وقال اماني في مقابلة تلفزيونية مساء الثلاثاء: إن حزب الله اشترى أجهزة الاستدعاء، لكنها لم تستخدم لأغراض عسكرية.
وأضاف: في لبنان لا يوجد شيء اسمه إنذار أحمر على غرار ما هو موجود في الكيان الصهيوني للإنذار العام. وقد تم تسليم هذه الأجهزة ايضا إلى المتاجر وأصحاب المتاجر ومديري المدارس وحتى المدارس الإيرانية.
وردا على الشبهة بأن أجهزة النداء كانت تستخدم فقط من قبل عناصر حزب الله، قال أماني: لم يستخدم عناصر حزب الله هذه الأجهزة أبدا لاغراض عسكرية. وهذا الادعاء غير صحيح، وكان استخدامها المدني واسع النطاق للغاية. أنا لست شخصًا عسكريًا، لقد أُعطي لي هذا الجهاز للإخطار في حالات الطوارئ.
وتابع: حتى بين الشهداء والجرحى في هذه الحادثة كان هناك نساء وأطفال، مما يدل على أن الناس العاديين كانوا يستخدمون هذه الأجهزة أيضًا. وبطبيعة الحال، تم تفخيخ هذه الأجهزة بحيث انها تنفجر تلقائيا بعد بضع ثوان من وصول النداء حتى في حالة عدم الاستخدام.
وأضافت أماني: منذ أيام شاهدت فيديو لسيدة فقدت يديها وعينيها، كما فقدت طفلة تبلغ من العمر 6 أو 7 سنوات عينيها في هذه الحادثة. وهذا يدل على أنه، خلافا لادعاءات الكيان الصهيوني، لم تكن الأجهزة في أيدي العسكريين.
وقال: نتنياهو تحمل أيام المسؤولية عن هذا الهجوم، وهذه جريمة حرب بحد ذاتها. إن استخدام المتفجرات والمواد العسكرية في الأجهزة ذات الاستخدامات المدنية محظور ويعتبر جريمة حرب. وهذه جريمة ارتكبها الصهاينة، وللأسف كانت مصحوبة بالأكاذيب. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الجهاز مصمم لأغراض المعلومات فقط.
وقال أماني عن إصابته جراء انفجار أجهزة النداء: تم تصميم أجهزة النداء بحيث يمكن أن تلحق الضرر باليدين والعينين والوجه. لقد أصبت أيضًا في نفس هذه النواحي الثلاث تقريبًا.
وأضاف: كان الجانب الأيمن من وجهي أكثر تضررا. لقد تضررت عيني اليمنى، لكن رؤيتها ظلت محفوظة. كانت عيني اليسرى أقل تضررا ويبدو أنها تعود إلى حالتها الطبيعية. تحتاج عيني اليمنى إلى مزيد من الوقت للوصول إلى قدرتها السابقة. كما أن هنالك اصابة في اصابع يدي (اليسرى).
وعن كيفية إصابته قال السفير الإيراني: كان الجهاز في مكتبي وتم إرسال رسالة بها صفارة خاصة تختلف عن الصفارات السابقة. ظهرت رسالة تقول: "لديك رسالة مهمة، اضغط على هذا الزر". كان جهاز النداء في يدي اليسرى وعندما ضغطت على الزر بيدي اليمنى حدث الانفجار.
وأضاف: أدركت من شدة الانفجار أن هذا الانفجار لم يكن قوياً بما يكفي لإلقائي بعيدا. في تلك اللحظة، جاء إلي زملائي وذهبت إلى المستشفى بنفسي. كانت الساعة 15:30 بعد الظهر. وحتى الليل، أجريت لي عمليتان جراحيتان في عيني ووجهي، ثم تم نقلي إلى طهران مع بعض المصابين.
وقال أماني: لقد ظن الكيان الصهيوني أن هذه الضربة كانت قاتلة لدرجة أنها يمكن أن تقصم ظهر حزب الله والمقاومة في لبنان. هذه الضربة كانت في الواقع ضربة قاتلة لكن المقاومة اللبنانية خرجت من هذه الحالة مرفوعة الراس. الضربة التي أراد نتنياهو توجيهها بهذا الخبث وجريمة الحرب باءت بالفشل. وظن الكيان الصهيوني أنه بهذا العمل يستطيع قمع الشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية وإجبارهم على الاستسلام، لكن ذلك لم يحدث.
وقال السفير الإيراني عن طريقة توفير هذه الاجهزة: عدة دول أوروبية متهمة بالضلوع في هذا العمل حينما مرت بها وتم زرع المتفجرات فيها.
وأضاف: هنالك رواية اخرى تقول أن كل حمولة أجهزة الاستدعاء تم تبديلها على متن سفينة وقام الكيان الصهيوني بتغيير بوليصة الشحن بنفس المواصفات واستبدل هذه الأجهزة بنفس الحالة. عملت هذه الأجهزة لفترة، وأخيراً، انفجرت يوم 17 ايلول/سبتمبر.
وتابع أماني: ان أصل أجهزة النداء تايواني المنشأ. كما أعلن التايوانيون أنه تم التلاعب بهذه الأجهزة في دول أوروبية.
وقال السفير الإيراني: إن حزب الله كان دائما حريصا على شراء هذه الأجهزة من دول معينة. بالإضافة إلى ذلك، كانت قوانين لبنان وقوانين الترددات المحلية مؤثرة أيضاً. لاستيراد الأجهزة التي تحتوي على موجات إلكترونية، يجب تسجيلها لدى وزارة الاتصالات اللبنانية حتى لا تتداخل تردداتها.
وأوضح: لا توجد حتى الآن رواية دقيقة ومحددة في هذا المجال. ولكن من الخطأ تماماً القول بأن هذه الأجهزة تم شراؤها من إيران، فهذا كلام خاطئ.
وعن نشاطه المستقبلي في لبنان، قال أماني: تعزيز جبهة المقاومة والدفع بالمسار السياسي لإجبار الكيان الصهيوني على الاقرار بهزيمته هو أحد أهدافنا. كما أن دعم الشعبين المظلومين في لبنان وغزة هو من واجباتنا الأساسية.
انتهى ** 2342