حزب الله ليس فردا
لقد استشهد الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي على يد آلة القتل الصهيونية عام ١٩٩٢، ظنا من الكيان بأنه أنهى المسيرة المقاوِمة لحزب الله وقضى عليه، ليستكمل الحزب أعماله الجهادية بكل قوة وعزم حتى شهدنا تحرير عام ٢٠٠٠ وانتصار عام ٢٠٠٦، والانتصار على الإرهاب، واليوم نودع سيدنا القائد المجاهد الذي قضى سنوات عمره في هذا طريق الجهاد، ونال مرتبة الشهادة التي طالما تمناها.
وهذا الاستهداف الوحشي والغاشم لن يثني المقاومة كجسم جهادي وإداري وشعبي من استكمال هذا الطريق.
نهج حزب الله المقاوم ثابت لا تراجع عنه، هذا ما أثبتته سياسة حزب الله مع مرور السنين، فلو غيب الموت قائدا حل مكانه قائدا آخر والمسيرة ستستكمل، فنهجنا نهج سيد الشهداء، الموت عادتنا وكرامتنا من الله الشهادة.
بيان حزب الله
بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ
﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾
صدق الله العلي العظيم
سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء.
لقد التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عامًا، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفًا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم.
إنّنا نعزي صاحب العصر والزمان (عج) وولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله والمراجع العظام والمجاهدين والمؤمنين وأمة المقاومة وشعبنا اللبناني الصابر والمجاهد والأمة الإسلامية جمعاء وكافة الأحرار والمستضعفين في العالم، وعائلته الشريفة الصابرة، ونبارك لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه نيله أرفع الأوسمة الإلهية، وسام الإمام الحسين عليه السلام، محقّقًا أغلى أمانيه وأسمى مراتب الإيمان والعقيدة الخالصة، شهيدًا على طريق القدس وفلسطين، ونعزي ونبارك برفاقه الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر والمقدس إثر الغارة الصهيونية الغادرة على الضاحية الجنوبية.
إنّ قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف.
وإلى المجاهدين الشرفاء وأبطال المقاومة الإسلامية المظفرين والمنصورين وأنتم أمانة السيد الشهيد المفدى، وأنتم إخوانه الذين كنتم درعه الحصينة ودرة تاج البطولة والفداء، إنّ قائدنا سماحة السيد ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار.
السبت 28-9-2024
24 ربيع الأول 1446 هـ
رسائل تهنئة وتبريك
هذا وباركت ورثت العديد من الدول والحركات وفصائل المقاومة على امتداد لمحور شهادة الأمين العام بكل أسى. لبنانيا، قال رئيس تيار المردة اللبناني سليمان فرنجية: رحل الرمز وولِدت الأسطورة وتستمر المقاومة.
واكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان: رحل رمز المقاومة في العصر الحديث تاركاً خلفه مدرسة من العز والكرامة والمقاومة.
إلى ذلك أكد طلال ارسلان: ليس الوقت للحزن الآن ولا للبكاء بل للنهوض وإكمال المسيرة والصمود.
هذا وشددت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان: ندين ونستنكر هذه العملية الإجرامية الجبانة التي أقدم عليها العدو يدعم أمريكي.أما حركة الجهاد الإسلامي فقالت: فخر كبير أن يستشهد في موقف إسناد لشعبنا الفلسطيني في وقت تتساقط فيه أنظمة ودول في فخ الاستسلام أمام العدو.
من جهتها قالت حركة فتح الانتفاضة: ننعى السيد حسن نصر الله الذي ارتقى إثر غارة صهيونية جبانة قام بها العدو الصهيوني.
هذا واكدت لجان المقاومة على أن ارتقاء السيد نصر الله يوقد شعلة الثأر المقدس على أسوار القدس التي أحبها وعمل بلا كلل وملل من أجل تطهيرها من دنس الصهاينة.
كما شددت حركة حماس في بيانها: هذه المجزرة تثبت مجدداً دموية ووحشية هذا الاحتلال الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين في ظل الصمت والعجز والتخاذل الدولي، الاحتلال الصهيوني يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، نجدد تضامننا المطلق ووقوفنا صفاً واحداً مع الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان.
إلى ذلك قال حزب الدعوة العراقي في بيانه: نقول للعدو الصهيوني إن قتلتم منا سيدا فسيقوم سيد وقائد مكانه يواصل نهجه ويجاهد من أجل تحقيق أهدافه.
