وبحسب مراسل وكالة إرنا للسياسة الخارجية، عقد المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي صباح اليوم الاثنين 21 تشرين الأول/أكتوبر مؤتمره الصحفي بحضور مختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
وقال في هذا الصدد: إن الجهاز الدبلوماسي بذل خلال الأسابيع الأخيرة جهودا كثيرة لمنع الكيان الصهيوني من القتل والتحريض على الحرب في غزة ولبنان وانتشاره إلى المنطقة، مشيراً إلى أن هذه المشاورات بدأت بالزيارة الميدانية التي قام بها وزير الخارجية إلى لبنان.
وقال: بالإضافة إلى المشاورات الدبلوماسية والسفر إلى دول المنطقة، أجرى وزير الخارجية أيضا مكالمات هاتفية عديدة مع مختلف المسؤولين وأجرى مفاوضات جيدة بشأن منع انتشار التوتر. وكانت رسالة وزير الخارجية من هذه الرحلات واضحة، ولا سيما فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع الجيران وتوسيعها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: أولوية إيران في الأوضاع الإقليمية هي إحلال ونشر السلام والاستقرار والطمأنينة في المنطقة معتبراً أن إنهاء شرور الكيان الصهيوني واجب إنساني وأخلاقي وقانوني وفق القوانين الدولية.
وأضاف بقائي: القاسم المشترك بين زيارات الوزير هو القلق من مخاطر وتهديدات انتشار الحرب في المنطقة وأن هذه الزيارات يمكن أن تمنع انتشار الحرب.
روسيا والصين يمكن أن تلعبا دوراً مهماً
وقال بقائي: إن بإمكان روسيا والصين، باعتبارهما عضوين مهمين في مجلس الأمن، أن تلعبا دورًا مهمًا مشيرا إلى أن البلدين يعارضان بشدة نهج الكيان الصهيوني.
عدم استبعاد أي دولة من مشاورات إيران الإقليمية
وردا على سؤال وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية بشأن استمرار الدبلوماسية الإقليمية الإيرانية، قال بقائي: نحن لا نستبعد أي دولة من مشاوراتنا الإقليمية. مشيراً إلى إن الحفاظ على السلام في المنطقة والمساعدة على تعزيزه واجب مشترك على الجميع. وإن السلام والأمن في المنطقة أمر جوهري، ويجب على دول المنطقة أن تظهر استعدادها في هذا المجال.
وتابع: بغض النظر عن بعض الخلافات مع بعض دول المنطقة، فقد أعطينا الأولوية للتشاور للحفاظ على السلام والأمن. واليوم سنسافر أيضًا إلى الكويت والبحرين حتى يمكن إنجاز هذا العمل مع جزء مهم من الدول التي كان علينا التشاور معها.
عودة قضية الجزر الثلاث إلى الظهور
وبخصوص عودة قضية الجزر الثلاث إلى الظهور قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: أولاً، نأسف إنه وفي الوضع الحالي، الذي ينبغي أن يتم التركيز فيه على إنهاء شرور الكيان الصهيوني، يتم مناقشة قضية إيران مع إحدى الدول بشكل علني. ونحن نطرح هذه القضية طوال العام مع أصدقائنا وشركائنا والدول ذات الصلة، وموقفنا واضح يتعلق بإصرارنا على سيادتنا الوطنية ووحدة أراضينا، وهذا الموقف يستند إلى كافة القوانين الدولية واحترام حقوق الدول. كما قدمنا مذكراتنا الاحتجاجية في هذا الصدد.
العلاقة مع تركيا
وتابع: العلاقات بين إيران وتركيا كدولتين كبيرتين وقوتين إقليميتين في العالم الإسلامي متميزة للغاية، وكانت زيارة وزير الخارجية الأخيرة إلى تركيا أيضًا فرصة جيدة للقاء المسؤولين الأتراك، مشيراً إلى ان اجتماعاتنا مع مسؤولي حركة حماس أظهرت أيضًا أن حماس حية، وإن البلدين إيران وتركيا ملتزمان بوقف العدوان على غزة ولبنان.
تهديدات الكيان الصهيوني
وحول رد إيران على تهديدات الكيان الصهيوني ضد منشآت بلادنا النووية، قال بقائي: قدمنا مذكرة احتجاج إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التهديدات التي أطلقها الكيان الصهيوني، وسنتابع التهديدات التي صدرت في هذا اليوم. مع مختلف المستويات الأخرى.
