طهران / 4 تشرين الاول/اكتوبر/ارنا- دعا أمين هيئة حقوق الإنسان في الجمهورية الاسلامية الايرانية كاظم غريب آبادي، في رسالة إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعالة من قبل المؤسسات والآليات القانونية الدولية وحقوق الإنسان لمواجهة العدوان والإرهاب وإثارة الحروب من قبل الكيان الصهيوني.

وكتب غريب آبادي في رسالة الخميس إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عمر زنيبر والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: "إن الكيان الصهيوني وفي عدوان واضح على سيادة لبنان وسلامة أراضيه ارتكب جريمة بشعة في 27 أيلول /سبتمبر 2024 بشنه هجمات وحشية على ضواحي بيروت، ادت الى استشهاد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحركة المقاومة الإسلامية حزب الله، والعميد نيلفروشان المستشار العسكري الكبير للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت ومجموعة من مرافقيهما.

واضاف: في هذه الهجمات المتكررة، فقد عدد كبير من الأشخاص العاديين حياتهم أيضًا. أثار اغتيال الشهيد نصر الله، باعتباره شخصية شجاعة ومؤثرة في المجتمع اللبناني والعالم الإسلامي، موجة من الحزن بين شعوب لبنان وفلسطين وإيران وغيرها من البلدان الإسلامية، وكذلك في كل من يسير على طريق الجهاد والحرية والحق والعدالة، وأدى إلى احتجاجات وإدانات قوية من العديد من الحكومات والمسؤولين الدينيين والسياسيين والدوليين ونشطاء حقوق الإنسان والمدافعين عنها.

وأكد أمين هيئة حقوق الإنسان الايرانية أن جريمة الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت هي بلا شك جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ويترتب على ذلك المسؤولية الجنائية لهذا الكيان وقادته الداعين للحرب وداعميه، وأضاف: ان الكيان الصهيوني بشنه غارات جوية واسعة وممنهجة على المناطق السكنية ذات الكثافة السكانية العالية باستخدام القنابل متعددة الأطنان وتدمير منازل ومساكن المدنيين، والتي ادت إلى استشهاد وإصابة عدد كبير من النساء والأطفال في المناطق المدنية وتهجيرهم من منازلهم ، يكون بذلك قد ارتكب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وهي قضية مذكورة أيضًا في القانون الإنساني، والذي يعتبر صراحة الهجمات الممنهجة التي تستهدف السكان المدنيين، سواء في وقت السلم أو في زمن الحرب، عملاً ضد الإنسانية.

وقال غريب آبادي: إن هذا الكيان، بخرقه أجواء لبنان وعدوانه على المدنيين، قد تجاهل استقلال لبنان ومسّ سيادته ، وهي جريمة تجرم في إطار القانون الإنساني والقانون الدولي، ويمكن أن تنطوي على إصدار قرار لائحة اتهام جديدة لهذا الكيان المحتل ومسؤوليه الداعيين للحرب. جدير بالذكر أن حزب الله اللبناني مؤسسة رسمية في لبنان، وجريمة الكيان الصهيوني باغتيال زعيم هذه الحركة هي جريمة اغتيال رسمية بضوء أخضر من بعض الحكومات الغربية واميركا، وهو ما يتعارض بشكل واضح مع القانون الدولي.

واكد امين هيئة حقوق الإنسان الايرانية ان هذه الجريمة التي تم تنفيذها بقنابل خارقة للتحصينات بوزن 5000 رطل تبرعت بها الولايات المتحدة وبأمر من زعيم العصابة الإجرامية والإرهابية الصهيونية من قلب نيويورك والولايات المتحدة. تبين من ناحية، شراكة وتواطؤ الولايات المتحدة الأكيدة، في جرائم الكيان الصهيوني ضد الإنسانية التي يرتكبها في غزة ولبنان وادعاءاتها الكاذبة والمخادعة فيما يتعلق بالحاجة إلى تحقيق وقف لإطلاق النار، ومن ناحية أخرى، تؤكد استهزاء الكيان الصهيوني وداعميه بالمؤسسات والاليات القانونية والحقوقية الدولية.

وتابع: دون أدنى شك، لم يكن بإمكان الكيان الصهيوني أن يرتكب جرائم ضد الإنسانية وغيرها من المآسي الرهيبة دون الدعم السياسي والاستخباراتي والاقتصادي والدبلوماسي والعسكري من الولايات المتحدة. واستخدام الأسلحة والمقاتلات والقنابل الأمريكية التي يتم تنفيذها وتشغيلها في غزة ولبنان؛ ولذلك، فإن الولايات المتحدة شريكة لهذا الكيان  الإجرامي ولا يمكنها تجنب قبول المسؤولية والعواقب المترتبة على جرائم الكيان الصهيوني ضد الإنسانية في غزة ولبنان.

