طهران/28 تشرين الاول/اكتوبر/ارنا- افاد المتحدث باسم الخارجية الايرانية " اسماعيل بقائي" بأن جميع المشاورات التي أجراها وزير الخارجية في الأسابيع الأخيرة ركزت مباشرة على الجرائم الصهيونية في غزة ولبنان ومحاولة محاسبة الكيان الصهيوني، معتبرا بان الإفلات من العقاب هو السبب الأهم في تهور الكيان الصهيوني.

وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الاثنين، لفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "اسماعيل بقائي " الى ان الحدث الأهم الذي حصل في الأسبوع الماضي كان فجر يوم السبت عندما ارتكب الكيان الصهيوني خطأ حسابيا تم التصدي له عبر الدفاع الحماسي للقوات المسلحة الإيرانية، والذي كان نقطة تحول بالنسبة للجمهورية الإسلامية الايرانية.

واضاف بقائي بأن السلك الدبلوماسي الايراني تابع تحركاته بشكل حثيث خلال الاسبوع الماضي بحيث واصل وزير الخارجية الايراني جولاته الاقليمية فزار الكويت والبحرين لاجراء المشاورات حول اخر مستجدات المنطقة .كما شارك في قمة مجموعة دول البريكس، وهو أول مشاركة لإيران كعضو في هذه المجموعة وقد جرت مشاورات واجتماعات جيدة.

ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بأن يوم تأسيس الأمم المتحدة هو فرصة جيدة للتأمل في حال هذه المنظمة حيث فقدت الأمم المتحدة مصداقيتها خلال عام من العدوان الشامل على غزة ولبنان.کما ان وضعها الحالي الذي آلت اليه يقع على عاتق داعمي الكيان الصهيوني، وخاصة الولايات المتحدة، الذين منعوا أي إجراء عملي من جانب مجلس الأمن الدولي.

وبيّن بقائي بأن الإبادة الجماعية لا تحدث في غزة فقط، بل اجرام الصهاينة يمتد الى الضفة الغربية التي تشهد ايضا مختلف أنواع الجرائم في الـ 24 ساعة الماضية، حيث استشهد 150 مواطنا فلسطينيا بينهم 3 صحفيين على يد الكيان الصهيوني، ونتيجة ذلك ارتفع عدد الشهداء الصحفيين الى أكثر من 180 شهيدا منذ بدء العدزان الصهيوني على قطاع غزة.

وحول التصريحات الأخيرة لقيادة الثورة الاسلامية وواجبات وزارة الخارجية في هذا الشأن،اوضح بقائي بأن وزارة الخارجية الايرانية ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة اجرت ومازالت تجري العديد من الاجراءات وبناء على اقتراحات ايران تم عقد المؤتمر الأول لرؤساء الدول الإسلامية وايضا عقدت بعض الاجتماعات الأخرى على مختلف المستويات.

واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية  الايرانية على ان الوزراة قد استخدمت ومازالت تستخدم كافة صلاحياتها وإمكاناتها في خلق تعبئة عالمية ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين.

وفي هذا السياق ، افاد بقائي بأن جميع المشاورات التي أجراها وزير الخارجية في الأسابيع الأخيرة قد ركزت مباشرة على الجرائم الصهيونية في غزة ولبنان وتعبئة المجتمع الدولي لمساعدة اللاجئين ومحاولة محاسبة الكيان الصهيوني،معتبرا بان الإفلات من العقاب هو السبب الأهم لتهور الكيان الصهيوني.

وفيما يتعلق باجتماع مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة،اوضح بقائي بأن مصطلح "وقف إطلاق النار" ليس كلمة محددة لأن هذه الكلمة يجب أن تستخدم عندما تكون هناك حرب بين طرفين ولكن ما نراه اليوم في حالة العدوان على غزة ولبنان فإنه يعد تورط أحد الطرفين في إبادة جماعية.

