وكان السفير الياباني لدى طهران قد صرح مسبقا في كلمة له خلال فعالية ثقافية نظمتها سفارة بلاده بحضور فنانين إيرانيين مساء الخميس 31 تشرين الاول/اكتوبر : "إنني ارغب وبعمق من إقامة الفعاليات الثقافية التي يمكن من خلالها الناس ان يتعرفوا على اليابان قدر الإمكان، وبهذه الطريقة سوف تتوسع الروابط التاريخية والقيم المشتركة بين إيران واليابان بشكل أكبر. "
ومن المثير للاهتمام ان ما تسوقه وسائل الإعلام المعادية عن ايران مدمر ومؤثر لدرجة ان يصرح دبلوماسي مخضرم كالسفير الياباني لدى طهران، المهتم بتعزيز العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي والسياحي، انه تفاجأ جدا بايران الحضارة والثقافة على عكس ما كان لديه من افكار مختلفة عنها قبل مجيئه الى ايران.
ما يسوقه الاعلام الغربي عن ايران منافٍ للواقع
واوضح السفير الياباني في مقابلة خاصة لإرنا، انه وبعد 10 أشهر من تواجده في ايران تمكن من السفر الى عدة مناطق في إيران، منها مازندران وتبريز وأصفهان وجزيرة قشم معربا عن تأثره البالغ بتنوع الجمال الطبيعي وكذلك بالتراث الثقافي لإيران الذي يمتد لآلاف السنين من تاريخ الحضارة وبالطبع الموارد البشرية الغنية والشعب الموهوبين جدا في هذا البلد.
وتابع ان هذه التجارب الميدانية غيرت نظرته تجاه إيران 180 درجة، مضيفا انه و على الرغم من أنه لا يعرف عدد السنوات التي ستستغرقها مهمته في إيران، إلا أنه حريص جدا على تحقيق أقصى استفادة من الوقت المتبقى له في إيران.
واشار السفير الياباني الى ان الاعلام الغربي يسوق تقارير كثيرة عن إيران، وكلها غير صحيحة؛ موضحا انه سوف يتم ادراك ذلك بسرعة عند زيارة ايران، واول ما تلمسه هو أن الشعب الايراني طيب للغاية ولديه فضول تجاه الأجانب وثقافتهم، وخاصة فيما يتعلق باليابانيين. ويظهر الشعب الإيراني المودة تجاه اليابان وشعبها، ليس فقط بسبب الجوانب الثقافية التقليدية، ولكن أيضا في مجال التكنولوجيا والعديد من الجوانب الأخرى مثل الحياة الحديثة.
واوضح انه والرغم من وجود مجالات وقدرات تعاون كثيرة بين ايران واليابان، الا إن العلاقات الاقتصادية الثنائية وللأسف مازالت في مستوى منخفض للغاية بسبب الظروف والعقوبات الدولية، واضاف بأنه متفائل للغاية لان هناك امكانية للتغلب على هذه المشاكل في المستقبل القريب.
واضاف بانه وعلى الرغم من الحضارة الفارسية العريقة التي تعود الى الاف السنين، الا ان الغرب سوق افكار خاطئة وكاذبة تجاه ايران بعد الثورة الاسلامية وخاصة فيما يتعلق ببرنامج ايران النووي السلمي وقد اثارت وسائل الاعلام الغربية الشكوك والادعاءات حول برنامج ايران النووي وسعيها للحصول على اسلحة نووية وهو ما وجدته مغايرا للواقع.
واستطرد السفير الياباني قائلا: "لا اخفي عليكم ان هناك أيضا صورة بين الشعب الياباني مفادها أن الإيرانيين أشخاص أذكياء للغاية وعلماء بارزون وقد تقدموا حتى في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المعقدة. "
ورأى السفير الياباني ان اعطاء صورة سيئة عن ايران في الاعلام الغربي يتم بدوافع سياسية بحتة موضحا ان هناك ميل في السياسة الغربية الى محاولة تعزيز موقفهم من خلال خلق عدو، وهذه طريقة سهلة للغاية لتوصيل رسالة سياسية، وقد تم استخدام إيران لهذا الغرض لسنوات.
تعزيز العلاقات الثنائية في مجال السياحة
وابدى السفير الياباني لدى طهران اهتماما بالغا في مجال السياحة معربا عن رغبته في تعزيز العلاقات الثنائية في هذا الاطار، وان يتم إجراء المزيد من التبادلات السياحية بين البلدين لأن ايران لديها العديد من التراث التاريخي القيم وهي إحدى الدول التي لديها أكبر عدد من التراث الثقافي المسجل في اليونسكو.
وتابع انه وبعد تطوير السياحة، يمكن التوجه نحو التبادل التعليمي والأكاديمي. مبيّنا انه لدى اليابان برنامج حكومي يسمى منحة "مونبوكاجاكوشو"، الذي يمكنه تقديم منح دراسية للشباب الإيرانيين للدراسة في اليابان. واضاف ان هذا الامر يعد خطوة جيدة للشباب الإيرانيين بحيث يمكنهم إقامة علاقة جيدة مع أقرانهم في هذا البلد والتأثير على الجيل المستقبلي للعلاقات بين البلدين.
واوضح انه وعلى الرغم من وجود بعض المشاكل، وعلى الرغم من علاقات اليابان مع الولايات المتحدة أو "إسرائيل" أو الدول الأوروبية، الا انها استطاعت بناء سمعة طيبة مع الاصدقاء الأعزاء في إيران و تتمتع بعلاقة ثنائية مميزة للغاية مع إيران وهو ما يختلف عن علاقة إيران مع الدول الغربية الأخرى.
انتهى**ر. م