وقال المجلس الأعلى الإسلامي في العراق: سيد المقاومة القائد حسن نصر الله اتقى إلى جوار ربه على طريق القدس مجاهداً مؤمناً شجاعاً حكيماً صادقاً مع الله، إن التاريخ والأجيال سيخلدان ذكر الشهيد القائد ومآثره البطولية في مواجهة الكيان الصهيوني وحماية لبنان والدفاع عن فلسطين ونصرة غزة ومساندة العراق في حربه ضد "داعش"، وسيخلد التاريخ مواقف الشهيد السيد نصر الله النبيلة الشجاعة التي مثلت مدرسة لكل الأجيال وأحرار العالم يستلهمون منها إرادة التحدي، حزب الله سيبقى الجبهة التي تتهشم أمام خنادقها كل أحلام الصهيونية ومشروعها التوسعي العدواني وعنوان انتصارات جديدة وعظيمة للأمة، سيبقى العراق وشعبه داعماً ومناصراً ومسانداً للبنان وشعبه.
واكدت المرجعية الدينية السيد علي السيستاني أن: السيد نصر الله ساند العراقيين بكل ما تيسر له في تحرير بلادهم من الإرهابيين، الشهيد الكبير أنموذج قيادي قل نظيره في العقود الأخيرة، الشهيد الكبير قام بدور مميز في الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي بتحرير الأراضي اللبناني، الشهيد الكبير اتخذ مواقف عظيمة في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم حتى دفع حياته الغالية ثمناً لذلك.
هذا وقال الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي: بمزيج من الفخر وشديد الأسى تلقينا نبأ استشهاد قائد المقاومة وعنوان نصرها وفخرها، نجدد العهد لروح السيد حسن نصر الله الطاهرة بالمضي على نهجه والثبات على سبيله.
على الصعيد الإيراني قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: المسيرة المشرفة لقائد المقاومة السيد نصر الله ستستمر وسيتحقق هدفه بتحرير القدس.
هذا وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في رسالة تعزية باستشهاد السيد نصر الله: شهادة قادة المقاومة ستقوي شجرة المقاومة في المنطقة أكثر من ذي قبل، الكلمات عاجزة عن وصف بسالة السيد وشجاعته ونضاله المستمر طيلة حياته، إنه ألم كبير أصاب قلوب جميع المستضعفین في العالم وإسم السيد حسن نصر الله سيبقى يسطع على جبين الإسلام إلى الأبد، تعلمنا أن القيادة بيد الله ومسيرة الله لن تبقى بدون قادة ومجاهدين وهذه الأرض سيرثها عباد الله الصالحين، المجتمع الدولي لن ينسى أن أوامر هذا العدوان الإرهابي أتت من نيويورك ولا يمكن لواشنطن تبرئة نفسها من هذه الجريمة، متأكد أن حزب الله سيسطع كالشمس وراية مكافحة الظالمين لن تبقى على الأرض.
في رسالة وجهها حفيد الإمام الخميني السيد حسن الخميني في رسالة نعى فيها سماحة السيد حسن نصر الله: مسير السيد نصر الله سيتواصل، هذه الجريمة لن تغتفر ويجب ألا تبقى دون رد وهي تتطلب حركة متحدة ودقيقة من جانب المقاومة.
وقال المجلس السياسي الأعلى في اليمن: لقد توّج الشهيد القائد السيد حسن نصر الله عطاءه وجهاده بخير ختام وهو الشهادة، نتوجه بأحر التعازي وخالص المواساة إلى أسرة السيد نصر الله الكريمة وإلى حزب الله ومجاهديه والشعب اللبناني والأمة الإسلامية، استشهاد السيد نصر الله سيزيد جذوة التضحية وحرارة الاندفاع وقوة العزيمة والاستمرارية، ستكون العاقبة المحتومة هي النصر وزوال العدو الإسرائيلي وكيانه المؤقت.
اما الناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام فقال: السيد حسن نصر الله قد نال ما تمناه وسام الشهادة بعد عقود من الزمن مجاهداً مقداماً قل نظيره في التاريخ المعاصر، إن لوعة فراقه لن تفت من عضد إخوانه من بعده بل تمنحهم قوة إلى قوتهم ليواصلوا طريق المقاومة والجهاد حتى النصر النهائي.
وقالت حكومة التغيير والبناء اليمنية: نعزي قادة وكوادر حزب الله والشعب اللبناني في استشهاد القائد الإسلامي الكبير سماحة السيد حسن نصر الله، سماحة السيد حسن نصر الله كان رمزاً من رموز الجهاد والمقاومة وصاحب رؤية وفعل استراتيجيين في مواجهة التحديات، نؤكد استمرار مسيرة القائد الشهيد الجهادية فالدفاع عن القضايا العادلة سيستمر والنصر قادم، المقاومة لن تُكسر والروح الجهادية للإخوة المجاهدين في لبنان وفي كل جبهات الإسناد ستقوى وستكبر، نؤكد أن أحرار اليمن سيواصلون السير على درب الجهاد دفاعاً عن وطنهم وأرضهم وأمتهم وانتصاراً للمظلومين في فلسطين ولبنان بعطاء غير محدود.
انتهى