وعن موقف ایران بضرورة وقف جرائم الإبادة الجماعية والجرائم اللاانسانية في غزة ولبنان، فقد اكد بقائي على ترحيب بلاده بكل مبادرة تتیح التوصل الى حلول، لكن بعض الأطراف الحاضرة في اجتماع الدوحة أظهرت أنها لا تملك الإرادة اللازمة لذلك.

القوات العسكرية والأمنية الإيرانية تراقب باستمرار تحركات الكيان الصهيوني

وبالاشارة الى تكامل العمل الدبلوماسي والميداني، اوضح بقائي بأن ردود الفعل عقب اعتداءات الكيان الصهيوني تظهر أن هناك ادانات واسعة النطاق من المنطقة على اعتداءات الصهاينة ،وبأن المنطقة قد توصلت الى نتيجة مفادها أنه ينبغي اتخاذ موقف ضد الأعمال الإجرامية الصهيونية، معتبرا أن الدبلوماسية لا تزال وسيلة لمنع انتشار الحرب في المنطقة.

واضاف بأن المشاورات الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة، قد توصلت الى نتيجة مفادها أنه يجب على جميع الدول مراقبة الوضع، وإذا لزم الأمر، إبلاغ بعضها البعض بالوضع غير المناسب. وثانيا، أن القوات العسكرية والأمنية الإيرانية تراقب باستمرار تحركات الكيان الصهيوني.

وفيما يتعلق بالمجال الدبلوماسي، افاد المتحدث باسم وزارة الخارجية بان الرسائل تتغير دائما، مؤكدا على انه وكما بات واضحا للجميع فان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تحيد عن حقها في الرد على اعتداءات الكيان الصهيوني، مبيّنا بأن هذا الامر هو حق قائم واصيل وفقا للقانون الدولي وبغض النظر عما يتم تبادله، فإن ايران حاسمة في ذلك.

وعن موقف ايران من أسلحة الدمار الشامل،صرح بقائي بأن موقفها واضح وشفاف، وبناء على فتوى أعلى سلطة سياسية في البلاد وبناء ايضا على التقييمات المنطقية، فإن ايران لا تؤمن ولا تؤيد عسكرة البرنامج النووي بأي شكل من الأشكال.

الكيان الصهيوني اصل مشاكل المنطقة

وردا على سؤال مراسل إرنا حول نتائج موجة الإدانات واسعة النطاق على اعتداءات الصهاينة من قبل دول المنطقة وخارجها، صرح بقائي بأن موجة الادانات قد اظهرت اجماع دول المنطقة، واظهرت ان هذه الدول قد توصلت الى نتيجة مفادها أن المشكلة الرئيسية والمتجذرة في انعدام الأمن في المنطقة هو الاحتلال الصهيوني المستمر منذ 80 عاما.

وتابع بأن دول المنطقة تشعر بالقلق ازاء انتشار التوتر والحرب في المنطقة، والمخاطبون في هذا الوضع هم مؤيدو وداعمو الكيان الصهيوني الذين منعوا أي تحرك من قبل المنظمات الدولية ومجلس الأمن ضد جرائم هذا الكيان الغاصب.

واضاف أن ايران قد تلقت تأكيدات مهمة من جميع دول المنطقة بأن المجال الجوي وأراضي أي دولة لن تُمنح لأي طرف للقيام بأعمال ضارة ،مبيّنا بأن هذا الامر هو واجب قانوني وطبيعي على الدول، فلا ينبغي لأي دولة أن تعطي أراضيها لطرف ثالث ليعتدي على سيادة دولة أخرى.

واستطرد مؤكدا على عدم قيام اي دولة مجاورة بتسليم أراضيها لمعتدي، مضيفا بانه يجب على الحكومة العراقية أن تعتبر نفسها ملتزمة بالرد والاحتجاج على إساءة استخدام أراضيها أمام الأمم المتحدة من أجل منع تكرار جرائم الكيان الصهيوني الذي لا يعرف حدودا لعدوانه.

