طهران/19 تشرين الاول/اكتوبر/ارنا-اكد الكاتب والصحفي البريطاني في مقالة له بصحيفة الغاردين البريطانية على انه يجوز للجمعية العامة أن تطرد عضو الأمم المتحدة الذي ينتهك باستمرار المبادئ التي يتضمنها هذا الميثاق من المنظمة بناء على توصية مجلس الأمن.

وفي مقالته هذه، اشار الصحفي البريطاني "مهدي حسن" الى انه خلال العام الماضي شنت "إسرائيل" هجمات على بلدان وأراضي محتلة متعددة كقطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن وإيران. ومع ذلك، وبغض النظر عن البلدان والأقاليم، فقد استهدفت "إسرائيل" أيضا منظمة الأمم المتحدة بسلسلة من الهجمات الخطابية والعنيفة غير المسبوقة، وقد شهدنا جميعا كيف ان " إسرائيل" تعلن الحرب على هذه المنظمة العالمية.

واستطرد مشيرا الى هجوم "اسرائيل" على قوات اليونيفيل في لبنان، ومؤكدا على أنه يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تتحرك للرد على هذه الغطرسة "الإسرائيلية"، وكخطوة أولى، العمل على طرد "إسرائيل" من الأمم المتحدة أو على الأقل تعليق مشاركتها في الجمعية العامة لهذه المنظمة.

وتابع انه اذا اردنا ان نأخذ بعين الاعتبار سجل الأسابيع والأشهر الأخيرة، نجد وبكل وضوح ان رئيس الوزراء "الإسرائيلي" وأثناء وقوفه على المنصة لإلقاء كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد ندد بالهيئة ووصفها بصفات نابية كـ"الدنيئة" و"بيت الظلام" و"المستنقع النتن لمعاداة السامية".

كما قام سفير "إسرائيل" المنتهية ولايته لدى الأمم المتحدة بتمزيق نسخة من ميثاق الأمم المتحدة باستخدام آلة تمزيق الورق الصغيرة أثناء وقوفه أيضا على منصة الجمعية العامة، وقال لاحقا إن مقر الأمم المتحدة في نيويورك “يجب إغلاقه ومحوه من على وجه الأرض”.علاوة على ذلك ،اتهم وزير الخارجية "الإسرائيلي" الأمين العام للأمم المتحدة زورا بعدم إدانة هجمات إيران على "إسرائيل" وأعلن أنه "شخص غير مرغوب فيه في "إسرائيل" وأمنعه من دخول البلاد.

واضاف الكاتب البريطاني بأن السلطات الإسرائيلية قامت بعرقلة عمل لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة والتي كانت تحاول جمع الأدلة حول 7 تشرين الأول/اكتوبر،كما ان البرلمان الإسرائيلي يعكف على تصنيف وكالة الأمم المتحدة القائمة( الأونروا) منذ فترة طويلة على أنها "منظمة إرهابية".

ناهيك عن قصف الجيش "الإسرائيلي" لمدارس الأمم المتحدة ومستودعاتها ومخيمات اللاجئين في غزة لمدة 12 شهرا متتاليا، وقتل خلال هذه العملية 228 موظفا في الأمم المتحدة  وهو أكبر عدد من موظفي الامم المتحدة الذين قتلوا في صراع واحد أو كارثة طبيعية منذ إنشاء الأمم المتحدة على حد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة.وايضا يهاجهم الجيش "الإسرائيلي" في هذه الايام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.

المادة الـ6 من ميثاق الأمم المتحدة تنص على طرد اي عضو ينتهك مبادىء ميثاقها

وتساءل هذا الكتاب البريطاني كيف يمكن ان يكون كل ما تقوم به "اسرائيل" مقبول قانوينا، وكيف يسمح لها بالبقاء عضوا في الأمم المتحدة، ولماذا لم يتم طردها حتى الآن من المنظمة التي تهاجمها وتقوضها بلا هوادة وبلا خجل؟

وتابع مشيرا انه من المؤكد أن هناك منتهكي حقوق الإنسان اخرين ما زالوا أعضاء في الأمم المتحدة،لكن لم يقتل أي منهم موظفي الأمم المتحدة بشكل جماعي ولم يرسل أي منهم دبابات لغزو قاعدة تابعة للأمم المتحدة، ولم يرفض أي منهم "الامتثال لأكثر من عشرين قرارا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".لافتا الى انه لقد مر أكثر من 60 عاما منذ أن تجرأ أي بلد في العالم على اعتبار الأمين العام للأمم المتحدة نفسه "شخصا غير مرغوب فيه".

واصاف انه لكي نكون واضحين لا يبدو الأمر كما لو أنه لا توجد آلية لطرد دولة عضو في الأمم المتحدة، فالمادة الـ6 من ميثاق الأمم المتحدة تنص على انه "يجوز للجمعية العامة أن تطرد عضوا من الأمم المتحدة الذي ينتهك باستمرار المبادئ التي يتضمنها هذا الميثاق، من المنظمة بناء على توصية مجلس الأمن".

ورأى انه لا يجوز "لدولة مارقة" (لكيان مارق ) أن تعلن الحرب على الأمم المتحدة نفسها وان تواجه فقط بإدانة اعمالها وتستمر في الإفلات من العقاب ، مذكرا بأن "إسرائيل" موجودة اليوم فقط بسبب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تتضمن إعلان وجودها في عام 1948، وبأن طرد "إسرائيل" من الأمم المتحدة، أو على الأقل تعليق مشاركتها في الجمعية العامة كخطوة أولى، من شأنه أن يبعث برسالة قوية إلى شعب "إسرائيل" وبقية العالم على السواء.

هذا وكان المحلل السياسي العربي المخضرم "عبد الباري عطوان" قد اشار في تقرير لصحيفة "رأي اليوم" الى ان القرار الوَقِح والمُتعجرف ؛الذي اعتبر فيه وزير الخارجيّة الإسرائيلي كاتس أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شخصا غير مرغوب فيه ويمنع دخوله إلى الأراضي الفِلسطينيّة المُحتلّة بحُجّة عدم تسميته لإيران أثناء إدانته لردها الصّاروخي على اهدافٍ عسكريّةٍ "إسرائيليّة"؛ يأتي تكريما للمسؤول الدّولي يُؤهّله للفوز بجائزة نوبل للسّلم وأحد أبرز المُرشّحين لها في نهاية هذا العام، وتبرئة الجائزة بالتّالي من اتّهامها بالهيمنة الصّهيونيّة عليها، وتسييس مُنطلقاتها.

وتابع عطوان انه عندما تُقدم دولة الاحتلال على هذه الخطوة، فهذا يعكس حالة الانهيار والهزائم المُتلاحقة، والعُزلة الدوليّة التي تعيشها بسبب إقدامها على ارتكاب حرب إبادة وتطهير عِرقي في فِلسطين المُحتلّة، وقتل أكثر من 41 ألف مدنيًّا نِصفهُم من الأطفال.

ورأى عطوان انه ما يُؤلم أنّ 22 دولة عربيّة لم تُدافع حتّى الآن عن الأمين العام للأمم المتحدة، وتقف في خندقه بشراسةٍ في وجْهِ هذه الحملة الصّهيونيّة أُسوةً بجميع اعضاء الامم المحتدة بإستثناء امريكا.

انتهى** ر.م