طهران / 1 كانون الاول/ديسمبر/ارنا- صرح عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والعضو في مجلس صيانة الدستور بالجمهورية الاسلامية الايرانية عباس علي كدخدائي، إن مذكرة الاعتقال الصادرة من قبل المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو ، تعبير عن كراهية واشمئزاز المجتمع الدولي تجاه الجرائم الهائلة والبشعة للغاية التي يرتبكها الكيان ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وفي مقابلة اجراها معه موقع مكتب قائد الثورة الاسلامية KHAMENEI.IR قال كدخدائي: ان الدول التي تربطها علاقات مع الكيان الصهيوني لو قامت على الاقل بخفض علاقاتها منذ البداية، لكان لذلك على الأقل تأثير في منع استمرار الجرائم. لكن هذا لم يحدث بل على العكس من ذلك فقد تلقى الدعم السياسي والمالي والعسكري من الدول التي تدعي الدفاع عن العدالة وحقوق الانسان. والآن بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، أعربت بعض هذه الدول ـ على الرغم من كونها أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية ـ بحذر عن وجهات نظرها بشأن هذه القضية.

وفي الرد على سؤال وهو انه كيف يمكن أن تتعاون بعض الدول الأوروبية مع الكيان الصهيوني سواء سياسيا او ماليا او تسليحيا وهي في نفس الوقت أعضاء في هذه المحكمة؟ قال كدخدائي: نعم، هذا هو نفس النقاش الذي كنا نحتج عليه كمعايير مزدوجة منذ اعوام طويلة.

واضاف: على أية حال، فإن مذكرة الاعتقال هذه التي صدرت تظهر قمة الكراهية والاشمئزاز الدولي. لم تعد المجتمعات المختلفة قادرة على تحمل هذا الكم من الجرائم. ألم تر الحكومات هذه الجرائم؟ ألم تكن على علم بما يحدث؟.

وتابع: ان الكيان الصهيوني استخدم حتى الغذاء والدواء كوسيلة للحرب ولا يسمح بوصول المساعدات وحتى في بعض الاحيان لم يسمح لفرق الاغاثة والإنقاذ بالتدخل لمساعدة الجرحى، لكن لم يصدر أي صوت من هذه البلدان ولم يتم اتخاذ أي إجراء فعال. والآن بعد أن أثير موضوع وقف إطلاق النار وقضايا أخرى، أصبح هناك حد أدنى لأمر الاعتقال وعلينا أن نرى ما سيحدث في المستقبل.

*حكم الاعدام بحق قادة الكيان الصهيوني المجرمين

وفي الاشارة الى تصريحات سماحة قائد الثورة الإسلامية بأن اصدار مذكرة الاعتقال بحق قادة الكيان الصهيوني المجرمين لا يكفي، ويجب اصدار حكم الإعدام بحقهم ، قال كدخدائي: حتى الإعدام ليس كافيًا بحق هؤلاء. هناك الكثير من الجرائم التي حدثت. وقد ارتكبت هذه الجرائم علناً وعلى مرأى ومسمع من وسائل الإعلام والمسؤولين في مختلف البلدان؛ لكن لم يتم القيام بادنى رد في مواجهة ذلك. في بعض الأحيان يتم الإعلان فقط أن الكيان الصهيوني لا ينبغي أن يفعل أكثر من هذا، ولكن كان بامكانهم القيام بإجراءات أكثر فعالية. كان يكفي الا يزودوا هذا الكيان بالسلاح أو منع وسائل تمويله.

واضاف: حينما تقوم مجموعة أو دولة ما بالوقوف على قدميها، تبدأ العقوبات والتهديدات ضدها على الفور، ولكن لا يتم اتخاذ أي إجراء ضد هذا الكيان الذي يرتكب الجرائم كل يوم.

واشار الى استخدام الكيان الصهيوني أسلحة غير تقليدية، مثل القنابل التي تزن 2000 رطل، على رؤوس الرجال والنساء والاطفال النازحين الذين ليس لديهم مأوى وكذلك الهجمات على المدارس والمستشفيات كجرائم حدثت أمام أعين المجتمع الدولي واضاف: برأيي كان بإمكان المجتمع الدولي أن يوقف هذه الجرائم في الأيام الأولى، وليس حتى في الأشهر الأولى، ولكن للأسف لم يتم اتخاذ هذه الإجراءات.