المحادثات الايرانية-المصرية

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن زيارة وزير الخارجية الايراني لمصر ركزت على متابعة القضايا والتطورات الإقليمية، كما تم طرح القضايا الثنائية أيضا.ولفت الى ان مسألة مواصلة المحادثات بين إيران ومصر لإقامة العلاقات الثنائية كانت مطروحة ايضا على جدول أعمال الجانبين في الاجتماعات الأخيرة في قازان بروسيا.

الارهاب يرخي بظلاله على دول جنوب شرق اسيا

وعن الارهاب في المنطقة ، اوضح بقائي ان الارهاب ومنذ سنوات يرخي بظلاله على دول جنوب شرق اسيا ومنها إيران وأفغانستان وباكستان، مشيرا الى ان هناك تعاون ايراني-باكستاني لمكافحة الإرهاب في المنطقة وتأكيد كلا البلدين على ضرورة تعزيز التعاون الأمني.

 وتابع بأن هناك اتفاقية أمنية بين الجانبين، تمت الموافقة عليها في البرلمان الباكستاني في الأيام الأخيرة، مضيفا بان المشاورات مع الجانب الباكستاني مازالت مستمرة على عدة مستويات، ويعتبر الجانبان مكافحة الإرهاب واجبا عليهما.

الدعم الامريكي اللامحدود هو سبب بقاء الكيان الصهيوني

ورأى بقائي بأن السبب الرئيسي لبقاء وتوسع الكيان الصهيوني هو الدعم الامريكي اللامحدود ، فالنهج الامريكي في هذا الخصوص كان واضحا دائما،ويجب على الادارة الأمريكية إيقاف هذا الكيان عند حده من خلال وقف الأسلحة والدعم الاستخباراتي والسياسي له.

تفسير العدو غير المناسب لضبط النفس الذي مارسته إيران في المراحل الأولى من العدوان

وبخصوص مسألة ضبط النفس، اكد بقائي انه يجب على الکیان الصهيوني أن يوقف عدوانه، مشيراً إلى ان إيران قامت بضبط النفس في بعض الأحيان من أجل الصالح العام اي السلام والاستقرار في المنطقة، ولكن للأسف تم  تفسير ضبط النفس الإيراني بشكل غير مناسب  وقال: يجب على مؤيدي وداعمي الكيان الصهيوني أن يوقفوه .

البركيس خلق العديد من القدرات وحظي بموافقات طويلة في مختلف المجالات

وفیما یتعلق بقمة مجموعة دول البريكس، اوضح بقائي بأن البركيس قد خلق العديد من القدرات وحظي بموافقات واسعة في مختلف المجالات، لافتا الى ان مجموعة البريكس في مرحلة تطورها ولديها شركاء يتزايدون، وكل منهم يضيف قدرات جديدة لهذا التحالف وستستفيد ايران من هذه القدرة الى أقصى حد.

وتابع بأن هناك دولا أعضاء في مجموعة البريكس تتبع مواقف أكثر استقلالية فيما يتعلق بالتطورات العالمية. ويشارك تحالف البريكس في مجالات مختلفة وهدفه هو تعزيز السلام والاستقرار والأمن في العالم مضيفا بان هذا هو واجب الأمم المتحدة التي عجزت عن أداء واجبها تحت تأثير بعض القوى، بما فيها الولايات المتحدة.

 اما فيما يخص مجموعة العمل المالي،اشار الى ان وزارة الخارجية قدمت تقاريرها الخاصة وتقوم بمتابعة الأمر مع المؤسسات الأخرى ذات الصلة.

وعن العلاقات الايرانية -الاوربية ،افاد بان العلاقت مازالت مستمرة مع الدول الأوروبية باستثناء دولة أو دولتين لديها مشاكل مع ايران.

وتابع انه لم يتم تحديد الموعد الدقيق لتوقيع وثيقة التعاون بين إيران وروسيا من قبل الرؤساء.

عقد اجتماع لمجلس الأمن بناء على طلب إيران واصدقائها

صرح بقائي بأن بعد ظهر اليوم الاثنين سيعقد مجلس الامن الدولي جلسة استثنائية  بناء على طلب ایران وأصدقائها (الجزائر ،روسيا ،الصين) وسيكون اجتماعا مهما، ومن المتوقع أن يتصرف هذا المجلس وفقا للفصل السابع، مشيرا الى انه يجب على مجلس الأمن أن يتخذ موقفا حاسما وحازما.