وفيما يتعلق برد إيران على تهديدات الكيان الصهيوني، تابع بقائي قائلاً: رسالتنا واضحة للغاية وقلنا مرات عديدة أن أي أذى من الكيان الصهيوني سيقابل برد قاطع من إيران، والقرار بشأن كيفية الرد هو أيضا مسؤوليتنا. لقد كان إنشاء الولايات المتحدة لنظام الدفاع الصاروخي استمرارًا للدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، رسالتنا فيما يتعلق بمسؤولية الدول التي تشارك بأي شكل من الأشكال في الهجوم على إيران واضحة، ونحن سعداء بأن دول المنطقة وصلت إلى هذا النضج بأن حماية سلم وأمن المنطقة هي مسؤولية الجميع. وعواقب أي إنفلات أمني ستطال جميع دول المنطقة. إن دول هذه المنطقة لن تسمح أبداً بأن يتم الهجوم على أي دولة أخرى في المنطقة من خلال أراضيها.
العقوبات الأمريكية والأوروبية
وفيما يتعلق بالعقوبات الخطيرة التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على شركات الطيران الإيرانية قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن العقوبات الأخيرة على شركات الطيران لا تغير شيئًا سوى أنها تحرم الناس من حقوقهم الأساسية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن توجهات إيران الإيجابية فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع أوروبا قوبلت بردها السلبي، وآخر مثال على ذلك هو الإجراء الجديد الذي اتخذته أوروبا بفرض عقوبات على إيران. خلال زيارة السيد عراقجي إلى نيويورك، وأضاف: عقدنا اجتماعا مع ثلاث دول أوروبية وناقشنا القضايا النووية وغيرها. ولذلك، كانت إيران دائماً في المقدمة. ونحن على استعداد للتعاطي مع كافة الدول على أساس الاحترام المتبادل والتفاهم على أساس المصالح الوطنية الإيرانية.
وتابع: نرى بوادر إيجابية على أن مشاوراتنا الدبلوماسية الأخيرة في المنطقة أسفرت عن خلق قلق مشترك وإصرار على منع آلة القتل للكيان الصهيوني، ودول المنطقة تتشاور مع شركائها من أجل حل عام وعالمي لإنهاء السياسات العدوانية للكيان الصهيوني.
وقال بقائي: نرحب بأي مبادرة تؤدي إلى وقف الجرائم في غزة ولبنان، ولم يكن لدى إيران قط نية التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة. المقاومة وحزب الله من الجهات الفاعلة في الداخل اللبناني، والحل الأفضل هو الحوار اللبناني اللبناني للتوصل إلى توافق في هذا المجال.
نقل رسالة إيران وأمريكا عبر سويسرا
وصرح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: إن محادثات مسقط التي تأسست منذ فترة طويلة وركزت على القضية النووية، قد توقفت في الوقت الحالي وبسبب الأوضاع الأخيرة التي تشهدها المنطقة، ولكن فيما يتعلق بتبادل الرسائل بين البلدين (إيران وأمريكا)، لدينا قنواتنا الخاصة، وأهمها السفارة السويسرية.
وفيما يتعلق باجتماع البريكس، قال بقائي: إن روسيا هي أحد مؤسسي البريكس وتلعب دورا رئيسيا في تطورات وعلاقات البريكس. إن إيران ترحب بأي مبادرة، خاصة من أصدقائها، لمنع الكيان الصهيوني من إشعال الحرائق، ونعتقد أن الخطوة الأولى الضرورية للمنطقة هي وقف الحرب في غزة ولبنان.
إساءة الإعلام التركي
وقال بقائي: "تم التعامل مع حادثة إساءة إحدى وسائل الإعلام التركية في الوقت المناسب وتم حل سوء التفاهم بالتشاور مع وزير الثقافة في بلادنا مع المسؤولين في الجانب التركي". مشيرة إلى أن العلاقات الثقافية بين البلدين قائمة وهي في أفضل حالاتها.
وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية: إننا نتابع حقوق الشعبين اللبناني والفلسطيني في إطار اختصاصات ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، ونعتبر ذلك من واجباتنا وواجبات باقي دول المنطقة القانونية والإنسانية.
