واضاف قائد الثورة اية الله السيد علي الخامنئي لدى استقباله اليوم الخميس اعضاء مجلس خبراء القيادة ان المجلس هو من اكثر الاجهزة ارتباطا بالثورة موضحا ان المسؤولية الرئيسية للقيادة، هي حفظ توجهات البلاد ازاء اهداف الثورة، لذلك فان مجلس خبراء القيادة الذي يضطلع بدور فريد في تعيين القائد، يكتسي أهمية فريدة.
وتطرق سماحته الى الفاعلية ومواصلة حزب الله وحماس التصدي القوي قائلا أنه تاسيسا على الوعد الالهي المؤكد ووفقا للخبرات في المواجهة الناجحة التي خاضها حزب الله وحماس في العقود الماضية، فان الاحداث الأخيرة سيتبعها حتما انتصار جبهة الحق والمقاومة.
وقال قائد الثورة في جانب اخر ان مجلس خبراء القيادة يعد من ناحية المفهوم والتواصل مع الثورة الاسلامية، من أكثر المؤسسات ثورية واضاف ان السبب وراء استخدام هذا التعبير هو دور خبراء القيادة في انتخاب القائد.
واعتبر ان الهدف الرئيسي للثورة هو "تحقيق التوحيد" بالمعنى الواسع في تطبيق الدين الاسلامي في البلاد وفي حياة الشعب مضيفا ان القيادة مكلفة الحفاظ على توجهات حركة البلاد والدولة نحو هذا الهدف الرئيسي.
واشار الى بعض الدوافع لوضع العقبات امام تحقق المجتمع التوحيدي في البلاد قائلا: يريدون ايقاف حركة الثورة والنظام في هذا المسار، وان استطاعوا من خلال العودة الى الوراء، تكرار الوضع الرجعي السابق حتى وإن في ظاهر ولباس جديدين.
واكد قائد الثورة ان الحيلولة دون انحراف وتقهقر اي نظام بحاجة إلى عامل مهم مضيفا ان هذه المهمة الكبيرة للغاية في النظام الاسلامي، هي بعهدة القيادة وان مسؤولية انتخاب هذا العامل المصيري، هي بعهدة مجلس خبراء القيادة.
وتبيانا لاهمية هذا المجلس قال ان وجود مجلس الخبراء يظهر أن اي توقف لن يحصل في الحركة المستمرة للنظام نحو الاهداف؛ لانه ان اقتضت الضرورة، فان الخبراء يحددون على الفور القائد التالي، وان هذا التسلسل سيكون موجودا بقوة وقدرة تامة.
وراى سماحته ان عدم تبعية النظام للاشخاص يشكل احدى الحقائق الكامنة في المسار الفوري لانتخاب القيادة وقال ان هذا التداول يظهر انه على الرغم من أن اشخاصا مكلفون بمهام ما يجب تنفيذها، لكن النظام غير مرتبط بهم، وبمقدوره مواصلة طريقه من دون هؤلاء الاشخاص.
واوضح ان ما تم تبيانه حول اهمية مكانة الخبراء يظهر ضرورة التحلي بالدقة البالغة واهتمام الخبراء في انتخاب القيادة وقال انه يجب اعتماد الدقة الكافية في تشخيص الشروط الواردة في الدستور للقائد، لكي يتم تشخيص جميع الشروط فيه بما فيها الاعتقاد القلبي الراسخ بمسار وهدف الثورة والجهوزية للحركة المستمرة ومن دون كلل وملل في هذا الطريق وان يكون جديرا بالمسؤولية.
وفي جانب اخر من كلمته، اشار قائد الثورة الى ان هذه الايام تصادف ذكرى اربعين استشهاد المجاهد الكبير والذي لم يكل ولم يمل في زمانه، الشهيد السيد حسن نصر الله وحيى ذكراه وذكرى باقي قادة وكبار المقاومة بمن فيهم الشهداء هنية وصفي الدين والسنوار ونيلفروشان وقال ان هؤلاء الشهداء اضفوا العزة للاسلام ومنحوا جبهة المقاومة العزة والقوة المضاعفة.
واعتبر سماحته حزب الله بانه تذكار خالد للشهيد نصر الله وقال ان حزب الله وبفضل الشجاعة والدراية والصبر والتوكل العجيب لسيد المقاومة، نما نموا بالغا بحيث ان العدو المدجج بانواع الاسلحة المادية والدعائية لم يستطع ولن يستطيع بفضل الله التغلب على هذه الظاهرة المذهلة.
واشار اية الله الخامنئي الى يد امريكا وبعض الدول الأوروبية الملطخة بالدماء في جرائم غزة ولبنان، ليقول ان نتيجة استمرار الجهاد المقتدر في لبنان وغزة وفلسطين، هو انتصار جبهة الحق والمقاومة واضاف ان احد الادلة لافاق النصر لحركة المقاومة هو الوعد الالهي المؤكد.
واعتبر سماحته الخبرة المتاتية من العقود الماضية لانتصار المقاومة في مواجهة المعتدين الصهاينة بانها دليل واضح اخر على تحقق النصر النهائي لجبهة الحق وقال انه طيلة قرابة 40 سنة الماضية، فان حزب الله ارغم الكيان الصهيوني في المراحل المختلفة على الانسحاب من بيروت وصيدا وصور وفي النهاية من جنوب لبنان كليا، وقام بتطهير المدن والقرى والمرتفعات في هذا البلد، من وجود هذا الكيان النحس.
وقال القائد ان القوة المذهلة لحزب الله في دحر وهزم "العدو المدجج بانواع الاسلحة العسكرية والسياسية والدعائية والاقتصادية وكذلك المعتمد على دعم الفاسقين الكبار في العالم مثل الرؤساء الامريكيون" هي مؤشر على تزايد قدرات حزب الله خطوة فخطوة وتحوله من مجموعة صغيرة مجاهدة في سببل الله الى تنظيم عظيم وقال ان هذه التجربة الناجحة ذاتها موجودة لدى المقاومة الفلسطينية، وان هؤلاء اشتبكوا منذ عام 2009 وحتى هذا اليوم، 9 مرات مع الكيان الصهيوني، وتغلبوا على هذا الكيان خلال المرات التسع هذه.
واكد ان المنتصر الحالي في القتال مع المحتلين الصهاينة هي المقاومة الفلسطينية وقال ان هدف الصهاينة من هذه الحرب، كان استئصال حماس لكنهم ورغم الابادة الجماعية لعشرات الالوف من الاناس وقتل قادة المقاومة وحماس واظهارهم وجه قبيح وشنيع ومكروه ومعزول ومدان في العالم، لم يتمكنوا من الوصول الى هذا الهدف وما زالت حماس تناضل وهذا يعني هزيمة الكيان الصهيوني.
واكد قائد الثورة ان حزب الله قوي ومستمر في النضال القوي ضد الكيان الصهيوني مضيفا انه في لبنان وبعض الاماكن الاخرى، اخذ البعض ظنا منهم ان حزب الله قد ضعف، يتحدثون بلغة التجريح والتهكم ضد هذا التنظيم المجاهد، في حين انهم يخطئون ومصابون بالوهم، لانه رغم فقدان شخصيات كبيرة بمن فيهم السيد حسن نصر الله والسيد صفي الدين فان حزب الله يناضل بقوة وبروح معنوية عالية ومجاهدين في الميدان ولم ولن يتمكن العدو من التغلب عليه.
واكد ان العالم والمنطقة سيشهدان يوما ان الكيان الصهيوني سيهزم بصورة واضحة على يد هؤلاء المجاهدين ونامل أن تشهدوا جميعا هذا اليوم.