وفيما يتعلق بالمتابعات الأخرى، اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية على ان السلك الدبلوماسي الایراني يقوم بفحص كافة الأدوات والإمكانات واتخاذ الإجراءات اللازمة.

ايران شعبا وقوات مسلحة لا تهاب الحرب

اشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية الى ان ايران تدرك منذ سنوات ،وليس منذ اليوم او الامس ، ماهية الاهداف الامريكية التي تسعى الى إضعاف بنية إيران العسكرية وقدراتها، وبالطبع لن نسمح بذلك.

واكد على ان البرنامج الصاروخي والنووي السلمي جزء لا يتجزأ من برامج ايران، مضيفا بأن الكيان الوحيد الذي سجل عملية الإبادة الجماعية أمام الكاميرات في القرن الحادي والعشرين هو الكيان الصهيوني، ولن ينسى التاريخ هذه القضية أبدا.

وتابع بقائي انه وتقییما للتطورات الميدانية لا بد من القول انه إذا تم رؤية حجم الدمار والجرائم والإبادة الجماعية التي يمارسها الکیان الصهيوني كعلامة انتصار، فلا بد أن نقول إنه منتصر، لكن هل سيقبل المجتمع الدولي والضمير الإنساني هذه القضية؟

كما اكد على ان إيران لم تسعى أبدا إلى الحرب، لكنها لن تتردد ايضا في الدفاع عن شعبها ومصالحها الوطنية، مضيفا بأن ايران قلقة من انتشار الحرب لأنها تعتبر نفسها مسؤولة باعتبارها جهة فاعلة لها تاريخ يمتد لعدة قرون في المنطقة  وتتحمل مسؤولية لدرجة أنها لا تدخر جهدا لمنع انتشار الحرب.

واستطرد مؤكدا على ان ايران شعبا وقوات مسلحة لا تهاب الحرب، وقد أظهرت ذلك في حرب الثماني سنوات (فترة الدفاع المقدس/ الحرب الايرانية-العراقية المفروضة 1980-1988).

المبادرة الإيرانية لطلب حظر الأسلحة على الكيان الصهيوني

واوضح بقائي بأن ايران مؤخرا قد طرحت مبادرة وقدمت طلبا لحظر الأسلحة على الكيان الصهيوني، معربا عن امله في أن تنضم جميع الدول الى هذه المبادرة حتى لا يتمكن هذا الکیان من استخدام الأسلحة التي تبرعت بها الدول الغربية في غزة ولبنان.

ورأى بأن السبب الرئيسي وجذور كل ما حدث خلال العام الماضي في البحر الأحمر وفي تطورات أخرى في المنطقة كدليل على الدعم لشعب غزة، هو نتيجة لجرائم الكيان الصهيوني في غزة والتي لا تزال مستمرة.

وتابع بأنه من الممكن بل ينبغي ايقاف الجرائم في غزة ولبنان لان ذلك ينهي الكثير من التوترات القائمة، لافتا الى انت تصريحات المسؤولين الأميركيين هي نوع من التنافس بين مختلف التيارات الأميركية لإرضاء الكيان الصهيوني وهي أحد أسباب تهور هذا الكيان.

وختم بقائي مشيرا الى انه وبالنظر الى سلوك الكيان الصهيوني في العام الماضي، فإن العديد من الدول ترى أنه لا يحق له أن يكون عضوا في الأمم المتحدة، موضحا بأن الكيان الذي يعتبر الأمين العام للأمم المتحدة عنصرا غير مرغوب فيه وسفيره يمزق ميثاق الأمم المتحدة، علاوة على ذلك ان الكيان الذي يستخدم رئيس وزرائه منبر هذه المنظمة للتهديد والترهيب، لا يملك المؤهلات اللازمة ليكون عضوا في الأمم المتحدة.

انتهى**ر.م