التعاون بين إيران وتركيا من أجل السلام في المنطقة
وفيما يتعلق بالتعاون المشترك بين إيران وتركيا في مكافحة الإرهاب، تابع بقائي يقول: أحد المواضيع التي كانت دائما على جدول أعمال إيران وتركيا هو تعزيز أمن الحدود ومكافحة الإرهاب. وكنا على اتصال مع تركيا في إطار عملية أستانا، وما زالت هذه المشاورات مستمرة.
وقال بقائي: نسعى لإحلال السلام والاستقرار والأمن في سوريا بالتعاون مع تركيا ودول أخرى في المنطقة في أطر مختلفة بما فيها عملية أستانا، ونتفق مع تركيا على محاربة الإرهاب على الحدود المشتركة وفي المنطقة بشكل عام.
وصرح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: أن زيارات السيد الوزير خلال الأسبوعين الماضيين تركزت على التطورات التي تشهدها المنطقة وجهود خلق توافق بين دول المنطقة لمنع جرائم الكيان الصهيوني في غزة و لبنان. وقال: بينما كانت أولويتنا هي القضايا الإقليمية، فقد اغتنمنا كل فرصة لإثارة القضايا الثنائية، وخاصة القضايا الاقتصادية. وعلى سبيل المثال، في الحديث مع السلطات التركية خلال الرحلة الأخيرة، تحدثنا عن تطوير اقتصاد الحدود وتفعيل مجلس التعاون الأعلى بين الجانبين.
وتابع: السفارة السويسرية هي قناة تبادل الرسائل بين الولايات المتحدة وإيران فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، ويتم تبادل الرسائل إذا لزم الأمر.
وأضاف بقائي: "محادثاتنا لا ولن تقتصر على دول المنطقة، ومصر مثال واضح على ذلك".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية: لقد أوضحنا في مراسلاتنا مع الأمم المتحدة وفي مناقشاتنا مع الأمم المتحدة والأطراف الأخرى في هذه القضية أن العمليتين الإيرانيتين ضد مواقع الكيان الصهيوني تأتيان في إطار حق الدفاع المشروع وردا على تصرفات هذا الكيان.
وأضاف: إن إيران تحاول التخلص من شر الكيان الصهيوني من خلال كافة المعلومات والمعطيات المتاحة، وبالطبع تعتمد على قدرات قواتها العسكرية والأمنية، ومن الطبيعي فإن رد إيران على الشرور المحتملة للكيان الصهيوني أمر مؤكد.
وقال بقائي: إن تركيز الجهاز الدبلوماسي الإيراني ينصب على منع تمدد عدوان الكيان الصهيوني في المنطقة ووقف الحرب في غزة ولبنان.
متابعة حقوق إيران المائية مع أفغانستان
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: لقد كان جهدنا هو أخذ حقوقنا المائية من أفغانستان، وهذا الموضوع يتابعه الممثل الخاص للرئيس لشؤون أفغانستان.
وفيما يتعلق بمواصلة جهود إيران لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، قال بقائي: سياسة البلاد الخارجية لا تتغير بتغير الأشخاص، وكل جهود إيران في السنوات الثلاث الماضية في إزالة المخاوف المشتركة بين إيران وأفغانستان من خلال الاستمرار العلاقات بين الجانبين ومما يساعد في تعزيز الأمن في هذا البلد وحل العديد من المشاكل والقضايا هناك.
وتابع: نحن إحدى الدول المؤثرة في عملية إطار التعاون 3+3، وقد عقد الاجتماع السابق لهذه الجولة من المحادثات في إيران، ويمكننا أن نحصل على منطقة قوقاز آمنة ومستقرة بتعاون الدول الأعضاء. وأشار إلى أن الوثيقة الختامية لاجتماع 3+3 في اسطنبول تؤكد على ضرورة تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء في القوقاز، وهذا هو نهج إيران لتعزيز العلاقات التجارية بين دول منطقة القوقاز ومن ثم خلق الأمن في هذه المنطقة .
وفي الختام أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن الملف الأمني في سوريا هو اهتمام مشترك بيننا وبين تركيا، وآليات تنسيق مواقف الجانبين، بما فيها عملية أستانا، فعالة للغاية. من أجل مواصلة إضعاف الإرهاب وتعزيز الحكومة المركزية في سوريا.
** إنتهى