*ضعف تاثير الدول الاسلامية

ولفت الى ضعف تاثير الدول الاسلامية ومنها منظمة التعاون الاسلامي وقال: لسوء الحظ، وبسبب القضايا السياسية وعدم وجود إرادة واحدة، لم تتمكن منظمة التعاون الإسلامي من تحقيق نجاحات لافتة. وحتى في المجالات الاقتصادية التي نص عليها نظامها الداخلي، هل التزمت الدول الأعضاء بتلك الشروط؟ باستثناء البيانات السياسية التي يصدرونها بين الحين والآخر، ليس لديهم أي نشاط خاص. تعمل الدول الأعضاء بشكل أساسي بصفتها الفردية.

وتابع: لدينا أيضًا منظمات مثل منظمة التعاون الاقتصادي، ومنظمة شنغهاي ومجموعة بريكس. وينبغي لهذه المنظمات أن تكون أكثر نشاطا في مختلف المجالات. في المجتمع الغربي، منذ الأربعينيات، تم تشكيل منظمات تتواجد فيها الدول الكبرى، مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ولكن من هذا الجانب، لا نرى مؤسسات فعالة من تجمع الدول النامية يمكنها أن تكون فعالة. تم تشكيل الاتحاد الأوروبي في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، ويُعرف بأنه لاعب رئيسي في العالم. وينبغي للبلدان النامية أن تستخدم هذه الخبرات وتسعى إلى تلبية مطالب شعوبها بصوت واحد.

*كراهية المجتمع الدولي

وقال كدخدائي: مذكرة الاعتقال في حد ذاتها هي نتيجة لكراهية المجتمع الدولي واشمئزازه. لقد كانت الجرائم هائلة وبشعة لدرجة أن المجتمع الدولي لم يستطع أن يظل صامتا. وبالطبع فإن الإجراءات التي سيتم اتخاذها ستكون في حدها الأدنى، لكنها تظهر أن المجتمع الدولي أصبح جريحاً. وربما يكون هناك أمل في أن يكون هناك نضج دولي في العقود المقبلة لمتابعة هذه الجرائم، لكن في الوضع الحالي علينا أن نتعايش مع الحد الأدنى.

وفيما اذا كانت مذكرة الاعتقال هذه صمام أمان للرأي العام العالمي، قال: نعم إلى حد ما. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل صامتا إلى هذا الحد. وهذا هو أعلى رد فعل. ويجب أن أقول ان السلطات الدولية لا يمكنها ان تفعل شيئا عمليا في الوقت الحالي، ولكن يمكن للحكومات اتخاذ المزيد من التدابير العملية. عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، فإن الحكومات الغربية التي تدعي هذه القضية يمكنها أن تفعل ما هو أفضل. ولا يمكن التسامح مع المعايير المزدوجة.

وردا على سؤال وهو انه إذا أراد نتنياهو الذهاب مثلا إلى فرنسا التي شككت في الحكم الصادر بحقه فهل ستتجاهل الحكم ، قال كدخدائي: إذا لم تتحرك فرنسا، فلن يتمكن أحد من فعل أي شيء. والضمانة التنفيذية لهذه الأحكام هي مسؤولية الحكومات الأعضاء نفسها. وإذا أعلنت فرنسا أن لديها شكوكاً حول هذا الحكم، فلن يستطيع أحد أن يجبرها على ذلك.

واضاف: أعلنت إحدى الدول الأوروبية، المجر على ما يبدو، انها لا ترفض هذا الحكم فحسب - رغم أنها عضو في النظام الداخلي للمحكمة الجنائية الدولية - بل انها ستوجه الدعوة أيضا، الى نتنياهو. هذا الامر يعود الى ان ادوات القانون الدولي ليست حاسمة وفعالة. فهي في الغالب مطاطة وتعتمد على مصالح الحكومات.

انتهى ** 2342