وقال مسؤول العلاقات العربية لحركة الجهاد الإسلامي "رسمي أبو عيسى"في حوار خاص مع "عرب جورنال: إننا نرحب بأي لقاء بين مكونات الشعب الفلسطيني، ونحرص على دعم كل الجهود لرأب الصدع والوصول إلى حالة وحدة فلسطينية، مضيفا: نحن في أمس الحاجة لها أمام ما يواجهه شعبنا من إبادة جماعية وتطهير عرقي.
وأضاف: هذه الجولة من الحوار بين فتح وحماس سبقتها جولة أيضا لنفس السبب، وهو محاولة الخروج بصيغة فلسطينية لإدارة قطاع غزة بعد أن تضع الحرب أوزارها، ولقطع الطريق على محاولات العدو استبعاد أي طرف فلسطيني من مشهد اليوم التالي في قطاع غزة.
وتابع: العدو الصهيوني جيشه منهك واقتصاده منهك ومجتمعه منهك، وهو يحاول تغطية هذا الإنهاك بمزيد من القتل والتدمير، لذلك تهرع الولايات المتحدة لتجد له مخرجاً باتفاق سياسي يضمن له نصراً لم يحققه في الميدان.
وأضاف: لا جديد بخصوص المفاوضات، ونحن في المقاومة حريصون كل الحرص على عقد صفقة ووقف هذه المجزرة المروعة بحق أبناء شعبنا،وقد أبدينا مرونة عالية بشهادة الوسطاء،ومنذ عام ونيف نعيش مهرجاناً من النفاق والعنصرية والكذب الغربي بقيادة الولايات المتحدة.
واستطرد بالقول: إن العلاقة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني علاقة استرتيجية وأيديولوجية، وهي أعمق من أن تتأثر بشخصية ساكن البيت الأبيض سواءً كان ديمقراطيا أو جمهوريا، فهو أول حاملة طائرات يرسلها الغرب إلى منطقتنا،وهو رأس حربة المشروع الغربي الاستعماري.
وأوضح إلى أن اليمن نهض كالمارد يقارع الغول الأمريكي البغيض، وانخراط اليمنيون في معركة الأمة كان مدهشاً للصديق والعدو، فقد أبدوا كفاءة عالية وشجاعة منقطعة النظير، وأبرأوا ذمتهم أمام الله تعالى وأمام التاريخ وأقاموا الحجة على الأمة حكاماً وجيوشاً وشعوباً.
وتابع قائلا: تأثير المشاركة اليمنية، عميق واستراتيجي،فقد أعلن العدو عن إفلاس ميناء"ايلات"، وهو شريان حيوي للاقتصاد الصهيوني،كما أن الصواريخ والمسيّرات اليمنية أضاءت ليل تل أبيب وحيفا وغيرها،وهذا يعمق حالة القلق الوجودي لدى المستوطنين الغزاة بأن لا مستقبل لهم في بلادنا.
وصرح أن هذا الالتفاف الشعبي اليمني خلف القيادة لقد أثبت أن الشعوب قلوبها معلقة بفلسطين والقدس، وعلى هذه الأنظمة التي تبحث عن الحماية عند الأمريكي والصهيوني، أن تتأمل التفاف الشعب اليمني حول قيادته، فالشعب هو مصدر الحماية والشرعية
وأضاف: لقد أصبح الفرز واضحاً جلياً بين حزب فلسطين والقدس، وحزب الشيطان وأشد الناس عداوة، لقد غسلت دماء الشهداء الطاهرة وجه الأمة وسنوات من الإحتراب الطائفي والأهلي، وأعادت ضبط البوصلة نحو القدس قبلتنا الأولى ومسرى نبينا.
و فيما يلي النص الكامل للحوار:
هناك لقاءات واسعة تجري حالياً بين حماس وفتح في العاصمة المصرية القاهرة، بشأن إدراة قطاع غزة.. هل يمكن أن تطلعونا عن نتائج هذه اللقاءات؟ وفي أي سياقات تطرح المقاومة فكرة إدراة القطاع في خضم معركة طوفان الأقصى والتصدي للعدوان الصهيوني؟ وهل تعتقدون أن هذه اللقاءات والمفاوضات تجري في سياق التصدي لما يسمى باليوم التالي للحرب في غزة والتي يروج لها الإسرائيلي والأمريكي ؟ كيف ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم ..
اسمحوا لي بدايةً أن أتقدم من خلالكم باسمي ونيابة عن إخواني في حركة الجهاد الاسلامي بكل الحب والعرفان لأهلنا في يمن الايمان والحكمة يمن الجهاد والفداء.
وجوابا على سؤالكم نقول:
كما تعلمون نحن في الجهاد الاسلامي لسنا طرفاً في السلطة سواء في غزة أو الضفة، ولكن من حيث المبدأ نحن نرحب بأي لقاء بين مكونات الشعب الفلسطيني ونحرص على دعم كل الجهود لرأب الصدع والوصول إلى حالة وحدة فلسطينية نحن في أمس الحاجة لها أمام ما يواجهه شعبنا من إبادة جماعية وتطهير عرقي.
