طهران / ۱۱ تشرين الثاني/ نوفمبر/ إرنا - قال النائب الاول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف : ان مواقف اللامبالاة من جانب المجتمع الدولي زاد في جراة الكيان الصهيوني للتمادي في جرائمه بحق الفلسطينيين.

ودعا عارف، في كلمته خلال اجتماع القمة الاستثنائية الثانية لمنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية اليوم الاثنين في الرياض، دعا الى تحرك جماعي من قبل الدول الإسلامية والعربية لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، تشمل "وقف جرائم الاحتلال"، و"اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار هذه الجرائم"، و"تعويض الأضرار التي لحقت بالشعب الفلسطيني ولبنان بسبب جرائم الاحتلال".

واضاف : أود في البداية أن أعبر عن امتناني للحكومة السعودية على تنظيم هذا الاجتماع المهم في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة.

وتابع : كما نرسل تحياتنا إلى أرواح جميع شهداء فلسطين ولبنان، وشهداء طريق الحرية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة الشهيد السيد حسن نصر الله (رض)، والشهيد إسماعيل هنية (ره)، والشهيد يحيى السنوار، ونؤكد على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني المظلوم مع إدانة الظلم والعدوان والإبادة الجماعية التي يرتبكها الكيان الصهيوني في حق.

وصرح نائب رئيس الجمهورية : إن عدم الإكتراث بالظلم والعدوان وانعدام العدل يؤدي إلى مزيد من التقاعس، وبما يشكل نوعاً من التقصير الأخلاقي الذي يجعل المجرم أكثر جرأة؛ الجميع نتحمل واجبا ومسؤولية أخلاقية كي لا نصمت أمام واحدة من أسوأ الشرور المتبقية من القرن الماضي، وهي الاحتلال الدموي لأرض فلسطين والتشريد والإبادة المستمرة لشعبها.

وأكد : إن الكارثة المخجلة التي تحدث منذ أكثر من عام في فلسطين المحتلة ومنذ شهر في لبنان، ليست فقط نتيجة قسوة وهمجية كيان احتلالي عنصري، بل هي نتيجة الشعور بالإفلات من العقاب لدى المجرمين الذين يعتبرون أنفسهم دائماً مدعومين من قبل الولايات المتحدة الامريكية وعدد من الحكومات الغربية الأخرى.

واردف قائلا : إن قتل أكثر من 50 ألف إنسان بريء معظمهم من النساء والأطفال في غزة، وجرائم الكيان الصهيوني في لبنان، يتم جميعا بدعم ومشاركة سياسية ومالية واستخباراتية وعسكرية من جانب امريكا؛ وان ما زاد من تفاقم هذه الحالة وجعل المجرمين أكثر جرأة في تنفيذ مخطط الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، يعود الى موقف اللامبالاة المفروض على المجتمع الدولي، والذي يتمثل بشكل بارز في عدم رغبة أو قدرة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المعنية، بما يسمى "حقوق الإنسان"، لاتخاذ تدابير فعالة وكفيلة بوقف إبادة الفلسطينيين.

ولفت النائب الاول لرئيس الجمهورية، بان الادارة الأمريكية هي الداعم الرئيسي لممارسات الكيان الصهيوني، بينما العالم ينتظر اليوم وعود الحكومة الجديدة في هذا البلد، لوقف فوري للحرب ضد الشعب البريء في غزة ولبنان.

وحذر عارف بشان التساهل مع الأعمال الإرهابية للكيان الإسرائيلي، مؤكدا بانه يؤدي إلى تقويض جميع القواعد والمعايير الدولية للتعايش السلمي وكذلك القواعد المنظمة للعلاقات الدولية - سواء في فترة السلم أو الحرب.

واعتبر النائب الاول للرئيس الايراني، العمليات التي يتم تصنيفها تحت عبارة مضللة "القتل المستهدف"، والتي يتم خلالها استهداف النخب والقادة الفلسطينيين وغيرهم من دول المنطقة، ليست سوى انتهاك للقانون وإرهاب ممنهج وتحويل الأجهزة الأمنية إلى أدوات لقتل وزرع الفوضى بين القادة ورعايا الدول.

وتابع : في زمن تعجز فيه آليات الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن عن إنهاء إبادة الفلسطينيين وقتل الناس بشكل واسع في لبنان، وذلك بسبب الدعم الكامل وغير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة وعدد من الحكومات الغربية للكيان المحتل، تتضاعف مسؤوليتنا كرؤساء للدول الإسلامية والعربية؛ مؤكدا ان الكيان الصهيوني ينتهك بكل وقاحة جميع مبادئ وقواعد القانون الدولي وأيضاً مبادئ الإنسانية، ويقوم بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة امام اجتماع الجمعية العامة الاممية، كما يصف امينها العام بانه "عنصر غير مرغوب فيه" ويسخر من القانون الدولي.

وصرح عارف : في مثل هذه الظروف، تقع على عاتقنا كدول إسلامية وعربية مسؤولية كبيرة لاتخاذ قرار حازم وتحرك جماعي والقيام بخطوات فعالة لإنهاء جرائم هذا الكيان المحتل.

واستطرد قائلا : يجب أن نتخذ من خلال تحركنا الجماعي، خطوة فعالة باتجاه تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية :

1- وقف جرائم الكيان المحتل،

2- اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار هذه الجرائم،

3- تعويض الأضرار التي لحقت بالشعب الفلسطيني ولبنان بفعل هذا الكيان.

وقال النائب الاول لرئيس الجمهورية : أود أن أقول بوضوح وحزم، أن تفعيل وقف إطلاق نار فوري في غزة ولبنان، والتنسيق الفوري على المستوى الدولي من اجل توزيع المساعدات الإنسانية الطارئة بسرعة ودون قيود على السكان المتضررين باعتداءات الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان، والتخطيط والتحرك لإعادة بناء البنية التحتية الحيوية وتحسين الخدمات الصحية في غزة ولبنان، هو الحد الأدنى مما يجب علينا القيام به.

واردف النائب الاول لرئيس الجمهورية : اننا نتطلع بان يؤدي هذا الاجتماع الى فهم المسؤولية الثقيلة التي تقع على عاتق التاريخ والإنسانية، مع إدانة قاطعة لجرائم الكيان المحتل وتجديد الدعم الجاد لقضية فلسطين، يجب أن نعمل على تعزيز موقف موحد في مواجهة اعتداءات هذا الكيان واتخاذ خطوات فعالة ومنسقة في إطار المبادئ والالتزامات التي ذكرتها؛ كما ينبغي لنا أن نبقى متمسكين بعهدنا مع الشعب الفلسطيني.

وختم عارف كلمته خلال اجتماع القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية بالرياض اليوم : كما أود أن اشير بأن الحل الذي اقترحته الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمتمثل في إجراء استفتاء بين جميع الفلسطينيين، على أساس أن يكون لكل فلسطيني سواء كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً، صوت واحد، يبدو أنه لا يزال الحل الديمقراطي الوحيد من اجل تسوية دائمة للقضية الفلسطينية واستعادة حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني.

انتهى ** ح ع