وأضاف معربا عن استنكاره لتقاعس الآليات الدولية لحقوق الإنسان عن العمل: لسوء الحظ، نتيجة لتقاعس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمؤسسات والاليات الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك بسبب عرقلة الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، فقد تم إضفاء الطابع المؤسسي على الشعور بالافلات من العقاب من قبل الكيان الاجرامي وقادته الداعين للحروب، ويتزايد باستمرار نطاق الجرائم والمغامرات التي يقوم بها هذا الكيان غير الشرعي.

وقال: إن هذا الكيان الذي قتل أكثر من 43.000 من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال، وأصاب أكثر من 93.000 شخص آخر في غزة، أثبت وحشيته وهمجيته، ومعارضته للقانون الدولي والإنساني والحقوق والمبادئ الإنسانية، والعديد من قرارات الأمم المتحدة والمبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية، وبهدف التغطية على فشله الذريع في غزة، بدأ بالعدوان على لبنان لتحقيق نجاحات عسكرية برأيه في هذه الجبهة، ليعيد بناء صورته الفاشلة في الداخل وإيجاد الذريعة لتبرير استمرار الحرب والقتل والإرهاب والعنف في الأراضي المحتلة ولبنان ومنطقة غرب آسيا.

وتابع أمين هيئة حقوق الإنسان الايرانية: ان ارتكاب الكيان الصهيوني جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية في غزة ورفح، وقتل المدنيين بلا هوادة، بما في ذلك الأطفال والنساء الأبرياء، والعدوان على لبنان وانتهاك سيادته ، واغتيال المدنيين وشخصيات ومسؤولين سياسيين، لا سيما الشهيد إسماعيل هنية والشهيد السيد حسن نصر الله، وقصف المناطق السكنية والبنى التحتية في فلسطين ولبنان، وجرائم مثل تفجير أجهزة النداء واستخدام الأفخاخ المتفجرة في الأدوات التي تستخدم في الحياة اليومية للمدنيين، يكون قد انتهك جميع القواعد والخطوط الحمراء واستهزأ بالقوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان والقوانين الإنسانية.

وأكد: "إن تكاتف ومقاومة الجميع لوقف آلة القتل التابعة للكيان الصهيوني ومعاقبة هذا الكيان المعتدي أصبح ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، وإلا فإن منطقة غرب آسيا ستواجه المزيد من الكوارث الرهيبة لأنه في الواقع وجود وبقاء واستمرارية هذا الكيان وهيئته الحاكمة الداعية للحرب مرتبطان بالفوضى والاضطراب والحرب والمجازر والإرهاب.

وقال: وفي هذا السياق، فإن هيئة حقوق الإنسان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ تعرب عن استنكارها للجرائم الفظيعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، يتوقع أولا منكم إدانة هذه الجريمة الإرهابية بشدة، وثانيا، ان تكونوا صوت المجتمع الدولي ضد العدوان والإبادة الجماعية من قبل هذا الكيان الإجرامي وان تستخدموا كل صلاحياتكم وقدراتكم لتعبئة الحكومات والمؤسسات والاليات القانونية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة العدوان والإرهاب واثارة الحروب من قبل هذا الكيان.

وأضاف غريب آبادي: أيضًا، وعلى سبيل الاستعجال، ينبغي تشكيل لجنة تحقيق مستقلة تتألف من أشخاص دوليين مستقلين لتوثيق الجرائم الجزائية وجرائم الحرب التي لا تعد ولا تحصى التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، لتكون اساسا لمحاكمة جميع الأمرين والفاعلين والمتواطئين مع هذا الكيان الإرهابي في المحاكم الدولية والوطنية.

وفي الختام ذكّر أمين هيئة حقوق الإنسان الايرانية: مما لا شك فيه أن إفلات هذا الكيان وقادته دعاة الحرب ومساعديه وشركائه وداعميه من العقاب في عصر يسمى بتقبل المسؤولية ومواجهة الإفلات من العقاب، يشكل ضررا جسيما لحقوق الإنسان والمُثُل والقيم والاهداف السامية في هذا المجال. العالم ينتظر تحرككم العاجل.

انتهى ** 2342