هذه الجولة من الحوار بين فتح وحماس سبقتها جولة أيضا لنفس السبب، وهو محاولة الخروج بصيغة فلسطينية لإدارة قطاع غزة بعد أن تضع الحرب أوزارها، ولقطع الطريق على محاولات العدو استبعاد أي طرف فلسطيني من مشهد اليوم التالي في قطاع غزة.
لم يتم البت في كل ما يتعلق بهذه اللجنة واتفق الطرفان على استمرار المشاورات، وربما كان السبب الرئيس للخلاف هو مرجعية هذه اللجنة ونأمل أن يتم تجاوز هذه العقبة.
لقد اعتاد العدو على أن يحول هزيمته في الميدان إلى نصر في السياسة، وذلك بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها من النظام الرسمي العربي.
إن العدو منهك ومستنزف في كل الجبهات، وبعد مرور أكثر من عام لم يحقق شيئاً من أهدافه التي أعلنها في اليوم الأول للحرب وعلى رأسها القضاء على المقاومة واسترجاع الأسرى، العدو جيشه منهك واقتصاده منهك ومجتمعه منهك، وهو يحاول تغطية هذا الإنهاك بمزيد من القتل والتدمير. لذلك تهرع الولايات المتحدة لتجد له مخرجاً باتفاق سياسي يضمن له نصراً لم يحققه في الميدان.
إننا نحن في الجهاد الإسلامي دعونا وندعو كل الطبقة السياسية الفلسطينية إلى المسارعة في تنفيذ ما أتفق عليه في جولات الحوار والمصالحة وآخرها في الصين، وذلك لتوحيد الصف في مواجهة التسونامي السياسي الذي يخطط له العدو الصهيوني بمؤازرة أمريكية ليس لفلسطين فقط، بل لكل المنطقة حيث يريدون أن يتوجوا نتنياهو ملكا على الشرق والعرب.
مسألة لجنة غزة هي مسألة فرعية والأهم هو إنهاء الإنقسام وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ووحدة التمثيل الفلسطيني، فهذا هو صمام الأمان لشعبنا والضامن ألا تضيع التضحيات الجسام.
مؤخراً أقر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، بأنه كانت هناك عرقلة في المفاوضات بشأن غزة، من الجانب الإسرائيلي بالدرجة الأولى.. لماذا لا نرى موقفاً دولياً واضحا تجاه العرقلة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار أو على الأقل موقفاً من دول الوساطة والراعية لهذه المفاوضات؟ وأين وصلت هذه المفاوضات اليوم؟ وهل ما زال هناك بصيص أمل في أن تفضي أي مفاوضات مرتقبة لوقف الحرب العدوانية على غزة أم أن المسار التفاوضي السياسي غير وارد الآن في ظل التمادي الإسرائيلي والتصعيد على مختلف الجبهات ؟
إن العالم أجمع أصبح يعرف من الذي يعطل الصفقة حتى أهالي الأسرى الصهاينة يقولون أن حكومتهم هي التي لا تريد عقد صفقة.
إننا نحن في المقاومة حريصون كل الحرص على عقد صفقة ووقف هذه المجزرة المروعة بحق أبناء شعبنا وقد أبدينا مرونة عالية بشهادة الوسطاء.
أما عن الموقف الدولي فنحن منذ عام ونيف نعيش مهرجاناً من النفاق والعنصرية والكذب الغربي بقيادة الولايات المتحدة، نعيش حالة انكشاف لهذا الغرب المنحط والمتوحش الذي يدوس على كل الشعارات التي استخدمها ذريعة لاحتلال دول واسقاط أنظمة وقتل وتشريد ملايين البشرفي جهات الأرض الأربعة، ومضيفا: أما بخصوص المفاوضات، لا جديد فهي متوقفة وتصطدم دوما. بتعنت العدو.
تزامناً مع السباق المحموم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية.. هل تعتقدون أن فوز أيّ من المرشحين قد يُغيّر من السياسة الأمريكية الداعمة علناً لاستمرار الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة ؟ وأي مستقبل للولايات المتحدة في ظل حالة التعري والازدواجية الفاضحة التي ظهرت عليها مؤخراً في دعم الإرهاب الصهيو_أمريكي ضد العرب والمسلمين ؟ وماذا عن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة على ضوء نتائج معركة طوفان الأقصى؟
إن العلاقة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني علاقة استرتيجية وأيديولوجية، وهي أعمق من أن تتأثر بشخصية ساكن البيت الأبيض سواءً كان ديمقراطيا أو جمهوريا.
إن الكيان الصهيوني هو أول حاملة طائرات يرسلها الغرب إلى منطقتنا، وهو رأس حربة المشروع الغربي الاستعماري ومهمته ضرب أي مشروع وحدة أو نهضة في بلادنا وتكريس حالة التبعية والارتهان للغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص.
