طهران / 19 تشرين الأول/أكتوبر/إرنا- قال وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، إن حل الدولتين لن يؤدى إلى إرساء سلام مستدام فى المنطقة، مشیرا الی ان السلم المستدام فى المنطقة لن یأتى إلا بحل القضية الفلسطينية على أساس دولة واحدة ديمقراطية على الأراضى الفلسطينية.

وقال عراقجي في تصريح صحفي لجريدة  "المصري اليوم"، إن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة بالغة الخطورة، تتطلب تنسيقا إقليميا عاجلا لردع جرائم الكيان الصهيوني، محذرا في الوقت ذاته من أن استمرار ممارسات الاحتلال، قد تؤدى إلى ظهور غزة ثانية فى لبنان وغزة ثالثة ورابعة فى مناطق أخرى، متحدثا عن ضرورة وجوب الانخراط فى موقف إقليمى موحد لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة.

وأضاف: إنه يجب على دول المنطقة والمجتمع الدولى أن يبذلوا المزيد من المساعي من أجل وضع حد للفظائع التى يرتكبها الاحتلال، كى لا تتسع رقعتها فى المزيد من المناطق، فقد رأينا ونرى ما حدث فى غزة من إبادة جماعية؛ فكم من الأبرياء ارتقوا، وكم من المنازل هدمت، وكم من المستشفيات والمدارس دمرت بآلة القتل الصهيونية، حتى جاوز عدد الشهداء في غزة ۴۰ ألفا معظمهم من النساء والأطفال.

وصرح عراقجي: أعتقد أن هناك احتمالية أن نرى غزة ثانية فى الجنوب اللبنانى؛ حال لم يتم التحرك بجدية لوقف العدو الصهيونى؛ بل إن الظروف قد تتطور لنشهد غزة ثالثة ورابعة فى مناطق أخرى محيطة؛ حال لم يتم ردع تلك الجرائم بحزم.

وأوضح: إن محاولة شيطنة بلاده باءت بالفشل، وإن العلاقات مع دول الضفة الجنوبية للخليج الفارسي، تشهد تطورا إيجابيا، بدليل جولته المكوكية فى بلدانها، لافتا إلى أن طهران لم توجه أى تهديد بإغلاق مضيق هرمز، معتبرا أن هناك إمكانية وفرصة لتشكيل تحالف إقليمى بين إيران وتركيا من جانب، والدول العربية، وفى القلب منها الخليج الفارسي، يمكن أن يبدأ بالتعاون الاقتصادى على أن يتطور لاحقا إلى تعاون أمنى واستراتيجى مع إبرازه أهمية التحالفات الإقليمية فى مواجهة التحديات والمخاطر المشتركة.

وأضاف: إن المشاورات بيننا وبين مصر قائمة دوما، ولدينا رغبة فى استمرار هذه المشاورات واستمرار التعاون المشترك بيننا؛ فالروابط بين مصر وإيران وثيقة، والعلاقة بين طهران والقاهرة، علاقة احترام متبادل، حتى فى وقت القطيعة الدبلوماسية.

وتابع قائلا: إن هناك علاقات جيدة جدا بين إيران وكل بلدان الضفة الجنوبية للخليج الفارسي (المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين، وسلطنة عمان، والكويت)، ومؤخرا هذه العلاقات فى طور التقدم والتطور، أصبحت العلاقات الثنائية بيننا وبين تلك الدول جيدة، كما أن المشاورات بيننا جميعًا، حول الشؤون الإقليمية والمصالح الاستراتيجية المشتركة مستمرة، وخلال الأيام القليلة الماضية، قمت بجولات إقليمية شملت العديد من تلك الدول.

وأشار إلى بإمكان الولايات المتحدة أن تلعب دورا أكثر تأثيرا فى إرساء السلام بالمنطقة، عبر خطوة واحدة وهى الكف عن دعم الاحتلال الصهيونى ودعم جرائمه، تلك الخطوة الوحيدة كفيلة بدعم إرساء الاستقرار والسلام فى المنطقة، وأرى أن الانحياز الأمريكى للكيان الصهيونى هو من يزعزع أمن منطقتنا، وحال توقف تزويد الكيان الصهيونى بالسلاح الأمريكى والغربى؛ ما كان للكثير من الجرائم التى شهدناها فى غزة ثم فى لبنان أن ترتكب.

وأضاف عراقجي: إننا بالفعل لا نريد الحرب، لكننا جاهزون لكل السيناريوهات المطروحة والمحتملة، وإذ شنت "إسرائيل" هجوما على إيران؛ سندرسه بكل دقة ونحدد طريقة الرد عليه وردنا المتبادل جاهز، وبإمكان الإسرائيليين اختبار إرادتنا، فنحن لسنا مستعجلين ولن نماطل، لكننا جاهزون لأى رد متبادل.

وقال وزير الخارجية الإيراني: إن "إسرائيل" تبحث عن حرب موسعة، وهذا ما لا نريده؛ بل نريد جلب السلام والاستقرار فى المنطقة، ولا أحد فى المنطقة يؤيد سيناريو الحرب الموسعة سوى رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو".

وأضاف: أننا نعتقد بأن حل الدولتين لن يؤدى إلى إرساء سلام مستدام فى المنطقة، وموقفنا هذا قد يكون مختلفا عن موقف ورؤية العديد من الدول الأخرى، لكن وجهة نظرنا أن أفضل طريقة لإرساء الأمن والسلم المستدام فى المنطقة لن تأتى إلا بحل القضية الفلسطينية على أساس دولة واحدة ديمقراطية على الأراضى الفلسطينية، وفى مثل هذه الدولة يتعايش جميع السكان الأصليين الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، جنبا إلى جنب مع اليهود، وعلى أساس استفتاء هؤلاء السكان الأصليين يجرى تقرير مصيرهم ومستقبلهم عبر صناديق ديمقراطية.

انتهى**3276