزء من رغبة الكيان الإسرائيلي في تدمير فلسطين.

وتابع: ان العالم ينظر بغضب واشمئزاز، بينما كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا وغيرها تقوم فقط باسترضاء المجرمين. وبالتالي هل تتوقعون حقاً أن يؤمن المجتمع الدولي بصدق ادعاءاتكم المتعلقة بحقوق الإنسان؟.

واضاف عراقجي: إن مصداقية مجلس الأمن تتضاءل في كل دقيقة حيث يمنعه الداعمون الرئيسيون للكيان الإسرائيلي من الوفاء بمسؤوليته بموجب الميثاق. ويجب على مجلس الأمن أن يتحرك الآن ويوقف خطة الكيان الإسرائيلي الوحشية لتدمير شعب بأكمله تعرض للقمع والاحتلال الوحشي طوال ثمانية عقود.

وقال وزير الخارجية الايراني: إن فشل المجلس في التصرف هو دعوة لمزيد من الكوارث. وسيكون أعضاء المجلس، بل ومنظومة الأمم المتحدة برمتها، مسؤولين عن كل جريمة يرتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة ولبنان وأماكن أخرى.

وتابع: كان ينبغي اعتقال نتنياهو وعصابته من المجرمين ومحاكمتهم على افظع الجرائم التي ارتكبوها، لا ان يُسمح له بالحضور أمام هذه المنظمة الموقرة والتفاخر بأعماله الشريرة.

واضاف: إنه لعار تاريخي أن يجرؤ قاتل بارز على الظهور في الأمم المتحدة وتسميم الجمعية العامة بأكاذيبه المثيرة للاشمئزاز وتهديداته الوقحة بمهاجمة بلدان أخرى وقتل المزيد من الناس.

وقال: إنه شيطان حقيقي في صورة إنسان. فهو متوهم بشان شعوب المنطقة لدرجة أنه يتباهى بتطبيع علاقاته مع المسلمين وهو يسبح في بحر من الدماء الفلسطينية واللبنانية. هذا لن يحدث أبدا.

واردف: يجب أن يعلم الشعب الأميركي أن نتنياهو يحاول جر الولايات المتحدة إلى حرب مع المنطقة بأكملها من أجل البقاء في السلطة والتأثير على نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة. لقد كلفت تهورات نتنياهو دافعي الضرائب الأميركيين مليارات الدولارات، ناهيك عن سمعة أميركا وصورتها.

وختم عراقجي كلمته بالقول: مع استمرار حملة الموت والدمار التي يشنها الكيان الإسرائيلي، فإن شعوب المنطقة مقتنعة بشكل متزايد بأن هذا الكيان عنصر بغيض وغريب تم زرعه كجزء من خطة استعمارية لإقحام منطقتنا في دوامة لا نهاية لها من الحروب والعنف.

انتهى ** 2342