كما أن من يتحكمون في مفاصل الدولة الامريكية اليوم جلهم من أتباع المسيحية الصهيونية وهؤلاء تجاوز عددهم المئة مليون في الولايات المتحدة وهم متعصبون للكيان الصهيوني أكثر من كثير من اليهود.
أما عن مستقبل الولايات المتحدة فكل المؤشرات تقول أن شمسها الى زوال وأن زمن تحكمها في هذا الكوكب قد شارف على الانتهاء.
فاليوم هناك تحولات مهمة في موازين القوى العالمية والاقليمية ليست كما تهوى الولايات المتحدة وحلفها الغربي المنحط، ووجودها في منطقتنا ثبت أنه سبب كل الكوارث والنكبات التي حلت بالمنطقة، وأن على كل أحرار الأمة أن يصطفوا خلف محور المقاومة لطرد الأمريكي مرة وإلى الأبد.
يواصل اليمن دعمه العسكري الواسع لغزة من خلال نجاحه في حصار الملاحة الإسرائيلية على مدى أكثر من عام بالرغم من التهديدات والضغوط الغربية والعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، هذا بالإضافة إلى الخروج المستمر للشعب اليمني في كل الساحات والميادين دون أي كلل أو ملل للتضامن مع فلسطين.. كيف تقييمون هذا الموقف البطولي وهذا الإصرار والتحدي على نصرة القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية؟ وأي تأثيرات عميقة خلفتها المشاركة اليمنية في معركة طوفان الأقصى على الكيان الصهيوني من جهة والهيمنة الأمريكية في المنطقة من جهة أخرى؟
الحقيقة أن أهلنا في اليمن عموماً والقوات المسلحة اليمنية على وجه الخصوص كانت مفاجأة هذه الحرب فقد نهضت كالمارد تقارع الغول الأمريكي البغيض، وأثبت اليمنيون أنهم أولو قوة وألو بأس شديد، وكان انخراطهم في معركة الأمة مدهشاً للصديق والعدو فقد أبدوا كفاءة عالية وشجاعة منقطعة النظير وأبرأوا ذمتهم أمام الله تعالى وأمام التاريخ وأقاموا الحجة على الأمة كل الأمة حكاماً وجيوشاً وشعوباً أن لا عذر لكم ولا مبرر للقعود .
كما أثبت هذا الالتفاف الشعبي خلف القيادة، أن الشعوب قلوبها معلقة بفلسطين والقدس، وعلى هذه الأنظمة التي تبحث عن الحماية عند الأمريكي والصهيوني أن تتأمل التفاف الشعب اليمني حول قيادته فالشعب هو مصدر الحماية والشرعية. أما عن تأثير المشاركة اليمنية فهو عميق واستراتيجي فقد أعلن العدو عن افلاس ميناء"ايلات" وهو شريان حيوي للاقتصاد الصهيوني.كما أن الصواريخ والمسيرات اليمنية أضاءت ليل "تل أبيب" وحيفا وغيرها، وهذا يعمق حالة القلق الوجودي لدى المستوطنين الغزاة بأن لا مستقبل لهم في بلادنا.
_ بعيداً عن حالة الخذلان العربي والإسلامي.. هل يمكننا القول إن معركة طوفان الأقصى بعد كل هذا الصمود الأسطوري في كل محاورها وجبهاتها، قد ثبتت واقعاً جديداً على مستوى المنطقة والإقليم مغايراً لما يريده الإسرائيلي والأمريكي؟ كيف ذلك ؟ ولماذا يجب على الجميع وعلى رأسهم العرب والمسلمين، الالتفاف اليوم حول فلسطين ولبنان ومحور المقاومة في هذه اللحظة المصيرية؟
ما قبل هذه المعركة ليس كما بعدها فقد ثبت للجميع أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن يطويها النسيان، وأن الشعب الفلسطيني ليس وحيداً في هذه المعركة فله أشقاء أقوياء وحلفاء أشداء ومحوراً من الأوفياء يقاتلون معه بقوة واقتدار.
فرسالة محور المقاومة وصلت إلى العدو ومن يختبئون خلف العدو أن هذه المنطقة لها أهل وأصحاب سيدافعون عنها ويقررون مستقبلها ويرسمون بدمائهم الطاهرة وجهها وخريطتها.. خريطة لا مكان فيها للكيان الصهيوني.
لقد أصبح الفرز واضحاً جلياً بين حزب فلسطين والقدس وحزب الشيطان وأشد الناس عداوة، لقد غسلت دماء الشهداء الطاهرة وجه الأمة وسنوات من الإحتراب الطائفي والأهلي وأعادت ضبط البوصلة نحو القدس قبلتنا الأولى ومسرى نبينا.
المصدر: عرب جورنال
انتهى**3276